تنزيل وتحميل كتاِب كلمتي في افتتاح جمعية وسط للعمل الثقافي والاجتماعي والتكافلي.. pdf برابط مباشر مجاناً
وصف كلمتي في افتتاح جمعية وسط للعمل الثقافي والاجتماعي والتكافلي.. pdf
بسم الله .. ** كلمتي في افتتاح جمعية وسط للعمل الثقافي والاجتماعي والتكافلي..
= ( تأصيلات في العمل الدعوي الجمعوي ) ..
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين :
بادئ ذي بدء نحمد الله تعالى أن يسر في هذا الجمع الطيب المبارك في مقر جمعية وسط للعمل الثقافي والاجتماعي والتكافلي..
ونرحب بالحضور الكريم كل باسمه و مقامه.. في هذا اللقاء الذي تستفتح به الجمعية نشاطها.. كما لا يخفى فإن مفهوم العمل الجمعوي هو : ” اتفاق بين عدة أشخاص على العمل وفق أنشطة معينة قصد الإسهام في تنمية المجتمع والمشاركة في الصالح العام وتخليق الحياة العامة ثقافيا أو اجتماعيا أو هما معا ”
ولكي يثمر هذا العمل الثمرة المرجوة بإذن الله تعالى لابد من مراعاة جملة أمور ، ينبعي استحضارها واستشعارها واستصحابها.. والكلام فيها طويل .. ، لكن ” إذا ضاقت العبارات اتسعت الإشارات ” ..
الأمر الأول : العمل الجمعوي بتعدد نشاطاته صورة من الصور التي يتمثل فيها وصف (الجسد الواحد) بين المؤمنين .. ، أي : ينبغي على العاملين في هذا الميدان ملامسة هذا المعنى قلبا وقالبا..
ففي الحديث الصحيح قال نبينا – عليه الصلاة والسلام – :” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” ..
فالعمل الجمعوي إذا قام على معنى وصف ( الجسد الواحد) يجعل المرء المشارك فيه يشهد – بحسبه -(مشهد المسؤولية)! ..تجاه أمته ومجتمعه ووطنه .. فاعلا لا منفعلا..
الأمر الثاني : من أمارات الفلاح والنجاح في أي عمل : سيره على أساس تحقيق أهدافه وغاياته .. ، وعليه فالعمل الجمعوي يجب أن يقوم على مقاصد معتبرة رجاء أن يحصل به الصلاح والإصلاح..، والأمن والأمان .. هذا بعد شهود مشهد توفيق الله ومعونته .. ، مع الحرص على صحة الوسائل وسلامتها ..وجملة هذه المقاصد مردها إلى مقصدين : أ . ( الاستجابة للحق = أي : لأمر الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام – ) ، فقد أمرا بالتعاون والتكافل فيما بيننا ..، فالسعي في ميدان العمل الجمعوي هو في حد ذاته لون من ألوان الاستجابة لله ورسوله – عليه الصلاة والسلام –
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ..
قال الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه : ” لما يحييكم : لما يصلحكم “! ..
ب . ( الإحسان للخٓلق) سواء كان معنويا أو محسوسا ملموسا..
ومن الأول : بذل المعارف السمحة.. ، والتثقيف المعتدل.. ، والتعليم والتربية.. و أساس ذلك القرآن وحديث النبي العدنان – عليه الصلاة والسلام –
ومن الثاني : بذل المعونات التكافلية . ، والمساعدات الاجتماعية … وما يتبع ذلك .. قدر الاستطاعة .. ، وفي حدود الإمكانية ..
وينبغي أن تكون الغاية فى هذا الإحسان محددة في أمرين عامين :
– ( سد الحاجة ) .. – ( و الإعانة على الطاعة ) .. ويجب أن يقوم هذا الإحسان لضمان الإحسان فيه على ساقي :
– الأنفع : أي : يرجع عليهم بالخير والنفع في دينهم ودنياهم .. – و الأطوع : أي : أن يكون مطواعا.. ، سهل التطبيق والعمل ..
مع مراعاة :
– الدفع : أي : إعانة الناس بما يدفع عنهم الضرر بأنواعه ..- والرفع : أي : معونة الناس بما يرفع عنهم الضرر بأصنافه ..
قال تعالى : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)
فبين ربنا سبحانه وتعالى أن الإحسان للخلق تعود منفعته إلى المحسن..
الأمر الثالث : العمل الجمعوي كغيره مما يقصد به نفع العباد وازدهار البلاد ينبغي أن يتأسس بين العاملين فيه والقيمين عليه على أساس المصلحة ( = المنفعة ) .. ولا تتحقق إلا بأمور خمسة : 1 . ” الاجتماع “.. لقوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ..
2 . ” التعاون ” .. لقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ..
3 . ” التناصر ” ..لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله – عليه الصلاة والسلام – أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره ( ؟! ) قال : تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره ” ..
4 . ” المسارعة ” أي : المسارعة – بشرطها – إلى فعل ما فيه الخير والنفع ..لقوله تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) ..
5 . ” التناصح ” ..لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ” الدين النصيحة ..” ..
وجُماع ذلك : أن يقوم العمل الجمعوي على أصل : ( التكامل لا التآكل )! …، بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.. ، مع النظر في الحال ..، وتلمح المآل.. ، ومراعاة مراتب الأشياء ومقاديرها وأرباب الأهلية فيها ..، بغرض : ( بذل المعروف ) بعموم مشمولاته..
على أساس : قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ” لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ” ..
وبباعث : قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ” صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ” ..
قال أبو العتاهية :
لا تحقرن من المعروف أصغره *** أحسن فعاقبة الإحسان حسناه
الأمر الرابع والأخير : من المعلوم أن العمل الجمعوي لكي يسير في أجواء مناسبة وظروف صالحة ومصلحة ..لابد من صبغته بأخلاق حسنة وسلوك رفيع ..، فينبغي أن نستحضر في هذا السياق قوله سبحانه وتعالى لسيد البشرية – عليه الصلاة والسلام – في علاقته بالناس : ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ..
وجملة هذه المقامات الأخلاقية والسلوكية هي :
– مقام الإخلاص : فلا بد من تصحيح النية والقصد.. لكي يكون العمل الجمعوي ابتغاء وجه الله تعالى.. ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) ..
– مقام السماحة : فالسماحة تجعل العمل يسير بيسر وسهولة.. ، قال العلامة ابن عاشور – رحمه الله – في مقاصد الشريعة ص : 268 :” السماحة أول أوصاف الشريعة ، وأكبر مقاصدها ” .
– مقام الرحمة : فالتراحم يعطي للعمل الجمعوي إشراقة مصطفوية.. ، ولذا كانت الرحمة مقصدا عاما للبعثة النبوية ..، قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .
– مقام الأخوة : فالشعور بروح التآخي : تقوية للقلوب ، وتلاحم بين الناس ووطنهم ومجتمعهم.. ، قال سبحانه : ( إنما المؤمنون إخوة) .
– مقام المواساة : فالمواساة بأنواعها من الأخلاق الدالة على التكافل والمؤازرة ..، قال إبراهيم بن أدهم – رحمه الله – :” المواساة من أخلاق المؤمنين ” .
– مقام المحبة : فالتحاب في الله تعالى ولله صفاء ونقاء يحمل على التعاون وإرادة الخير.. ، ففي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام : ” لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا.. ” .
– مقام التؤدة : فالتؤدة تحمل على الاتزان والرؤية الصائبة.. ، واجتناب الاستعجال.. ، وكما قالت العرب قديما : “الخطأ زاد العجول”! .
– مقام الاعتدال : فهو من الضروريات للسير على نسق الوسطية بمبعدة عن الغلو والخلو.. ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : ” القصد القصد تبلغوا ” .
– مقام الحكمة : التي تجعلك تضع الأمور في محالها.. ، مراعيا زمانها ومكانها وشخصها.. ، ولذا قيل في تعريفها : ” فعل الشيء الذي ينبغي ، على الوجه الذي ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ” .
– مقام الصدق : فالصدق في الحال والمقال يعطي للأعمال الجمعوية مصداقية.. ، وكما قيل : ” أصدق الله يصدقك ” .
– مقام الاعتبار : فمهم جدا في سير العمل الجمعوي من أخذ العبرة والعظة ..، ف ” السعيد من وعظ بغيره ” كما قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – ، وصدق من قال :” من كثر اعتباره قل عثاره ” .
– مقام الصبر : فلا بد في مسيرة أي عمل من عقبات وعوائق تستوجب من العاملين التحلي بالصبر الذي ينير الطريق لأصحابه . ، ففي الحديث الصحيح : ” الصبر ضياء ” .
– التفاؤل : فمن علامات الفشل في أي عمل والخلوص إلى اضمحلاله : اليأس من تحقق أهدافه.. ، فما أحوجنا لروح التفاؤل ..، فالمتفائل يقول : إن كأسي مملوءة إلى نصفها ، والمتشائم يقول : إن نصف كأسي فارغة.
– مقام الشكر : فلا بد من شكر الله على فضله وتوفيقه ، كما ينبغي التحلي بشكر الناس على معونتهم إياك..، فالشكر مفتاح الزيادة من الله ، وسبب التقدير لك من الناس ..، وفي الحديث الصحيح : ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله “.
– مقام المنة : فلا بد للعاملين جمعويا أن يستحضروا منة الله عليهم وفضله.. ، ففي شهود هذا المقام نجاة من آفة : العجب ، وفي الأثر عن ابن مسعود – رضي الله عنه – : ” الهلاك في اثنتين : القنوط والعجب ” .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
كتبها المشرف العلمي لجمعية ( وسط) : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني – عامله الله بلطفه الخفي –
مؤلف: | كاتب غير محدد |
قسم: | مقاصد الشريعة |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 10 |
حجم الملف: | 196.98 كيلو بايت |
نوع الملف: |
قراءة وتنزيل كلمتي في افتتاح جمعية وسط للعمل الثقافي والاجتماعي والتكافلي.. pdf من موقع مكتبه إستفادة.