تنزيل وتحميل كتاِب قصة احمد عرابي pdf برابط مباشر مجاناً
وصف قصة احمد عرابي pdf
أحمد عرابي
احمد عرابى، اسمه بالكامل احمد محمد عرابى محمد وافى محمد غنيم عبد الله ، اتعرف كمان بإسم عرابى باشا (هرية رزنة، الشرقيه، 1 ابريل 1841 – القاهرة، 21 سبتمبر 1911)، زعيم و عسكرى وطنى مصرى و من اكبر رموز الوطنيه المصريه. اتعرف بكراهيته لسيطرة الشركس على الجيش المصرى.
شق طريقه بنفسه و بجهده من مجرد فلاح فى قريه مصريه بسيطه لمنصب ناظر الجهاديه (وزير الحربيه) من غير ما يتخرج من مدرسه عسكريه فى وقت كان الظباط الشراكسه من ولاد الذوات و الباشاوات مسيطرين على الجيش.
اختاره الظباط المصريين عشان شجاعته و وطنيته زعيم للجيش و متكلم باسمه، فكان اول زعيم مصرى من اصل فلاح فى العصر الحديث. طلع عريضه فيها اربع مطالب من ضمنها مساواة كل الموظفين بصرف النظر عن الجنس و الدين و المذهب.
اتزعم الثوره اللى اتعرفت بـالثوره العرابيه فى عهد الخديوى توفيق، لكن فشلت و انتهت باحتلال الانجليز لـ مصر (1882). اتقدم لمحكمه عسكريه اترأسها محمد رؤوف و اتحكم عليه بالاعدام لكن الحكم اتخفف للنفى لسيلان (سريلانكا دلوقتى). رجع مصر بعد 19 سنه نفى.
من كلامه المشهور قوله للخديوى توفيق: ربنا خلقنا احرار ماخلقناش تراث ولا عقار.
وصفه المفكر سلامه موسى بقوله: و ليس فى تاريخ مصر، منذ اكثر من الفى سنة، من خدمها بروح الشرف و الوطنية مثل عرابى
نسبه ونشأته
. اتولد احمد عرابى سنة 1841 فى قرية هرية رزنه فى الشرقيه و دى قريه بتبعد بتاع تلاته كيلو من الزقازيق و كانت ضاحيه من مدينة بسطه (تل بسطه) القديمه. ابوه محمد عرابى اتعلم فى الازهر سنين طويله على ايدين مشايخ كبار و كان شيخ على القريه و امه كان اسمها فاطمه سليمان السيد زيد و بتقرب لأبوه من بعيد. ابوه اتجوز تلت ستات خلف منهم اربع صبيان و ست بنات و كان احمد عرابى تانى الصبيان. اتعلم احمد عرابى مبادىء القرايه و الكتابه على ايد مدرس قبطى كان اسمه ميخائيل غطاس كان بيشتغل صراف جنب الزقازيق. و لما اتوفى ابوه سنة 1848 كان احمد عرابى عنده تمن سنين فاتكفل اخوه الكبير محمد عرابى بتربيته و علمه مبادىء الحساب و تحسين الخط و كان بيساعد كمان فى فلاحة الارض لإن ابوه كان ساب وراه 74 فدان من الاطيان الزراعيه. جاور احمد عرابى فى الازهر و هو عنده اتناشر سنه و اتعلم شوية فقه على شوية نحو و بعد سنتين رجع على قريته.
حياته العسكرية
حين أمر محمد سعيد باشا بإلحاق أبناء المشايخ والأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس والمصريين، التحق عرابي بالخدمة العسكرية في 6 ديسمبر 1854م وبدأ كجندي بسيط، ولحسن خطه عين ضابط صف بدرجة أمين بلوك مساعد حالياً، واستفاد من نظام الترقي بالامتحانات فوصل إلى رتبة ملازم ثاني بعد أربع سنوات فقط في الخدمة، ثم ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة في عهد سعيد باشا حيث حصل خلال عام 1859م على ترقيتين هما يوزباشي نقيب حالياً وصاغ رائد حالياً. وخلال عام 1860م رقي إلى بكباشي مقدم حالياً ثم إلى قائمقام عقيد حالياً وهو لم يكمل العشرين عاماً. كان سعيد باشا يثق بعرابي إلى درجة أنه كان يشركه معه في ترتيب المناورات الحربية، ووصلت درجة التقارب بينه وبين سعيد باشا أن أهداه كتاباً عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوباً باللغة العربية.
تغيرت الأوضاع بعد وفاة سعيد باشا وتولي خلفه الخديوي إسماعيل الحكم، حيث عادت التفرقة بين المصريين و الشراكسة في الجيش. وقع خلاف بين عرابي وأحد اللواءات الشراكسة يدعى اللواء خسرو باشا الذي سعى لإقالته بدعوى شراسة الخلق وقوة الرأس وقدم بسببها للمحاكمة العسكرية وحكم عليه المجلس بالسجن واحد وعشرين يوماً، ولكنه استأنف الحكم أمام المجلس العسكري الأعلى والذي قضى بإلغاء الحكم الابتدائي. وبسبب ذلك حدث خلاف بين وزير الحربية وقتئذ إسماعيل سليم باشا وبين رئيس المجلس العسكري الأعلى؛ لأن الوزير كان يرغب في تأييد الحكم الابتدائي، وذهب وزير الحربية إلى الخديوي إسماعيل ليفصل عرابي. وتم فصله فعلاً وتركت هذه الحادثة في نفسه كراهية شديدة للضباط الشراكسة وسيطرتهم على الجيش. وحاول رفع مظلمة للخديوي إسماعيل ولكن لم يتم النظر فيها، وحاول رفع الكثير من المظالم إليه مدة ثلاثة أعوام. وفي هذه الفترة التحق بوظيفة في دائرة الحلمية، وخلال شغله هذه الوظيفة تزوج من كريمة مرضعة الأمير إلهامي باشا وهي أخت حرم الخديوي محمد توفيق فيما بعد من الرضاعة. ومن هنا كانت وساطة بعض المقربين من زوجته لاستصدار أمر من الخديوي إسماعيل بالعفو عنه وإعادته إلى الجيش برتبته العسكرية التى خرج عليها، وحرم من مرتبته خلال مدة فصله فزادت كراهيته على أوضاع الجيش ونفوذ الضباط الشراكسة وتعنتهم مع الضباط المصريين، بعد ذلك عين مأموراً للحملة العسكرية المصرية في الحبشة. انتهت هذه الحملة بهزيمة الجيش المصري، وكان للهزيمة أثر كبير في نفسه لما رآه من استهتار للقيادة الشركسية
والضباط الجائعون من غير العرب الذين انضموا الى الجمعية السرية، كانوا أيضا فلاحين من نوع عرابي باشا. وكانت أوضاعهم المادية تخولهم حق الانتساب الى الفئات الميسورة في المجتمع المصري، على حد تعبير المستشرقة تشرنوڤسكايا. وقد وصفهم المستشرق الروسي نيرسيسوڤ (1923-1982) بأنهم ارتبطوا اجتماعية بطبقة صغار الملاكين – الاقطاعيين في الريف. أما گولدوبين فقد كان على حق تماما حين قال: لقد خرج هؤلاء الضباط من صفوف الملاكين العقاريين الجدد، ومن أحضان الفلاحين الأغنياء في الريف.
تجدر الاشارة هنا الى الحقيقة الهامة التالية: إن البورجوازية التي تشكلت في مطلع الربع الأخير من القرن التاسع عشر، يمكن اعتبارها مصرية مجازاً. ومن الحقائق المسلم بها أن الأجانب شكلوا القسم الأساسي من سكان المدن البورجوازيين، في حين كانت العناصر المختلطة بهم من المصريين العرب أو الأجانب المتمصرين (المسلمين) ممن يعدون على الأصابع. كان التجار الوسطاء من الأوروبيين القادمين من جنوب وشرق المتوسط. ولذلك نطلق مجازا تسمية البورجوازية الوسيطة المصرية على أولئك الناس الذين تحكموا في الصادرات والواردات والأعمال المصرفية والتشييد والبناء والتجارة الداخلية والصناعة المتدنية.
كانت حملة العلاقات الرأسمالية من المصريين شبه البورجوازيين (تماذج أنماط الاستغلال الاقطاعي وشبه الاقطاعي مع نمط الانتاج الرأسمالي) من ممثلي الأسرة الخديوية، الذين شكلوا غالبية مطلقة بالنسبة لملاكي الأراضي الأجانب، وهم من كبار الاقطاعيين والملاكيين العقاريين الدخلاء ومن متوسطي الملاكين العرب. وقد وسع الأخيرون أملاكهم الخاصة على حساب أراضي أبناء بلدهم من الفلاحين الذين تعرضوا للخراب، أو عن طريق التدابير القسرية كالضرب والاهانة وغيرها من الوسائل التأديبية التي حاكوا فيها كبار الاقطاعيين المحليين. وكانوا يتتلمذون على أيدي الملاكين الاقطاعيين الأجانب في مجال الاستثمار الرأسمالية البشع. أجل، كانوا يستغلون كد وعرق الفلاحين الحقيقيين مع أولئك الضباط الفلاحين الذين أوكل اليهم أمر استثمار الفلاحين بوساطة شتى أنواع السخرة، والذين لم يجمعهم أي جامع بالوصف الذي أعطاه لوتسكي إياهم عناصر ديمقراطية راديكالية وطنية. اللهم سوى الكفاح الذي سيخوضون غماره للحافظ على وجودهم وتعزيز مواقعهم من خلال الاصطراع مع الفريقين القويين: رجال الاقطاع والملاكين المحليين الذين تبرجزا رغما عنهم أولاً، ومع كبار الاقطاعيين الأجانب الذين تحولوا رغم أنفهم الى شبه اقطاعيين.
كان بمقدور الضباط الفلاحين الموصوفين بالعناصر الديمقراطية الراديكالية أن يوطدوا علاقاتهم بالبورجوازيين المدنيين داخل المدن الكبيرة، حيث كانت البورجوازية التجارية المصرية تعاني سكرات الموت منذ مطلع القرن في جو من أطماع الدول الاستعمارية الكبرى والتأثير القوي النفوذ للشركات الرأسمالية الاحتكارية. وبكلام إجمالي كانت تعيش ضمن ظروف خانقة ان كان على الصعيد الاقتصادي أم السياسي داخليا وخارجيا معا. هؤلاء التجار حكم عليهم موضوعيا بالفناء والاندثار من جراء الاسلوب المبتذل والمهتري الذي مارسوا فيه نشاطهم التجاري – المالي في ظل غياب حماية ورعاية الدولة. أضف الى ذلك أن تدهور الحرف أصبح ناجزا، لأن أصحاب المؤسسات المهنية اعتمدوا على مساندة الدوائر العسكرية مقابل دفع مبالغ طائلة لها بالطبع.
اذا كانت الأوضاع على هذه الحال عصرئذ، فانها ازدادت حدة وتفاقما في أواخر الربع الثاني من القرن التاسع عشر، حين أصبحت الفئات العليا من التجار وأرباب المهن الحرة التي أفرزتها طبقة العسكر خاضعة لا لإمرة الباشاوات الجراكسة، وانما أصبحت تحت رحمة فئة الضباط الفلاحين الذين تسللوا بوسائل مختلفة الى هاتيك المناصب القيادية، وبالتالية قامت بدور جابي الضرائب. ومن المضحك المبكي أن الضباط الفلاحين كانوا يتسترون بقناع الحفاظ على الرأسمال الوطني، وبتعبير آخر الدفاع عن الأغنياء الوطنيين ضد استفزازات وضغوط الرأسماليين الأجانب، متخذين من ذلك مظلة واقية لحماية التجار المصريين الذين كانوا يدوسون بأقدامهم أبسط المعايير البورجوزاية وينتهكون قدس أقداس قواعد العلاقات الرأسمالية.
كان الضباط الفلاحين يتطلعون الى الرتب العسكرية العالية (مقدم وما فوق) ليس من موقع الحافز المادي فقط، فاذا كان البنباشي ينال شهريا مرتبا قدره ثلاثة آلاف قرش، والمقدم (القائمقام) ثلاثة آلاف وستمائة قرش، فان راتب الأميرالاي (العقيد) يقفز فوق عشرة آلاف، وأمير اللواء الى خمسة عشرة ألف قرش. وفيما يخص الأميرالات (عرابي باشا مثلا) فان مرتبهم لا يتوقف عند زيادته بمقدار النصف (50%) فقط، بل ويتعداه الى نيل لقب الأميرالاي الذي يعني بحد ذاته نيل لقب الباشا السامي. وقد أكدت تشرنوفسكايا قائلة: كان معظمهم من الفلاحين الذين ينظرون الى الخدمة العسكرية بوصفها الوسيلة الوحيدة التي تمكنهم من الارتقاء الى درجة اجتماعية أعلى.
كان الضباط المصريون العرب يصبون ليس الى زيادة رواتبهم من 30-36 ألف حتى 100-150 ألف قرش وحسب، بل كانوا يتطلعون خصوصا الى الانتقال من رتبة البكوية الى الباشوية، ومن طبقة الاقطاعيين – الملاكين الى طبقة الأشراف. وبالتالي الحصول على الامتيازات الواسعة الممنوحة للباشاوات الجراكسة. فكانت الهوية الفلاحية التي أطلقها عليهم خصومهم ومنافسوهم، أو تبنوها بأنفسهم في سبيل الاستفادة من شعار مصر للمصريين الجذاب، خدمة لمآربهم المهنية الفئوية الضيقة في جوهرها ومحتواها، وفي سبيل كسب شعبية واسعة داخل الأوساط العسكرية. كيف لا ومعظم الجنود من أبناء الفلاحجين الذين كانوا يعبرون عن سخطهم وتذمرهم ليس من مواقع فئوية – مهنية فحسب، بل من مواقع اجتماعية – اقتصادية وقومية – وطنية واعية. ومن هذا الموقع بالذات اتسم شعار مصر للمصريين بطابع شعبي ديمقراطي استقطب آمال وتطلعات الغالبية الساحقة في الجيش المصري. وبهذا الصدد كتب كولفين يقول: يتألف الجيش أساسا من المصريين أبناء دافعي الضرائب التعساء، كان تعاطف الجيش بكل مستوياته مع أبناء الوطن حتما.
كلمات كولڤن الأخيرة تدفعنا للتركيز على الاعتبار الهام التالي: كانت الخدمة الاجبارية في الجيش بمثابة حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة على أبناء الفلاحين. فمن الحقائق الثابتة في مصادر التاريخ العربية والأجنبية (الجبرتي، الدبلوماسي الروسي قسطنطين بازيلي، الأكاديمي الفرنسي بوجولا، العالم الانكليزي لين وغيرهم) أن السوط كان يرمز الى سلك الضباط في مفهوم الجنود الفلاحين. ومن هنا يصبح جليا أن النفخ في صور الشعار الوطني وجعله أكثر شعبية ورواجا من الضرورات اللازمة بالنسبة لعرابي باشا وأنصاره في كفاحهم ضد الباشوات الجراكسة، باعتباره الدعامة الأساسية الاجتماعية تحلقيق النتائج المرجوة.
مهما يكن من الأمر، فقد اصطمدت تطلعات الضباط العرب الاجتماعية أم الاقتصادية بالمعارضة الشديدة من قبل الباشاوات الجراكسة ، فاتخذت طابع التمرد العكسرية داخل الثكنات. فانضمام الضباط الى معسكر اللائحة الوطنية وموالاتهم للحزب الوطني المصري في أبريل 1879 شكلا غطاءا قوميا لتطلعاتهم وطموحاتهم، فضلا عن نيلهم الدعم القوي من قبل رجال الاقطاع والأشراف الملتفين حول الخديوي إسماعيل، أي من الجناح المدني للتنظيم الصاعد.
ومن اللافت للنظر أن تبني الضباط لشعار مصر للمصريين اتصف بتناقش ظاهري ملموس. فالعداء للأتراك (الكراهية ازاء العناصر الدخيلة الناطقة بالتركية من الأتراك العثمانيين الأصليين او الذين استتركوا من الجركس والأكراد والألبانيين وغيرهم) لدى هذه الفئة من الضباط، لم يقف حائلا دون انتعاش النزعة العثمانية في أوساطهم، إما عن قناعة وإيمان، واما مواربة واحتيالا، ودون اخلاص – ولو ظاهريا – للسلطان الحليفة والتفاني في سبيل السلطنة العثمانية . أولئك الناس الذين لم يكونوا يعدون من الموالين للسلطان. فشالأمر لا يتعلق فقط بالخضوع للسلطان – الخليفة من منطلق الايمان بالإسلام، ولا بحوية الدعم المتوقع من الأستانة باتجاه تقوية الميول المعارضة لتسلط الحكام الأتراك المحليين، وللحد من الهيمنة المتزايدة للأجانب الكفار. بل هنا اعتبار خطير وهام جدا يتربط مباشرة بمصالح فئوية – ضيقة ومنافع مهنية محددة. فالترقي من رتبة الضباط الذين هم دون الأشراف – البكوات الى رتبة الأميرالاي – الباشا لا يتم إلا بموافق السلطان
وهنا بالضبط يتجلى لنا الوجه الآخر والأكثر أهمية في التناقض الظاهري. فالشعار الذي رفعه الضباط الوطنيون مصر للمصريين كان موجها ضد احتكار الأتراك لرتبة الضباط الأشراف، كما كان نصله الحاد موجها بالضرورة ضد السلطنة، التي كانت تضفي هالة قدسية على ذلك الاحتكار. بيد أن توسيع مضامين الشعار من قبل العناصر الموالية للنزعة العثمانية والمتفانية في اخلاصها للسلطان ، كان يعني موضوعيا تأجيج المشاعر المعادية للنصارة والاستفزازات الاستمعارية الأجنبية التي غذت أيضا الميول الذاتية المعادية للأوربيين عامة، والتي وجدت تجلياتها في اطار الحزب الوطني. وهذا الأمر أدى بالضرورة الى تقليص وتحجيم طبيعة الشعار المعادي في الواقع للسلطان والسلطنة، والى تصاعد حمأة الدعوات المنادية بالتوجه صوب الباب العالي. هذا العامل الهام يجب أخذه بالحسبان في محاولتنا الرامية للبحث عن الدوافع التي حالت دون عرقلة انضمام الضباط ذوي الرتب الدنيا الى الجناح العسكري البارودي في الحزب الوطني المصري.
وفي آخر المطاف، كانت الجبهة الوطنية التي التأمت في ربيع عام 1879، موجهة أساسا ضد الاعتداءات من جانب انكلترة وفرنسة، وكان السلطان يتوقع منها كل الخير والمنفعة، أو بالأحرى كان السلطان يمتع ناظريه بمشاهدة الخلاف الذي ذر قرنه بين تابعه الخديوي المصري وأصدقائه الأوربيين، الأمر الذي قد يتيح له القيام بدور الوسيط بين الطرفين المتنازعين.
وعلى كل حال، كان خروج شعار مصر للمصريين عن نطاق ثكنات الضباط والجنود الذين كانوا مستعدين تماما للسير وراء زعمائهم وقادتهم. لم يكن يعني اطللاقا أنه أصبح شعارا مصريا شاملا. وبتعبير آخر، ما كان بامكان هذا الشعار أن يكتسب شعبية واسعة بالقدر الذي يخرجه من السر إلى العلن لو لم يجد الغليان الشعبي انعكاسات له في أوساط اجتماعية قوية التأثير والفعالية.
فى عهد اسماعيل باشا
لما اتولى اسماعيل باشا حكم مصر سنة 1863 امر بتكوين ست الايات بياده (يعني لوا مشاه)، و اتعين احمد عرابى قائمقام فى الالاى الساتت. خسرو باشا كان اميرالاى على الالاى التانى و بعدين اترقى لرتبة لوا باشا و بقى قومندان على الالايات الخامس و الساتت و ده كان راجل متعصب لولاد جنسه فلما لقى ان عرابى مصرى ابن مصرى اتغاظ و بقى يضايقه و قعد يخطط عشان يترفد اكمنه كان عاوز يعين مكانه واحد شركسى اسمه مصطفى افندى سليم، ففضل متربص بعرابى و مستنى فرصه عشان يرفده.
اتعملت امتحانات لترقية الظباط و احمد عرابى كان من المشرفين على الامتحانات و بعد ما اتكتبت تقارير الناجحين و اتختمت طلب خسرو باشا تبديل ورق واحد ساقط من اورطة البكباشى مصطفى افندى سليم بواحد ناجح فرفض احمد عرابى و قاله انه مش ممكن يزور و ينجح واحد ساقط على حساب ظابط ناجح و ان ده ظلم كبير مش ممكن يعمله فاتغاظ منه جداً و راح اشتكاه لناظر الجهاديه اسماعيل باشا سليم و قاله ان عرابى مابيمتثلش لاوامره و اوامر ديوان الجهاديه فإترفد عرابى من الجيش بسبب حبه للعدل و كرهه للظلم و اتحرم من ميتين فدان كان الخديوى انعم بيها على قائمقامات الجيش. لكن بعدها بإسبوع امر الخديوى بلغى اللوا التالت و اتبعت خسرو باشا على السودان و اتوفى ناظر الجهاديه اسماعيل باشا سليم، فقدم عرابى التماس للخديوى فرجعه الجيش تانى سنة 1866 لكن عرابى طلب انه يتعين فى ديوان الماليه لان ناظر الجهاديه الجديد كان مساعد لخسرو باشا فإتعين عرابى محافظ على بحر مويس و منطقه فى مديرية الشرقيه و فضل فى الوضع ده لغاية ما اتعين قاسم باشا فتحى ناظر للجهاديه فطلب من عرابى انه يرجع الجيش فوافق عرابى و اتعين قائمقام فى 2 جى الاى بياده فى سنة 1871.
اشترك عرابى فى حملة الحبشه (1875 – 1876) بمنصب مأمور و سافر على مصوع و بعد ما خلصت الحرب رجع للالاى فى رشيد لكن صدر امر بتسريح تلت الايات و تسليم اسلحتهم و كان الاى عرابى من ضمنهم. فى الفتره دى حصل تمرد عملوه شوية ظباط و تلاميذ فى المدرسه الحربيه و حاصرو ديوان الماليه و اتهم عرابى و على الروبى و محمد باشا النادى بإنهم كانو ورا التمرد، وده ما كانش صح، لكن اتشكل مجلس عسكرى فوق العاده تحت رياسة رئيس اركان الحرب اسطون باشا اللى كان ظابط امريكانى و استبعد على الروبى من الجيش و اتعين رئيس لمجلس المنصوره و اتبعد نادى باشا عن القاهره و بقى قائد الاى فى اسكندريه و اتنقل عرابى لديوان الماليه.
فى عهد الخديوى توفيق
فى سنة 1879 اتعزل اسماعيل باشا و اتنفى على ايطاليا و اتنصب ابنه محمد توفيق مكانه. فى فترة اسماعيل باشا عرابى ما نالش اى ترقيه و لا انعم عليه بإقطاع و لا حتى نيشان و لا اى حاجه، و مارضيش اسماعيل باشا يرقيه لرتبة اميرلاى لانه كان بيعتبر من رجالة سعيد باشا و رد عرابى على المقوله دى بإنه من رجالة مصر و بلده اسمها هرية رزنه فى مديرية الشرقيه و انه مش مملوك عند أى حد. لكن فى بداية عهد الخديوى توفيق اترقى عرابى لرتبة اميرالاى على الالاى الرابع و راح على قصر راس التين فى اسكندريه عشان يشكر الخديوى الجديد فعينه الخديوى ياوران ليه. لكن بعد ما اتعين عثمان رفقى باشا الشركسى ناظر للجهاديه ابتدا يمنع ترقية المصريين فى الجيش و بقى يعين الشراكسه فى المناصب الكبيره. و فى الظروف دى ابتدا الظباط المصريين يتمردو و طلبو من عرابى انه يبقى زعيمهم و لما رفض لخطورة الموضوع الحو عليه و قالو له احنا نفديك و نفدى مصر بأرواحنا فطلب منهم انهم يقسمو ليه فأقسموا
عريضة عرابى
بعد ما الظباط حلفوله طوالى كتب عرابى عريضه لرئيس النظار رياض باشا اشتكى فيها من تعصب عثمان رفقى باشا للشراكسه و اجحافه بحقوق المصريين و طلب اربع حاجات هى:
تشكيل مجلس نواب من نبهاء الامه المصريه كتنفيذ للامر الخديوى اللى اصدره لما اتولى الحكم.
تعديل القوانين العسكريه بحيث تكون فيه مساواه بين كل الموظفين بصرف النظر عن الجنس و الدين و المذهب.
تعيين ناظر الجهاديه من ابناء مصر حسب ما بتقول القوانين العسكريه الموجوده.
توصيل عدد الجيش ل 18 الف حسب ماقال فرمان السلطان العثمانلى.
بعد ما كتب عرابى العريضه قراها للظباط فوافقو عليها فمضاها و حط عليها ختمه و ختم عليها كمان على فهمى بك اميرالاى الحرس الخديوى و عبد العال بك اميرالاى السودان. و اتفقو على المحافظه على الخديوى و عيلته و الوزرا و الامرا المصريين لو حاول الظباط الشراكسه يعكرو الجو و المحافظه على بيوت المال و بيوت التجار سواء كانو مصريين او اجانب.
تانى يوم اخد عرابى العريضه و راح بيها على ديوان الداخليه و قدمها لرئيس النظار اللى قاله انه حا يدرس الموضوع و يتكلم بخصوصه مع ناظر الجهاديه، و بعد يومين راح له عرابى فى بيته و معاه على فهمى بك و عبد العال بك و سأله عن اللى تم فى الموضوع فقالهم ان الطلب ده مهلك و اخطر من الطلب اللى اتقدم بيه قبل كده احمد افندى فنى اللى اتبعد للسودان بسببه. (احمد افندى فنى ده كان كاتب فى ديوان الماليه و كان طلب المساواه بسبب ظلم حل بيه فإتبعت على السودان اللى سماها عرابى مقبرة الابرياء من المصريين)، فرد عليه عرابى انهم ما بيطالبوش غير بالحق و العدل و فى طلب الحق مفيش خطر و انهم بيعتبروه ابو المصريين فليه بيهددهم. فرد عليه ان البلد مافيهاش حد ينفع يكون فى مجلس نواب. فقال له عرابى: غريبه انك مصرى و باقى النظار مصريين و الخديوى مصرى، انت فاكر ان مصر خلفتكم و عقمت بعدكم! لاء مصر فيها علما و ناس فاضله و نبيهه، و حتى لو افترضنا ان ما فيهاش فممكن يتعمل مجلس يكون زى مدرسه ابتدائى و بعد خمس سنين يتخرج منها رجاله يخدمو الوطن بأفكارهم و يعضدو الحكومه فى مشروعاتها الوطنيه، فرد الناظر: حا ندرس طلباتكو دى بدقه، و على كده ساب عرابى و زمايله الناظر و مشيو.
فى 31 يناير 1881 عقد الخديوى توفيق اجتماع فى عابدين حضره كل الباشاوات اللى بيخدمو و اللى ع المعاش و كانو كلهم شراكسه و اتراك و اوروبيين و قررو فى الاجتماع عزل امرا الالايات اللى مضو ع العريضه و محاكمتهم فى مجلس عسكرى مختلط و قال رئيس النظار رياض باشا انه لازم كمان يتعزل ناظر الجهاديه لإن عدم عزله بيمثل خطر كبير لكن الخديوى ما وافقهوش و اتعهد عثمان رفقى باشا ناظر الجهاديه بتوقيف امرا الالايات التلاته عند حدهم. وجه احمد خيرى باشا الشركسى و كان مهردار الخديوى و قرا امر بيقول ما معناه: ان الامرا التلاته احمد عرابى و على فهمى و عبد العال حلمى مفسدين فى الارض و انهم لازم يتعزلو من الخدمه و محاكمتهم و معاقبتهم بأشد انواع العقاب فى مجلس عسكرى فوق العاده تحت رياسة ناظر الجهاديه و ان من اعضاء المجلس لازم يكون اسطون باشا رئيس اركان حرب (الامريكانى) و ناظر المدارس الحربيه ارفى باشا (الفرنساوى) و مضى الخديوى على القرار و سلمه لعثمان رفقى باشا و انفض المجلس على كده.
تعيين عرابي ناظراً للجهادية
تشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب ناظر الجهادية (وزير الدفاع) ونائب رئيس مجلس النظار. وقوبلت نظارة البارودي بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (18 ربيع الأول 1299 هـ = 7 فبراير 1882 م).
غير أن هذه الخطوة الوليدة إلى الحياة النيابية تعثرت بعد نشوب الخلاف بين الخديوي ووزارة البارودي حول تنفيذ بعض الأحكام العسكرية، ولم يجد هذا الخلاف مَن يحتويه من عقلاء الطرفين، فاشتدت الأزمة، وتعقد الحل، ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف المستعر بين الخديوي ووزرائه فرصة للتدخل في شؤون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية الأجانب من الأخطار.
تظهر هنا شخصيتان، الأولى هي السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي أخذ يتصل بأحمد عرابي سراً ويشجعه على الوقوف بوجه التدخل الأوروبي وبوجه الخديوي. الشخصية الثانية هي شخصية الخديوي توفيق الذي يعد أسوأ ملوك أسرة محمد علي على مدى تاريخها الطويل. كان توفيق يكره عرابي كرها شديداً ومع ذلك كان دائما ما يتظاهر بتأييد عرابي بينما كان يتصل سراً ببريطانيا وفرنسا ليؤلبهما عليه. أخذ توفيق يبالغ في تصوير الموقف للأوروبيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم، حيث أن عرابي حسب وصفه كان وطنيا متطرفا يكره كل ما هو أجنبي ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر. تحمست بريطانيا بالذات لفكرة التدخل العسكري في مصر لقلقها من ناحية فرنسا التي كانت قد استولت لتوها على تونس. كذلك شعرت بريطانيا أن طريق مواصلاتها إلى الهند الذي يمر عبر قناة السويس قد بات مهددا وأنه أصبح يتعين عليها سرعة التحرك قبل أن تتجه فرنسا شرقاً أو حتى روسيا جنوباً والتي كانت تنتظر بترقب انهيار الدولة العثمانية وتحلم بالتوسع جنوباً للتحكم في مضايق البحر الأسود. في البداية، اتفقت بريطانيا وفرنسا على التحرك سوياً بالرغم من توجس كل منهما تجاه الأخرى ووجهت الحكومتان دعوة إلى الحكومة العثمانية لإرسال قوة إلى مصر لحفظ الأمن على اعتبار أنه من الناحية القانونية كانت مصر ما تزال جزءاً من الدولة العثمانية المحتضرة. سرعان ما عدلت القوتان الاستعماريتان عن تلك الفكرة لعدم ثقتهما في السلطان عبد الحميد الثاني ولرغبتهما في الاحتفاظ بزمام المبادرة. تم إرسال أسطول بريطاني فرنسي مشترك إلى الإسكندرية على سبيل الإنذار للحكومة المصرية، إلا أن هذا الإنذار جاء بنتيجة عكسية تماماً حيث أنه أدى إلى ازدياد شعبية عرابي في مصر والتفاف الناس حوله من كل الطبقات. استمر كل من السلطان عبد الحميد الثاني والخديوي توفيق في سياستهما المعتادة في اللعب مع كل الأطراف.
لم يكد يحضر الأسطولان الإنجليزي والفرنسي إلى مياه الإسكندرية حتى أخذت الدولتان تخاطبان الحكومة المصرية بلغة التهديد والبلاغات الرسمية، ثم تقدم قنصلا الدولتين إلى البارودي بمذكرة مشتركة في (7 رجب 1299 هـ = 25 مايو 1882 م) يطلبان فيها استقالة الوزارة، وإبعاد عرابي وزير الجهادية عن القطر المصري مؤقتًا مع احتفاظه برتبه ومرتباته، وإقامة علي باشا فهمي وعبد العال باشا حلمي – وهما من زملاء عرابي وكبار قادة الجيش – في الريف مع احتفاظهما برتبتيهما ومرتبيهما.
كان رد وزارة البارودي رفض هذه المذكرة باعتبارها تدخلاً مهينًا في شؤون البلاد الداخلية، وطلبت من الخديوي توفيق التضامن معها في الرفض؛ إلا أنه أعلن قبوله لمطالب الدولتين. وإزاء هذا الموقف قدم البارودي استقالته من الوزارة، فقبلها الخديوي
بقاء عرابي في منصبه
غير أن عرابي بقي في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابي ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديوي إلى إبقائه في منصبه، وتكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث مذبحة الإسكندرية في (24 رجب 1299 هـ = 11 يونيو 1882 م)، وكان سببها قيام مكاري (مرافق لحمار نقل) من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين، فشب نزاع وسرعان ما تطورت تلك المشاجرة البسيطة إلى أحداث عنف ضد الأوربيين المقيمين في الإسكندرية وقتل فيها حوالي خمسين أوروبيا وأصيب خلالها أيضاً أحد ضباط الأسطول البريطاني.
وعقب الحادث تشكلت وزارة جديدة ترأسها إسماعيل راغب، وشغل عرابي فيها نظارة الجهادية، وقامت الوزارة بتهدئة النفوس، وعملت على استتباب الأمن في الإسكندرية، وتشكيل لجنة للبحث في أسباب المذبحة، ومعاقبة المسؤولين عنها.
القبض على عرابى و زمايله
فى نفس اليوم بعت ناظر الجهاديه لعرابى و زمايله دعوه لحضور فرح جميله هانم اخت الخديوى يوم 27 اغسطس 1881، و حس التلاته ان الموضوع فيه خدعه لإن ميعاد الفرح كان بعد كده، و انه ناوى يخلص عليهم فجهزو نفسهم. و فى يوم الفرح المزعوم راحو على ديوان الجهاديه فلقوه مليان بالظباط الشراكسه من كل الرتب و الظباط الصغيريين كانو شايلين طبنجات متعمره و كانو عاملين هيصه و فرحانين و كإنهم فى فرح بجد. لما دخل عرابى و زمايله اتطلب منهم الوقوف قدام مجلس و اتقرا عليهم قرار الاجتماع اللى عمله الخديوى و اتأمرو بتسليم سيوفهم و اتقبض عليهم و اتحطو فى سجن فى قصر النيل و بعد ما اتقفلت الزنزانه عليهم جه خسرو باشا و قالهم من بره: ايه زنبيل لى هرفلر يعنى فلاحين شغالين بمقاطف. لكن بعد شويه وصلت اورطتين من الاى الحرس الخديوى بقيادة البكباشى محمد افندى عبيد و حاصرو ديوان الجهاديه و فتحو الزنزانه و خرجوهم و هرب ناظر الجهاديه و كل اللى كانو فى المجلس و غيرهم. احمد عرابى راح للعساكر و حذرهم و قال: ما تمدوش ايدكو بسؤ على حد من الشراكسه لانهم موالينا و اخوانا اللى استأثرو بنفسهم علينا و احنا مش عايزين غير الانصاف و المساواه معاهم و مش اكتر من كده، و حضن اسماعيل كامل باشا الشركسى اللى ما هربش مع اللى هربو وقال: اهو ده شركسى زى ما انتو عارفين لكن اخويا و دمه و ماله و عرضه حرام على زيه زى بقية الشراكسه.
قاد احمد عرابى الجمع وراح بيهم على قشلاق عابدين و لما وصلو عزفت اورطة الحرس الخديوى السلام الخديوى و هتفو تلت مرات يعيش الخديوى كإشاره بالولاء للخديوى، لكن اسطون باشا الامريكانى قال ان ده عصيان واضح و القشلاق لازم يتحاصر و التلت امرا لازم يتسلمو و لو رفضو يتضربو بالمدافع و البنادق لغاية ما يسلمو نفسهم. و ده داير وصل آلاى السودان من طره و انضم لآلاى الحرس الخديوى و عزفت الموسيقى السلام الخديوى و هتفو افند مزجوق يشا.
فى الظروف دى كتب عرابى للكونت دورنج مندوب فرنسا فى مصر و طلب منه الاتصال بقناصل الدول الاوروبيه و يقول لهم ع اللى حصل و يطلب منهم التوسط عند الحكومه لعمل صلح. تانى يوم الصبح الخديوى توفيق بعت لهم احمد خيرى باشا مهردار الخديوى و معاه ناظر الاوقاف محمود سامى باشا البارودى و سألوهم هما عايزين ايه فردو عليهم انهم عايزين العدل و المساواه فسألوهم و ايه تانى فقالو لهم تغيير ناظر الجهاديه براجل وطنى و تشكيل مجلس نواب للامه يشوف مصالح البلد، و تعديل قوانين العسكريه، و توصيل الجيش لتمنتاشر الف عسكرى، و قالو لهم انهم مش متمردين و انهم على طاعة للحضره الخديويه. مشى احمد خيرى و محمود سامى و رجعو تانى من عند الخديوى و قالو لهم ان الخديوى عزل عثمان رفقى و ان عليهم يختارو ناظر جديد للجهاديه فردو عليهم اللى يختاره الخديوى و انتهت المفاوضات بإختيار محمود سامى باشا البارودى و كان من اصل شركسى. وصدرت اوامر من الخديوى بترجيع عرابى و زمايله لالاياتهم و تعيين محمود سامى البارودى وزير للجهاديه و الاوقاف فى نفس الوقت، و طوالى البارودى ابتدا يعمل قوانين منصفه و يعدل القوانين القديمه و ينقحها.
الثورة العرابية 1881
الأوضاع الداخلية قبل الثورة
التدخل الأجنبي في شؤون مصر بعد صدور قانون التصفية عام 1880.
عودة نظم المراقبة الثناثية( الإنجليزي الفرنسي ).
لجوء رياض باشا إلى أساليب الشدة والعنف مع المواطنين المصريين.
معارضة تشكيل مجلس شورى النواب.
سياسة عثمان رفقي الشركسي وانحيازه السافر للضباط الأتراك والشراكسة واضطهاده للضباط المصريين.
سوء الأحوال الاقتصادية نتيجة تخصيص مبالغ لسداد الديون للأجانب.
انتشار الوعي الوطني بين المصريين.
خطبته الشهيرة
الخديوي توفيق: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.
تحقيق مطالب عرابى
تقال فى اوروبا إن عسكر مصر اتمردو على الخديوى. العثمانليه بعتو من تركيا وفد على مصر برياسة المشير على نظامى باشا فقاله الخديوى توفيق ان مفيش تمرد عليه و لاحاجه.
لكن الموضوع ما انتهاش على كده و ابتدت الحكومه تدبر مكايد لجماعة عرابى و لما محمود سامى باشا ماوافقش على تدبيرات الحكومه عزله رياض باشا رئيس النظار و حرج عليه مقابلة عرابى و جماعته و القعاد فى القاهره و عين بداله داود باشا يكن عديل الخديوى اللى اصدر اوامر ما وافقش عليها عرابى و كتب له انهم ناويين يروحو ساحة عابدين يوم الجمعه 9 سبتمبر سنة 1881 الساعه اربعه الضهر عشان يعرضو مطالبهم على الخديوى. و كتب عرابى للقناصل الاوروبيين يعرفهم بالموضوع و ان مفيش اى خوف على رعاياهم فى مصر. و فى الميعاد المحدد وصلت الايات البياده و السوارى و الطوبجيه لساحة عابدين و وافق الخديوى توفيق على الطلبات. كوكسن قنصل انجلترا فى اسكندريه هدد عرابى (بالنيابه عن الخديوى) لكن عرابى ما همهوش و قاله: مين ده اللى يقدر ينازعنا فى حقنا فى اصلاح شئونا الداخليه ! لازم تعرف اننا حا نقاومه لغاية اخر واحد فينا، فرد عليه القنصل متهكم: و فين الكوه اللى خاتقاوم بيه؟، فرد عرابى: فى امكانى انى احشد فى وقت قصير اتنين مليون عسكرى طوع ارادتى. انتصر عرابى و استدعى الخديوى شريف باشا من اسكندريه و اتعين رئيس للوزرا زى ما عرابى طلب و رجع محمود سامى باشا البارودى تانى لنظارة الجهاديه و اتعين عرابى وكيل للجهاديه.و اتكون مجلس النواب برياسة ابو سلطان باشا و حصلت حركة ترقيات و اتعدلت الماهيات حسب المركز الوظيفى و اتعملت قوانين فيها عدل و الاحوال بوجه عام اتحسنت.
اتعرضت رتبة لوا باشا على عرابى لكن رفضها عشان ما يتقالش انه بيتحرك لمصالحه الشخصيه و اخد زمايله عبد العال حلمى و على فهمى درجة الباشاويه.
مجلس النواب قرر فى لوايحه الاساسيه ان يكون له الحق فى مراقبة ميزانية الحكومه و مصاريفها من غير الخروج عن التعهدات الدوليه و قانون التصفيه، لكن مالت وكيل انجلترا فى مصر هو و قنصل فرنسا نصحو شريف باشا بإنه ما يقبلش لايحة المجلس، فأخد بنصيحتهم و رفض طلب المجلس، لكن النواب اصرو ع الطلب فرفض و استقال و حل محله محمود سامى باشا البارودى، و اتعين عرابى ناظر للجهاديه عشان العسكر يطمئنو لانهم ماكانوش بيثقو فى حد قد ما بيثقو فيه. فى المركز الجديد كان لازم عرابى يقبل لقب لوا باشا اللى كان رفضه قبل كده لان ماكانش لايق ان ناظر الجهاديه تكون رتبته اميرالاى و فى خدمته لواآت.
هديت الاحوال فى مصر لكن فى اوروبا الاوروبيين بعتو للاتراك يستفسرو عن موضوع التمرد فى مصر، فبعت الاتراك وفد تانى برياسة المشير المرخص درويش باشا اللى شاف الاوضاع على حقيقتها و بعت للسلطان فى الاستانه يبلغه ان مفيش حاجه، فبعت السلطان العثمانلى للخديوى توفيق ربعميت نيشان عشان يهديها للظباط، و اخد عرابى نيشان الدرجه الاولى المجيدى و شيع تلغراف للسلطان شكره فيه على النيشان.
الحرب الإنجليزية المصرية
تطورت الأحداث بسرعه في صيف عام 1882 ومع ظهور الأسطول البريطاني الفرنسي المشترك في مياه الإسكندرية، ازدادت سخونة الأحداث. وجدت إنجلترا وفرنسا في أحداث الإسكندرية فرصة سانحة للتدخل واتهمتا عرابي في التسبب في حصول هذه الأحداث حيث اعتبرتاه المسؤول عن تحريض المصريين ضد الأجانب، ومن الغريب أن ذريعة الإنجليز لغزو مصر كانت الإرهاب.
حادثة الإسكندرية
تزعمت بريطانيا جهود القضاء على عرابي بينما تراجع الدور الفرنسي (المنافس التقليدي للدور البريطاني) إلى الاكتفاء بالمشاهدة وسحبت فرنسا أسطولها إلى بورسعيد. انتظرت بريطانيا أي فرصة لبدء العدوان على مصر حيث أنها لم تكن مرتاحة لفكرة التدخل التركي لحل الأزمة. في السابع من يوليو وجدت بريطانيا الذريعة التي كانت في انتظارها. كانت الحكومة المصرية قد نصبت بعض المدافع على قلعة الإسكندرية فاعتبرت بريطانيا أن هذا عمل عدائي ضد حكومة صاحبة الجلالة. في (24 شعبان 1299 هـ = 10 يوليو 1882 م) وجه قائد الأسطول البريطاني إنذارا للحكومة المصرية إما تسليم القلعة للأسطول البريطاني وإلا سوف تضرب الإسكندرية من البحر. مارس الخديوي توفيق لعبته المعتادة حين قابل عرابي وشجعه على مقاومة المعتدين بينما كان قد اتصل سراً بقائد الأسطول البريطاني ودعاه إلى الهجوم على عرابي. لم يقبل عرابي الإنذار البريطاني وانتظر تنفيذ البريطانيين لتهديدهم. بدأ الإنجليز في ضرب الإسكندرية يوم 12 يوليو 1882 ونزلت قواتهم إليها في اليوم التالي بعد أن قرر عرابي سحب قواته منها والتحصن عند كفر الدوار.
حين سمع الخديوي توفيق بانسحاب عرابي أمام الإنجليز تشجع وظهر على حقيقته حيث أعلن عرابي متمردا في الرابع والعشرين من يوليو. وبدلاً من أن يقاوم الخديوي المحتلين، استقبل في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال بوشامب سيمور قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه وسلطته الحكومية رهن تصرفهم حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية. فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم ذوي الجاكتات الزرقاء لحماية الخديوي أثناء انتقاله من قصر الرمل إلى قصر رأس التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة. ثم أرسل الخديوي إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين؛ ليتلقى منه تعليماته. صارت المواجهة مكشوفة بين كل الأطراف منذ ذلك التاريخ. [بحاجة لمصدر]
قررت الحكومة البريطانية أن تكون المواجهة شاملة وأن تكون الحرب كاملة، فجلبت المزيد من قواتها إلى الحرب. تم تحريك 15,000 جندي من مالطة وقبرص بالإضافة إلى 5,000 من الهند باتجاه مصر مما رفع تعداد قوة الهجوم على مصر إلى 30,000 جندي وضعت تحت قيادة السير جارنت ولسلي
معركة كفر الدوار
معركة كفر الدوار هي إحدى المعارك التي وقعت بين المصريين والقوات الإنجليزية خلال الثورة العرابية. في فجر 11 يوليو 1882 أخذ الأسطول البريطاني بقيادة الأدميرال سيمون في ضرب مدينة الإسكندرية تمهيدًا لاحتلالها والاستيلاء على مصر. وحاولت القوات البريطانية التوجه برًا بقيادة الجنرال أليسون باتجاه مدينة كفر الدوار والبيضا وخورشيد. لكنها واجهت مقاومة عنيفة لمدة شهرين علي المحور الرئيسي بمنطقة الجبهة الشمالية الشرقية لمحافظة البحيرة. وكان أحمد عرابي قد وزع معظم قواته في كفر الدوار، وعلى سواحل البحر المتوسط. فكان الجنود وهم من خيرة الجنود مرابطين في دمياط بقيادة عبد العال حلمي. ورابطت في رشيد أورطة كبيرة تعاونها طوابي مدفعبة السواحل، واستقر معظم الجيش بقيادة طلبة عصمت في كفر الدوار ومعه مدفعية الميدان. وكان العربان علي خيولهم ،ومعهم قوات عرابي يحاربون بأسلحتهم التقليدية. وبعد قتال عنيف خسرت بريطانيا وأسر المصريون الكثيرين من قواتها مما أجبر الجنرال أليسون علي الانسحاب للإسكندرية لتعود قواته للاسطول الذي توجه للجبهة الشمالية الشرقية عند بورسعيد تمهيدًا لدخول قناة السويس والنزول في التل الكبير حيث واجهتهم قوات عرابي. لكن الإنجليز انتصروا في معركتها بالخيانة. سقط الآلاف من أبناء البحيرة شهداء في معارك أحمد عرابي مع الإنجليز واستماتوا في الدفاع عن كفر الدوار. ولم تستطع القوات البريطانية دخول مصر من جهة الغرب بعد احتلالها الإسكندرية في يوليو.
مواجهة الخديوي ورفض قراراته
رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه المخزي، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديوي بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره، وأرسل في 16 يوليو إلى يعقوب سامي باشا وكيل نظارة الجهادية يطلب منه عقد جمعية وطنية ممثلة من أعيان البلاد وأمرائها وعلمائها للنظر في الموقف المتردي وما يجب عمله، فاجتمعت الجمعية في (غرة رمضان 1299هـ= 17 يوليو 1882م)، وكان عدد المجتمعين نحو أربعمائة، وأجمعوا على استمرار الاستعدادات الحربية ما دامت بوارج الإنجليز في السواحل، وجنودها يحتلون الإسكندرية.
في اليوم نفسه إجتمع يعقوب سامي بعدد من وكلاء النظارات وكبار المواطنين والضباط.. وكان عدد الذين حضورا 70 شخصا.. وقرر الحضور إنعقاد إجتماع موسع من كبار العلماء والرؤساء الدينيين وأمراء العائلة الخديوية والأعيان.. وعقد هذا الإجتماع الموسع في اليوم التالي الإثنين 17 يوليو ، وحضره نحو 400 شخص في مقدمتهم الشيخ الإمبابي شيخ الإسلام والبطريرك كيرلس الخامس ، وقرروا ضرورة حضور الخديوي توفيق إلى العاصمة القاهرة ، وتشكيل لجنة برياسة علي مبارك لإبلاغ هذا القرار للخديوي ، وذهب علي مبارك ولم يعد للقاهرة. وعرف الناس أن المراقبين الماليين الإنجليز أخذوا الاموال الموجودة في صندوق الدين إلى المراكب الحربية.
وكان رد فعل الخديوي على هذا القرار هو اصدار بيان في نفس اليوم 17 يوليو 1882، بعزل عرابي من منصبه، وتعيين عمر لطفي محافظ الإسكندرية بدلا منه. وأردف البيان الخديوي بأن تجهيزات الحرب مسؤولية عرابي والخديوي غير مسئول عن تصرفات عرابي. ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. بعد انتصار عرابي في معركة كفر الدوار أرسل عرابي إلى يعقوب سامي يدعوه إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للنظر في قرار العزل.
وفي (6 رمضان 1299 هـ = 22 يوليو 1882 م) عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر وقاضي قضاة مصر ومُفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود والنواب والقضاة والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد، فضلا عن ثلاثة من أمراء الأسرة الحاكمة.
وفي الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم محمد عليش وحسن العدوي، والخلفاوي بمروق الخديوي عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديوي ونظّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف والقانون المنيف
ولم يكتفوا بهذا بل جمعوا الرجال والأسلحة والخيول من قرى وعزب وكفور البلاد. وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم الدفاع عن البلاد فقد قدم العمدة عبد الله بهادر نحوا من 600 مقاتل من رجال جهينة المعروفين بالبأس والشجاعة و140 فرسا و74 بندقية والعديد من الأسلحة الأخرى وكميات كبيرة من الغلال وقدم العمدة محمد إمام الحوت نحو من 40 مقاتلا بعددهم وعتادهم وقدم سليمان زكي حكيم من أعيان مركز طوخ 41 فرس وأحمد حسني مأمور مركز ميت غمر قدم 33 بندقية.
تكوين جيش المقاومة الشعبية لدعم الجيش المصري
وقد قام العمدة محمد إمام الحوت عمدة الصالحية شرقية والعمدة عبد الله بهادر عمدة جهينة جرجاوية ببث الحماسة في الناس وجمع ما يستطيعون من الرجال والسلاح لدعم الدفاع عن البلاد فقد قدم العمدة عبد الله بهادر نحوا من 600 مقاتل من رجال جهينة المعروفون بالبأس والشجاعة و140 فرس و74 بندقية والعديد من الأسلحة الأخرى وكميات كبيرة من الغلال وقدم العمدة محمد امام الحوت نحو من 40 مقاتل بعددهم وعتادهم وقدم سليمان زكى حكيم من أعيان مركز طوخ 41 فرس وأحمد حسنى مأمور مركز ميت غمر قدم 33 بندقية.
إغلاق قناة السويس
لجأ الإنجليز والخديوي توفيق لمختلف الحيل لكسر شوكة أحمد عرابي ورجاله. صدر منشور من السلطان عبد الحميد الثاني يعلن عصيان أحمد عرابي وأكد دليسبس أن الإنجليز لن يهاجموه في الجبهة الشرقية عن طريق قناة السويس لأن القناة محايدة. وانضم محمد سلطان باشا صراحةً إلى الخديوي توفيق ضد عرابي، وعلي يوسف (خنفس باشا) وعدد من الضباط. احتل الإنجليز بورسعيد. وفي 21 أغسطس وصلت القوات الهندية إلى السويس وفي 25 أغسطس سقطت المحروسة.
معركة القصاصين
في 28 أغسطس 1882 أثناء تقدم الجيش البريطاني غرباً في محافظة الإسماعيلية بقيادة الجنرال جراهام. حوصر هذا الأخير من قبل الأهالي العزُل فطلب الإمداد بمزيد من الذخيرة في الساعة 4:30 عصراً فوصلته الساعة 8:45 مساءً مما مكنه من القيام بمذبحة كبيرة بين الأهالي. بعد أن جاء الجيش البريطاني من الإسماعيلية اشتبك مع الجيش المصري في معركة حامية عند القصاصين وقد كاد الجيش المصري أن ينتصر لولا إصابة القائد راشد حسني.
معركة التل الكبير
وقعت معركة التل الكبير في 13 سبتمبر 1882 (الموافق 29 شوال 1299هـ) الساعة 1:30 صباحا واستغرقت أقل من 30 دقيقة. الإنجليز فاجأوا القوات المصرية المتمركزة في مواقعها منذ أيام والتي كانت نائمة وقت الهجوم. والقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري (حسب اعترافه أثناء رحلة نفيه إلى سيلان). حصدت المدفعية البريطانية في تلك المعركة أرواح نحو 10,000 مصري (حسب أحمد شوقي – انظر قصائد هجائه المرفقة لاحقاً).
عقب المعركة قال الجنرال گارنت ولسلي قائد القوات البريطانية أن معركة التل الكبير كانت مثال نموذجي لمناورة تم التخطيط الجيد لها مسبقا في لندن وكان التنفيذ مطابقا تماما كما لو كان الأمر كله لعبة حرب Kriegspiel . إلا أنه أردف أن المصريون أبلوا بلاءاً حسناً كما تشي خسائر الجيش البريطاني.
اختار ولسلي الهجوم الليلي لتجنب القيظ ولمعرفته بتفشي العشى الليلي (night blindness) بشكل وبائي بين الجنود المصريين إلا أنه لاحظ أن الجنود النوبيين والسودانيين لم يعانوا من هذا المرض.
وفي اليوم نفسه 15 سبتمبر عام 1882، عاد أحمد عرابي إلى القاهرة ليدافع عنها. وواصلت ال
مؤلف: | عبد الرحمن عماد الدين فوزي |
قسم: | التاريخ |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 17 |
حجم الملف: | 307.6 كيلو بايت |
نوع الملف: |
قراءة وتنزيل قصة احمد عرابي pdf من موقع مكتبه إستفادة.