تنزيل وتحميل كتاِب [تفريغ] رسالة إلى شيعة لبنان – من أمير كتائب عبد الله عزام – المجاهد/ ماجد الماجد – حفظه الله pdf برابط مباشر مجاناً
وصف [تفريغ] رسالة إلى شيعة لبنان – من أمير كتائب عبد الله عزام – المجاهد/ ماجد الماجد – حفظه الله pdf
بسم الله الرحمن الرحيم
نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ
تفريغ كلمة بعنوان
رسالة إلى شيعة لبنان
[الغلاف]
للمجاهد/ ماجد بن محمد الماجد (حفظه الله)
أمير كتائب عبد الله عزام في بلاد الشام
الصادرة عن كتائب عبد الله عزام
رمضان 1433 هـ – 08 / 2012 م
الحمد لله القائلِ في كتابه (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) ، والقائل: (فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإلى شيعة لبنان، نخاطبكم اليوم باللسان؛ لتسمعوا منَّا مباشرةً بلا وسيط يكذب عليكم ويزوِّر عليكم الحقائق؛ من الإعلام الموجَّه أو الجهاتِ التي تستغلُّكم، ولتقرِّروا أنتم لغةَ الخطاب المستقبليةِ بينكم وبين أهل السنة والطوائفِ المتضررة من إجرام كباركم وممثِّليكم الدينيين والسياسيين، ومن عبثهم بأمن البلاد، حتَّى تنبني تصرفاتكم على العلم بالأمور التي يخفون عنكم حقائقها، وحتى تدركوا تبعات أفعالهم وتعرفوا من سيدفع ثمنها من وجوده وعيشه.
وفي أثناء هذه الأحداث الكبيرة المتسارعة، ونذر الحرب التي تأتي من كلِّ مكان؛ نحن وإياكم نعيش ما يحصل في سورية ولبنان، ونرى ما يحدث من حولنا بعد تحرُّك الجسد السنيِّ الكبير في بلاد العرب، وانتفاضته لرفع الظلم عن نفسه. بدأ أهل السنة برفع ظلم الطواغيت الحكام من رؤساء الدول العربية، وغدًا يتَّجهون إلى جهات ظالمة أخرى؛ شاركت رؤوسَ الحكم في ظلمهم وقمعهم وتقتيلهم وسجنهم ونهب أموالهم والاعتداء على أعراضهم، فلكلِّ ظالم يوم ينتقم الله -عزَّ وجلَّ- فيه للمظلومين ويقتصُّ لهم منه.
ولستم بحاجة إلى من يذكِّركم بما كان عليه حالكم في لبنان قبل قيام “حركة المحرومين”، وما تعرَّضتم له من البطش في لبنان وخاصةً البقاع وبيروت قبل اتفاق سورية وإيران في زمن حكم حافظ الأسد في الحرب الأهلية اللبنانية.
وأهل السنة اليوم، يتعرَّضون لظلم هو من أعظم صور الظلم التي وقعت على البشر في العصر الحديث، بدأ هذا منذ أيام الاحتلال الفرنسيِّ المسمَّى بالانتداب، ووصولاً إلى حكم عائلة الأسد لسورية ولبنان، وليس ما يتعرَّض له أهلنا اليوم في سورية إلا امتدادًا لما مضى من البطش والإجرام اللذَين نزلا بأهل السنة خاصةً، ونال من لم يكن مع الحلف الأسديِّ من الطوائف نصيبَهم منه.
ولكن من الليل يولد الصبح، واشتداد البطش والإجرام علامة على قرب زوال الظالم، وقد رأيتم كيف تتهاوى أركان النظام المجرم في سورية بقدرة الله -سبحانه- وحده، تهاويًا ينتهي بهلاكه هلاكًا مخزيًا بإذن الله، (وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) . وهذا التغيُّر الكبير الحتميُّ، يوجِب على عقلائكم أن يتساءلوا: ماذا بعد انهيار النظام بشكل كامل -بإذن الله- ومصيره إلى الهلاك؟ نقول:
إنَّ موقف سادتكم وقياداتكم السياسية والعسكرية في حركتي أمل وحزب الله من الثورة السورية لا يصبُّ أبدًا في المصلحة العامة لطائفتكم أو للبنان بكلِّ طوائفه، وإنَّ سماحكم بإرسال أبنائكم من لبنان إلى سورية للقتال مع النظام المجرم؛ ليقتلوا أبناءنا ويروِّعوا نساءنا ويتلفوا أموالنا؛ إنَّ فعلكم هذا ليس من مقاومة اليهود، بل هو نصرةٌ للظالم على المظلوم ظلمًا لا لبس فيه، ومشاركة للمجرم في جريمته، فتذكَّروا هذا.
وإنَّ قتل مشايخنا في لبنان على حواجز الجيش التي يسيطر عليها كباركم من السياسيين والعسكريين؛ ليس من إخماد الفتنة، بل هو استباق في إشعال الفتنة وتأجيجها، فتذكَّروا هذا.
وإنَّ ترحُّم سادتكم على أكابر مجرمي النظام السوريِّ، وعلى سفَّاكي دماء أهل السنة في سورية، واعتبارهم إيَّاهم شهداء، ورفاق سلاح؛ هو استفزاز وقح لمشاعر ملايين المسلمين في العالم وليس لأهل سورية فحسب، فكيف يكون من يقتل النساء والأطفال والشيوخ والرجال شهيدًا؟ وأيَّ صفاقة يحمل من يخرج للعلن وينعاهم؟ فتذكَّروا هذا أيضًا.
وإنَّ تعليق سادتكم على مجازر الحولة وغيرها بنفي حدوثها، وبأنَّها كذبات إعلامية؛ مردِّدين تفاهات إعلام النظام السوريِّ؛ إنَّ هذا يُعَدُّ مشاركةً في هذه المجازر. وأنتم تصلكم أخبار هذه المجازر، وتعرفون هولها وإجرامها بدون شكٍّ. فأيَّ تهوُّر يحمل صاحب هذه التصريحات؟ وأيَّ مجازفة بطائفته حتَّى يحمِّلَها تبعات هذه التصريحات الإجرامية؟ فتذكَّروا هذا إذا اشتدَّت عليكم تبعاتُ هذه التصريحات.
وإذا كنتم تصدِّقون قياداتكم عندما تزعم بأنَّ اغتيال الحريريِّ، والثورة الشعبية السورية، وغيرَهما من الأمور؛ هي من صنع العدوِّ الأمريكيِّ والإسرائيليِّ؛ فاسألوهم: لماذا يا قيادات “المقاومة” الشيعية أنتم ودولةَ “المقاومة والممانعة”؛ لماذا لا تقاومون هذه الصنائع الأمريكية الإسرائيلية وتردُّون على هذه المؤامرات الكبيرة بردٍّ عمليٍّ؟ لن يجيبوكم بجواب مقنع، لأنَّهم يعلمون أنَّ دعاواهم هذه غيرُ صحيحة، فلم يقتل الحريريَّ غيرُ قياداتكم، ولم يتضرَّر من الثورة السورية بعد قياداتكم مثلُ دويلة اليهود وولايات أمريكا المتحدة، وانظروا كيف استماتوا في الحفاظ على حكم الأسد “الممانع”، لأنه هو من يحمي حدود اليهود، ولم يكن هو أو قياداتُكم يومًا أهلَ مقاومة وممانعة، بل كانت قياداتكم دومًا باحثةً عن السيادة على بلاد الشام ولو أضرُّوا بالطوائف الأخرى، بل ولو أضرُّوا بمستقبل الطائفة الشيعية ومصالحها كما أثبت موقفهم من الثورة السوريَّة المباركة.
وأنا إذ أقول هذا الكلام؛ فإنَّني أتحدَّاهم أن يكذِّبوني بالردِّ على الانتهاكات اليهودية اليومية لأجواء لبنان وحدوده البرية والبحرية؛ ردًّا مناسبًا لحجم هذه الانتهاكات، فاطلبوا منهم ذلك، وانظروا إلى ردِّهم، وردُّهم سيثبت بجلاء أنَّهم خير حماة لحدود اليهود، وأنَّهم ليسوا بأهل مقاومة ولا ممانعة بل هم يتعاونون مع اليهود ويحرسون لهم الحدود، سنبيِّن لكم ذلك من ردِّهم.
أيُّها الشيعة، إنَّ سادتكم يضلِّلونكم ويجعلونكم تعيشون في أوهام؛ بزعمهم أنَّ خروج المهديِّ المنتظَر على الأبواب، وأنَّ المعارك الحاسمة التي فيها النصر قد اقتربت، فهذه وعود كاذبة كما كانت وعودهم بخروجه بعد موت الخمينيِّ كاذبةً، وكما كانت وعودهم بخروجه عند نهاية ولاية نجاد كاذبةً أيضًا، حتى أنقذهم تزويرُ الانتخابات الثانية له أو كان ذلك من أسباب التزوير ودوافعه، وستنتهي ولايته ولن يظهر من تنتظرون، فإلى متى يتلاعبون بكم؟ العاقل لا يبني سياساتِه ومستقبلَه على أوهام، ولا يجعل مصيره ومصالحه بيد من يكذبون عليه ويتلاعبون به ويجازفون بوجوده لتَسلَم لهم سلطتهم. فأين عقلاؤكم ليبنوا مستقبل طائفتهم بعقل وحكمة وبقراءة واقعية للأحداث؟ أينهم لينقذوا طائفتهم من تلاعب غير المبالين بمصيرها؟ أينهم ليوقظوا من يعيش في أوهام كذبها عليه الانتهازيُّون وهو يصدِّقها في كلِّ مرة ثم يتبيَّن أنَّها كذب؟ أم هم يخشون سطوة أصحاب النُّفوذ والعمائم؟
وعليكم أن تدركوا أنَّ لبنان بلد شحيح الموارد، ويعتمد على السياحة ثمَّ على دعم أبنائه المغتربين، فهو إذن يعتمد على الأمن، وبفِقدان الأمن يفقد لبنانُ الحياة، ولا يعود بلدًا صالحًا للعيش فيه، وإنَّكم اليومَ بمسيركم وراء قياداتكم في اندفاعهم وراء نظام ساقط لا محالة؛ تسيرون بأنفسكم إلى الهلاك، ويندفع بكم سادتكم إلى مصير لا تريدونه. فالشعوب قد تحرَّكت بعد طول سبات، والناس اليوم يسيرون كالبحر المتلاطم الأمواج إلى انتزاع حقوقهم من الظالمين وإعادة كرامتهم المسلوبة، فسلوا رُبَّانَكم وهو يحاول أن يتحدَّى بكم الموج: كيف سيحميكم من تلاطم أمواج البحر الذي يحيط بكم ماؤه من كلِّ جانب؟ لا تقفوا في وجه الأمواج الثائرة فتغرقوا، واطلبوا السلامة ما استطعتم إليها سبيلاً. ونحن لا نطلب منكم إعانةً أو مساهمةً في نصرة الشعوب المقهورة المنتفضةِ الثائرة على طواغيتها المجرمين، بل ندلُّكم على سبيل السلامة واتِّقاء الغضبة على الظالمين، فكُفُّوا أذاكم عن أهل سورية، وتبرَّؤوا ممن يشترك منكم مع النظام في قتالهم؛ يكن هذا واقيًا لكم من مصير النظام وحلفائه، ومنقذًا لكم من جزاء المعين، فله وللمعان جزاء واحد، كما قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) ، والنبيُّ -عليه الصلاة والسلام- كان يحكم على الطائفة كلِّها بفعل بعضها إذا سكتت عنه البقية، فأجلى بني النَّضير والذي همَّ بالقتل منهم رجلان، وقتل رجال بني قريظة ومن فعل ما ينقض العهد منهم جماعة، وحارب قريشًا والذي أعان بني بكر من قريش بعضهم.
وإنَّ الخطاب الإعلاميَّ لقناتي المنار والإن بي إن، يؤجِّج نارًا أشعل لهيبَها قادتُكم، ولكنَّها لن تُحرِق كما ستُحرق طائفتَكم. فالشام اليوم أصبح -بمجازفات قادتكم وحلفائهم- على شفا حرب طائفية ستأكل الأخضر واليابس، تكون أمامَها الحربُ الأهلية اللبنانية الماضية وكأنَّها لم تكن إلا مناوشاتٍ يسيرةً، ولن يخمد هذه النارَ التي يشعلها قادتكم ألفُ طائف وطائف. والذي يحدِّد موقعكم في هذه الحرب هو اختياركم: إمَّا دعمُ الظالم ونصرته، وإما كفُّ كلِّ صُوَرِ الأذى عن أهل السنة.
واعتبِروا بيزيدية العراق الذين اعتدوا على مسلمة فجاءهم ما لا يطيقون، بل اعتبروا بإخوانكم من شيعة العراق الذين استغلَّتْهم أمريكا وإيرانُ في حرب أهل السنة؛ فسَلِمَتَا، ودَفعت الشيعةُ ثمنَ هذه الحرب من دماء أبنائها وعيشهم، (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا) ، ففقدوا الأمن، والتصقوا بالأرض فقرًا، (جَزَاءً وِفَاقًا) ، ومصيرًا عادلاً.
وقد اختار العلويةُ النصيرية موقعهم لمَّا اشتركوا مع النِّظام، وبالغوا في القتل والإجرام، ولن يطولَ انتظارُهم لغضبة أهل السُّنَّة، (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) .
فلتفهموا أنَّ الوقوف في وجه الشُّعوب الثائرة لن تكون عاقبته حميدةً، وأنَّكم أقليَّة سيذهب قريبًا -بحول الله- من كان يقوّيها على الأكثريَّة، تعيشون بين أكثرية في بلاد الشام تحيط بكم من كلِّ جانب. ومن أهلك النِّظامَ الذي كان يُسَلِّط قادتَكم على أهل السنة، هو عليهم وعلى من يعينهم على نصرة النظام أقدرُ، فاستوعبوا التغيُّرات ولا تعوِّلوا على ماضٍ يهدم الآن أمامكم.
وإنَّ مفتاح الحرب بأيديكم، ولكنَّكم إن فتحتم بابها فلن تستطيعوا إغلاقَه أو منعَ الموجِ الداخلِ منه. والشعوب المظلومة التي صُبَّ عليها أذى قادتِكم وحلفائهم لن تميِّز المشاركَ منكم في أذاها والراضيَ به ممَّن سخِطه بقلبه وكرهه ولم يشارك فيه، إذا لم يظهر بينكم حَراك حقيقيٌّ يحذِّر الطائفةَ من الوقوع في الهاوية التي تسير إليها بقيادة مجموعة لا تبالي بالعواقب، فالحروب الطائفية لا تعرف غيرَ الهويَّة.
وأختم بتلخيص الموقف: بأنَّ قادتكم همُّهم الحكم والسيادة، وأنتم همُّكم الأمان والعيش والكرامة والعدل، وعرش قادتكم يهتزُّ من تحتهم بانهيار ملك الأسد، ولهذا فهم يجازفون بأمنكم وعيشكم لينقذوا ملكَ الأسد وينقذوا عرشَهم في لبنان، وملكُ الأسد زائل لا محالة، وإنكار ذلك مكابرة، فإذا رضيتم بربط أمنكم وعيشكم بملكه البائد؛ وأبيتم إلا أن يَبقيا معًا أو يزولا تبعًا؛ فلكم ما أردتُّم، وعاقبتُه عليكم، ولا تلوموا حينها غيرَ أنفسكم، ولا تقولوا: (إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) ، بل قولوا: (يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) ، والسَّعيد من وُعِظَ بغيره، وقدَّر بعقله؛ فاختار لنفسه بنفسه، ولم يبِع دنياه بأطماع غيره. ألا هل بلَّغْت؟ اللهمَّ فاشهد.
وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. والحمد لله ربِّ الرسمي لنخبة الإعلام الجهادي
مؤلف: | كاتب غير محدد |
قسم: | الصلاة |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 7 |
حجم الملف: | 235.57 كيلو بايت |
نوع الملف: |
قراءة وتنزيل [تفريغ] رسالة إلى شيعة لبنان – من أمير كتائب عبد الله عزام – المجاهد/ ماجد الماجد – حفظه الله pdf من موقع مكتبه إستفادة.