تنزيل وتحميل كتاِب سورة البلد أسرار بيانية ودلالات نفسية واجتماعية pdf برابط مباشر مجاناً
وصف سورة البلد أسرار بيانية ودلالات نفسية واجتماعية pdf
ملخص
سورة البلد تمثل نموذجا لإعجاز القرآن البياني، فهي على قصرها تعرض صورة خطيرة مؤثرة الإنسان وما يلاقيه من عناء وشقاء من أول حياته إلى مماته، وهي صورة نفسية مؤثرة تنطبق على الدعاة والمصلحين في كل زمان ومكان، إنها بلا شك سنة عامة لا تتخلف ولا تتبدل فالحق مستضعف مع أنه حق، والباطل غليظ شديد مع أنه باطل.
ضربت السورة مثلا ليس هنالك أدلُّ منه على تقرير هذه الطبيعة العجيبة، وهو مثل مؤثر لم تتخلف عنه هذه السنة مع أنه خير الخلق ورسول الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عرضته وأبرزت أدق ما فيه من دلالات نفسية واجتماعية يمكن تعميمها على الشخصيات المشابهة من أول الزمان إلى آخره. وتعرض السورة وصفا مؤثرا لحال المسلمين في أول دعوتهم، وهذا ينسحب على حال الدعوات عندما تكون ضعيفة مهزومة مستعبدة، صورة مؤثرة يصفها الحق ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـذَا الْبَلَدِ ﴿٢﴾ البلد: ٢
بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني القسوة، وصورة مقابلة لطغمة حاكمة مستبدة مستعبدة، نستشفها من قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴿٥﴾ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴿٦﴾ البلد: ٥ – ٦ اغترت بقوتها ومالها، وآذت النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الضعفاء، وهذه الطغمة من الجبابرة موجودون في كل المجتمعات، ويا ويحهم جبابرة يظنون أنهم الأقوى وهم مخلوقون من ضعف مركب، بلغ بهم الضعف مبلغه، وبلغ بهم الغرور مبلغه حتى ظنوا أن لن يقدر عليهم أحد. وبلغ بهم التجبر مبلغه حتى استقووا على ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، وهذا حال هؤلاء في كل عصر ومصر عندما يمتلكون وسائل السيطرة المادية. ها هنا تبلغ السورة في وصفهم قمة البلاغة وروعة البيان وهي تصف صورتهم وصفا يكاد يجسد صورة حقيقة لهم، وتلك بلاغة القرآن ومكمن إعجازه قال تعالى: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ البلد: ١٣ – ١٦.
وما في هذا التعبير من دلالة على عبد مقهور مقبور لا يملك من أمره شيئا، وآخر وحيد ليس له أب ولا عزوة، غريب بين أهله، لأنه فقير لا يلوي على شيء، وفي زمن المادة الناس مع الغني، والفقير ليس له احد، وثالث أشدهم ضعفا جائع ضائع لا يملك شيء البتة حتى قوت يومه لا يملكه، فهو بهذا العالم المادي لا يملك إلا التراب والتراب ليس بشيء، هؤلاء فقدوا أهم مقومات الحياة.
بعد هذه الصور المؤثرة التي تثير كل نوازع الشفقة على الضعفاء وكل نوازع الحنق على الجبابرة الطغاة – وهذه هو مقصد الكلام – تطرح السورة بين سطورها وسائل التحرر ومقومات النهوض، وتبدأ أول ما تبدأ بالسعي إلى الحرية والدعوة إلى تحرير العبيد: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ ﴿١٣﴾ البلد: ١٣, والحرية أول مقومات النهوض، والسورة توحي – وهي تتحدث عن الفرد والمجتمع – بأن حرية المجتمعات من سيطرة القوى الاستبدادية لا تقل أهمية عن حرية الأفراد. يليها التكافل الاقتصادي ﭐ ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴿١٤﴾ البلد: ١٤
ثم التكافل الاجتماعي الذي يبدأ بكفالة أصحاب الحاجات من الأقارب ﴿يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴿١٥﴾ البلد: ١٥ ، ثم التكافل الاجتماعي في دائرته الأوسع بين أبناء المجتمع كلهم ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴿١٦﴾ البلد: ١٦. ، ثم غرس المبادئ والقيم ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴿١٧﴾ البلد: ١٧، والتعاون على نشرها. والصبر عليها وعلى كل المصاعب التي يواجهها الدعاة في طريق الدعوة إلى الحق، وذلك وحده لا يكفي، بل لا بد من التواصي به والحث عليه، ولا بد من شيوع الرحمة والدعوة إليها.
مؤلف: | أ.د عماد الراعوش |
قسم: | تفسير القرآن الكريم |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | |
حجم الملف: | 201.26 كيلو بايت |
نوع الملف: |
قراءة وتنزيل سورة البلد أسرار بيانية ودلالات نفسية واجتماعية pdf من موقع مكتبه إستفادة.