Close

Istefada

تحميل كتاِب الجهاد الروسي وأزمة أوكرانيا 2022 pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب الجهاد الروسي وأزمة أوكرانيا 2022 pdf برابط مباشر مجاناً

وصف الجهاد الروسي وأزمة أوكرانيا 2022 pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةعلي مدي العقود الماضية ظل حلف شمال الأطلسي هاجسا أمنيا لروسيا خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، وحل حلف وارسوا عام 1991 ، ومنذ ذلك الحين تعززت قوة الحلف بانضمام 14 دولة جديدة بجانب دول البلقان والبلطيق وشرق أوربا ، ولا يزال الناتو يسعي لضم دول جديدة بينها دولتان كانتا جزءً من الاتحاد السوفيتي السابق وهما أوكرانيا وجورجيا ، علاوة على التحركات الغربية في الإقليم؛ حيث رأت روسيا أن التدريبات الأمريكية بالقاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل قنابل نووية والتي حلّقت فوق البحر الأسود بمثابة تهديد لها، إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا ورومانيا، كما برزت تهديدات باحتمال نشر الناتو صواريخ على الأراضي الأوكرانية.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد باعت بالفعل أسلحة، مثل صواريخ جافلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، قدمت تركيا إلى أوكرانيا طائرات جوية قتالية بدون طيار مثل Bayraktar TB2 ، والتي يتم استخدامها ضد المتمردين المدعومين من روسيا. كما عزز الناتو وجوده وأجرى تدريبات بحرية في البحر الأسود مع الجيش الأوكراني، وهو ما أثار حفيظة روسيا، حيث رأت روسيا أن خطرا مباشرا على أمنها القومي ، وتهديدا صريحا لنفوذها .
والسؤال الآن : لماذا يصر الحلف على التوسع شرقا والاقتراب أكثر من تخوم روسيا ؟ .. وما هي خيارات موسكو لوقف تمدده نحو مناطق تعتبرها ضمن مجال نفوذها التقليدي والتاريخي ؟ .. باختصار ما هي أزمة أوكرانيا ؟ .
والإجابة علي ذلك نقول مع الأستاذ سيد جبيل بأنه إذا كنت قد سمعت أو قرأت فقط عن الحرب الباردة ، فقد آن لك أن تشاهدها حية على الهواء ، ومباشرة من أوربا الشرقية ، وتحديدا من الساحة الأوكرانية ، وأزمة أوكرانيا تأخذنا إلى ألة الزمن وبالذات خلال حقبة الخمسينات والستينات حين كانت الحرب الباردة على أشدها بين الاتحاد السوفيتي من جانب والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر ، وقد شهدت هذه السنوات أزمات متتالية كاد أن تأخذه إلى حرب عالمية ثالثة ، وهي أزمات مثل أزمة برلين من 1958 إلى 1961 ، وأزمة صواريخ كوبا في أكتوبر عام 1962 ، وغيرهما .
الأزمة باختصار تتجسد من خلال التوتر الذي قد يؤدي إلى غزو روسي لأوكرانيا ، ومن ثم تكون هناك مواجهة بين روسيا من ناحية ، وبين الغرب من ناحية أخرى ، وفي القلب من هذه الأزمة رغبة الحكومة الأوكرانية في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ، وهذا الخلف هو حلف عسكري قد تأسس عام 1949 بهدف مجابهة الاتحاد السوفيتي واحتوائه ، ويضم 30 عضوا منهم 29 دولة أوربية ، بالإضافة إلى دولتين هما أمريكا وكندا ، وتنص مادته الخامسة على أن الإعتداء على أي دولة عضو في الحلف ، هو اعتداء على كامل الحلف ، ويجب التصدي له .. وهنا اتجه حلف الناتو إلى استقطاب دول الإقليم الآسيوي إليه لإعادة فرض القوة لصالحه في الإقليم، كما شملت المحاولات توسيع النطاق الجغرافى للحلف ليضم رومانيا وبلغاريا، الأمر الذى أدى إلى وجود ثلاث دول من المطلة على البحر الأسود داخل الحلف، كما تشارك أوكرانيا وجورجيا في برنامج الناتو للشراكة من أجل السلام، في حين باتت جورجيا مرشحة رسمياً للانضمام للحلف.
والسؤال : ما المشكلة في أن تنضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي كما انضمت دول أوربية أخرى ؟ .. والإجابة تتجسد في أن أوكرانيا تمثل خطاً احمر بالنسبة لموسكو ، حيث إن بينهما حدودا مشتركة ، تتجاوز 2000 كم وانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ، يعني أن صواريخ وجنود الحلف يمكن أن تكون على الحدود الروسية وتهددها ، واقتراب الحلف الأطلسي من الحدود الروسية من خلال أي دولة مسألة تثير قلق الروس ، لكن أوكرانيا على وجه التحديد تمثل كما قلنا خطا أحمر لا يجب الإقتراب منه ، لأن أوكرانيا بلد بالغ الأهمية تاريخيا واستراتيجيا واقتصاديا للروس ، وهذا أمرا محير ، في ظل أزمة دولية خطيرة تتشكل في شرق أوربا وتحديدا على الأراضي الأوكرانية .
علاوة علي أهمية البحر الأسود لدى روسيا ، حيث تمثل منطقة البحر الأسود “رئة” مهمة لروسيا تحقق بها العديد من المصالح الاقتصادية في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد، ويعد البحر الأسود المياه الوحيدة الدافئة التي تستطيع السفن العبور منها شتاءاً، كما تستخدم روسيا أيضاً قواعدها في البحر الأسود، التي يقع كثير منها في شبه جزيرة القرم، لشن عمليات عسكرية في سوريا، ولا ننسي كيف دفعت السياسات الروسية حلف الناتو إلى تبنى خطوات للتدخل في الإقليم، فقد استخدمت روسيا سلاح الطاقة كورقة ضغط على أوكرانيا عام 2006 ومرة أخرى عام 2009 حين أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا من خلال أوكرانيا، وزادت من سعر الغاز الأوروبي، وقامت بتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط وتعاونت مع دول من إقليم البحر المتوسط التي ترى دول الاتحاد الأوروبي أنها منطقة نفوذ لها، وقامت بغزو جورجيا، كما قامت بغزو القرم عام 2014.
علي أية حال فإنه مع تزايد الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا ، فهناك ثلاثة أسئلة تطرح نفسها : السؤال الأول : هل يمكن للروس فعلا أن يغزو أوكرانيا ولماذا؟ .. السؤال الثاني : ماذا يمكن أن يفعل حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة إن فعلت روسيا ذلك؟ .. السؤال الثالث : ما أهمية أوكرانيا التي تجعلها محل نزاع وصراع بالنسبة لروسيا والغرب بشكل ينذر بصراع ومواجهة عسكرية بين الطرفين ، أي بحرب عالمية ثالثة؟
قبل محاولة الإجابة على تلك الأسئلة الثلاث نودالإشارة بأن الروس ينظرون إلى أوكرانيا على أنها جزء من روسيا ، وبوتن والمسؤولين الروس أكدوا مرارا وتكرارا عن أهمية أوكرانيا بالنسبة لهم ، فمثلا بوتن كتب مقالا مطولا في يوليو 2021 تحدث فيه أن قيام حكومة معادية لموسكو على أراضي أوكرانيا يعد بمثابة استخدام سلاح دمار شامل ضد الروس ، وذكر بوتن أن روسيا وأوكرانيا كانتا بلد واحد وشعب واحد في إشارة إلى دولة كييف – روس التي قامت في القرن التاسع الميلادي واستمرت مئات السنوات ، ومنا انبثق أو تطور تاريخيا دولة روسيا الحالية ، و أوكرانيا ، وبيلا روسيا ، وبالتالي ركز بوتن في هذا المثال على أن الروس والأوكرانيين إخوة ولا يجب أبدا أن يكونا بينهما عداء ، وهو المقال الذي سخر منه الرئيس الأوكراني الحالي زيلنسكي وقال نعم نحن إخوة ولكننا إخوة مثل قابيل الذي قتل هابيل ، في إشارة إلى أن الروس ، هو قابيل الذي قتل هابيل وهو أوكرانيا .

مؤلف:
قسم: التفكير العلمي
اللغة: العربية
الصفحات: 51
حجم الملف: 544.21 كيلو بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 11 فبراير 2022

قراءة وتنزيل الجهاد الروسي وأزمة أوكرانيا 2022 pdf من موقع مكتبه إستفادة.