Close

Istefada

تحميل كتاِب الثّقافة و التّنمية الباراديغم البديل pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب الثّقافة و التّنمية الباراديغم البديل pdf برابط مباشر مجاناً

وصف الثّقافة و التّنمية الباراديغم البديل pdf

كاتب تونسيظاهريّا يبدو هناك تعارض بين مفهومي ثقافة و تنمية فالأوّل ذو دلالة رمزيّة فكريّة في حين غالبا ما يستخدم الثّاني للإحالة على ما هو اقتصادي مادّي .
لكنّ هذا التّعارض و لئن ساد تاريخيّا وطويلا فإنّه أصبح من قبيل الماضي . فالمفهومان شهدا تحوّلات هامّة جعلت كلّا منهما ينفتح على الآخر و يتقاطع معه و يرتبط به .
تمّ ابتداع مفهوم ثقافة في إطار المجتمع الغربي لكنّ ذلك لا يعني أنّ المجتمعات الأخرى كانت تعوزها الثّقافة بل إنّها لم تتساءل إن كانت لديها ثقافة أم لا . و قد شهد هذا المفهوم تطوّرا ومرّ تشكّله بمراحل مختلفة خصوصا بفضل الاستعارة الّتي عبرت به من الإحالة على فلاحة الأرض إلى الدّلالة على ثقافة الفكر أي تكوينه وتربيته . في مرحلة لاحقة أثير الجدل بشأن المنحى الكوني أو التّخصيصي للكلمة ، بين استعمالها في صيغة المفرد ثقافة أو الجمع ثقافات . تدريجيّا تبلور المفهوم العلمي للكلمة الّذي لا يقتصر فحسب على الإبداع الفنّي والفكري و الاستفادة منه و إنّما يشمل أيضا النّظم والممارسات الاجتماعية و المعارف و المهارات و أشكال التّعبير التّقليديّة الّتي تشكّل هويّة المجتمعات .
هذا التّوسّع في مفهوم الثّقافة أدّى إلى إبراز ما تزخر به من ثراء وتنوّع و هو ما من شأنه أن يجعل منها محرّكا أساسيّا للتّنمية بمختلف أبعادها .
على غرار ثقافة كان مفهوم تنمية عرضة لتحوّلات عميقة و متعاقبة . تمّ في البداية استخدام مصطلحات أخرى مثل حضارة وتغريب وتحديث التي تعكس جميعها الإيديولوجيا الكلاسيكيّة السّائدة منذ القرن السّابع عشر إلى منتصف القرن العشرين . تذهب هذه الإيديولوجيا إلى أنّ معيار التّقدّم يتمثّل في مستوى الإنتاج و المراكمة ودرجة استغلال الموارد الطّبيعيّة . ثمّ جاءت النّظريّة الكلاسيكيّة الجديدة لتعزّزها وتنشرها في العالم من خلال إضافة بعد آخر أكثر ديناميكيّة وهو تنقّل رؤوس الأموال وسائل الإنتاج من البلدان المتقدّمة إلى تلك المتخلّفة .
لم تكن الإيديولوجيا الكلاسيكيّة بمنأى عن المساءلة من عديد التيّارات الفكريّة . تتعلّق الانتقادات الموجّهة إليها أساسا بالانعكاسات السّلبيّة الّتي انجرّت عن تطبيقها لاسيّما في البلدان المتخلّفة . حيث ينسب إليها معارضوها التسبّب في أزمات اقتصادية و اجتماعية و تعميق الفوارق بين البشر والنّفاذ السّريع للموارد الطّبيعيّة والتّلوّث . كما طُرِحت مسألة الهويّة الثّقافيّة للشّعوب وحقّها في استنباط بدائلها الذّاتيّة للتّنمية بعيدا عن النّموذج الغربي الّذي تروّج له هذه الإيديولوجيا الكلاسيكيّة وتعتبر أنّه كونيّ وواجب التّطبيق في كل أنحاء العالم .
أدّى هذا الجدل الفكريّ بشأن مفهوم التّنمية إلى توسيع مجاله فلم يعد فقط مرادفا للنّموّ الاقتصادي كما يذهب إلى ذلك التّصور الكلاسيكي و إنّما أصبح يحيل بالإضافة إلى ذلك على أبعاد اجتماعية وبيئيّة وثقافيّة . و يعكس بروز مفهوم التّنمية المستدامة بوضوح التّحوّلات التي شهدها مفهوم التّنمية .
بدورها عرفت العلاقة بين المفهومين تطوّرا ملحوظا . منذ البداية لم ينكرها المفكّرون الاقتصاديون الكلاسيكيّون ، ثم تعدّدت وتنوّعت المقاربات الفكريّة بشأنها ، والّتي تتراوح غالبا بين اتّجاهين رئيسيّين : اتّجاه يعتبر أنّ هناك تعدّديّة لقيم ثقافيّة من شأنها دفع مسار التّنمية . في حين يؤكّد اتّجاه آخر على الطّابع الكوني للقيم الثّقافيّة الغربيّة و يرى بالتّالي أنّها ضروريّة لنجاح التّنمية في كلّ أنحاء العالم . لكن هذا لا ينفي وجود صنف ثالث من التّحاليل ، يتّسم بالحياد في هذا الشّأن ولا ينحاز إلى هذا الاتّجاه أو ذاك ، على غرار ذلك المستند إلى نظريّة رأس المال الاجتماعي .
من ناحية أخرى تتباين المقاربات الفكريّة على مستوى الدّور الذي تسنده للعوامل الثقافيّة . تعتبر تحاليل أنّ تلك العوامل ذات دور رئيسي في مسار التّنمية . في حين تذهب أخرى إلى أنّها ليست سوى إحدى جملة من العوامل المؤثرّة في هذا الصّدد .
لم يقتصر الاهتمام بالعلاقة بين الثّقافة والتّنمية فقط على التّيّارات الفكريّة الّتي تناولتها . بل إنّ هذه العلاقة مثّلت أيضا المحور الذي اشتغلت عليه عديد المنظّمات الدّوليّة خصوصا اليونسكو . طيلة عقود كثّفت هذه المنظّمات من المؤتمرات والتّقارير والنّشريّات وتبنّت نصوصا قانونيّة متعلّقة بهذا الشّأن . كما أكّدت في مناسبات عدّة على أهمّيّة الثّقافة كمحرّك أساسي للتّنمية بمختلف أبعادها . تمكّنت أيضا من إدراج العلاقة بين الثّقافة والتّنمية في القانون الدّولي من خلال اتّفاقيّة حماية وتعزيز تنوّع أشكال التّعبير الثّقافي لسنة 2005 .
طرحت هذه المنظّمات أيضا مسألة مكانة الثّقافة في البرنامجين العالميّين للتّنمية ، وهما الأهداف الإنمائيّة للألفيّة و أهداف التّنمية المستدامة . حيث سعت إلى تلافي تغييب الثّقافة في برنامج الأهداف الإنمائيّة للألفيّة .
إنّ العلاقة بين الثّقافة والتّنمية لا يقع تناولها فقط من زاوية دور الثّقافة في التّنمية ( النّظرة الأداتيّة ) ، بل إنّ الثّقافة هي أيضا مجال للفعل التّنموي . نتحدّث هنا عن مفهوم التّنمية الثّقافيّة . فالقطاع الثّقافي يحتاج إلى جهود تنمويّة في مختلف مجالاته مثل السّياسات الثّقافيّة والاقتصاد الإبداعي والتّراث الثّقافي اللامادّي والحقوق الثّقافيّة

مؤلف:
قسم: قسم غير محدد
اللغة: العربية
الصفحات: 156
حجم الملف: 1.22 ميجا بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 18 فبراير 2022

قراءة وتنزيل الثّقافة و التّنمية الباراديغم البديل pdf من موقع مكتبه إستفادة.