Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب حروب الجيل الثالث : مفهومها وطبيعتها وأهدافها pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب حروب الجيل الثالث : مفهومها وطبيعتها وأهدافها pdf برابط مباشر مجاناً

وصف حروب الجيل الثالث : مفهومها وطبيعتها وأهدافها pdf

 
ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، كدولة مهمة تؤثر مجرياتها في باقي دول العالم، ولأن العالم اعــتاد أن يستورد من أمريكا تكنولوجيتها وثرواتــها ، فها هي عام 1929 تصدر له كساداً اقتصادياً فادحاً، بدأ بانتكاسة في أسعار الأسهم المالية في الولايات المتحدة الأمريكية، لتصدر آثارها إلى أوروبا والعالم الليبرالي، فتكون بذلك أكبر أزمة اقتصادية عرفتها الدول الليبرالية، والتي كانت من أهم نتائج وصول بعض الأحزاب التوتاليتارية إلى الحكم في أوروبا، لا سيما الحزب الفاشي في إيطاليا والنازي في ألمانيا، لتكون الأزمة الاقتصادية لعام 1929 بشكل أو بآخر إحدى شرارات الحرب العالمية الثانية وتكون بذلك الولايات المتحدة أهم فاعليها (1).
ولأن الحروب تنهك القوى وتدمر الشعوب نفسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، فقد فعلت الحرب العالمية الثانية فعلتها في الدول المشاركة فيها؛ حيث خرجت معظم القوى الصناعية من الحرب العالمية الثانية منهارة مما جرته حربان عالمیتان متتاليتان من دمار عليها، كان هم كل واحدة منها، إعادة بناء وهيكلة مؤسساتها وينياتها التحتية (2).
بيد أن هذا الدمار لم يشمل الولايات المتحدة الأمريكية والتي خرجت كأكبر قوة اقتصادية، خاصة بعد إنتاجها للقنــبلة الذرية واستعمالها للتكنولوجيا الذرية في مجال الصــناعة، والزراعة، والطب؛ حيث تضاعف إنتاج الولايات المتحدة ثلاث مرات مما كان عليه ، فقد تسلمت زمام قيادة الدول الصناعية في العالم منذ بداية القرن العشرين ، وبنهاية الحرب تمكنت من السيطرة على جانبي المحيطين: الأطلسي والهادي، وعلى 50% من ثروات العالم .هذه المكانة وإن كانت أهلتها لقيادة العالم اقتصاديا ، إلا أنها أيضا حملتها مسؤولية الحفاظ على هذه المرتبة، وفي هذا كتب جورج لينان George Kennan (1904-2005م)، عام 1948م المذكرة رقم 23 لتخطيط السياسية ، يقول عندنا حوالي 50 % من ثروات العالم وفقط 3.6 % من سكانه…وبمثل هذا الوضع لا يمكننا تجنب حسد واستياء الآخرين.. مهمتنا الحقيقية في الفترة القادمة، هي ترتيب نموذج للعــلاقات يحافظ على استمرار ذلك التفــاوت.. ولتحقيق ذلك سيكون علينا التخلي عن الأحلام والعواطف. وتركيز اهتمامنا على أهدافنا القومية المباشرة .. يجب أن نمسك عن كلامنا المبـهم للآخرين ..والأهداف غير الحقيقية ، مثل حقوق الإنسان، ورفع مستوى المعيشة ، والتحول للديمقراطية، ولن يكون اليوم الذي نضطر فيه للتعامل بمنطق القوة بعيداً. وكلما قلت عوائقنا من جراء رفع تلك الشعارات كان ذلك أفضل (3).
وانتهت الحرب العالمية الثانية لتبرز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى اقتصادياً؛ حيث تمثل إنتاجها وقتها بأكثر من الإنتاج الوطني الإجمالي للعالم أجمع، فتربعت بذلك على عرش الدولة الأولى في العالم بدون منازع بـ 70 بالمئة من احتياطي العالم من الذهب وإنتاج 50 % من سلعه وخدماته (4).
ومن هنا راحت مجموعات بحث في كل من كتابة الدولة الخارجية ولجنة العلاقات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية تضع خططاً لعالم ما بعد الحرب، كانت خلاصتها فكرة المجال العظيم ، وهي فكرة فرضتها متطلبات الاقتــصاد الأمريكي، ويشمل هذا المجال نصف الكرة الأرضية الغربي، وغرب أوربا، الشرق الأقصى، المستعمرات السابقة للإمبراطورية البريطانية ( التي تفككت) ، وبقية دول العالم الثالث، حيث مصادر الطاقة في الشرق الأوسط ، وذلك بتحويلها تدريجيا من أيدي بريطانيا وفرنسا لأيدي أمريكا ، وأساس هذا المجال هو جعل الدول الصناعية ، مثل ألمانيا واليابان ورشاً عظيمة ، تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية ، في حين تكون دول العالم الثالث مصدر إمداد المجتمعات الرأسمالية بالخامات وتمثل أيضاً أسواقاً لبيع المنتجات المصنعة (5).
ولأن أمريكا ليست وحدها الدولة الطامحة في قيادة العالم فقد اصطدمت بالاتحاد السوفيتي في حرب باردة، كانت لها أيضاً خساراتها وهزاتها، فبهذا الصراع توجهت كل الأنظار للقوة العسكرية ، خاصة في إطار السباق نحو التسلح مما أثر سلباً على باقي الاتجاهات، ومع ذلك فقد كان للاقتصاد دوره في هذه الحرب، ففي عالم أهم ما كان يميزه الصراع من أجل البقاء والهيمنة ، سعى كل قطب لإضعاف الآخر، من خلال تشجيع الانشقاقات داخل القطب المواجه، مثل إنشاء علاقات اقتصادية تفضيلية مع بعض الدول على حساب الأخرى، وأيضاً محاولة كل قوة كسب دول خارج إطار محورها عبر سياسة المساعدات المختلفة اقتصاديا وعسكريا (6).
ولأن أمريكا أيضاً على عكس معظم دول العالم تقويها الحرب ولا تضعفها ، فقد انتهى المد الشيوعي ليعترف لها بالريادة ، فيصح بذلك عالم ما بعد الحرب الباردة عالماً أمريكيا ، ولتغيير أيضاً مهمة أمريكا العالمية، فبعد أن كانت مهمتها خلال الثنائية القطبية احتواء الاتحاد السوفيتي ، أصبحت مهمتها الحفاظ على بيئة أمنة عالمية ، تناسب المصالح، والقيم الأمريكية، وردع أي ظهور لقوة منافسة جديدة ، وذلك بالدفاع عن مناطق النفوذ والتفوق الأمريكي، مثل أوروبا، وشرق آسيا ، والشرق الأوسط، فبسقوط الاتحاد السوفيتي سقطت معه الكثير من النظريات والمعتقدات، فتراجع أسلوب القوة العسكرية ، لتنفيذ أهداف السياسة الخارجية، وازدياد الاهتمام بالجانب الاقتصادي، والإنساني، والثقافي، لتحليل السياسة الخارجية، ساهما في تغيير الفلسفة التي تحكم العلاقات الدولية من تحقيق توازن القوى إلى تحقيق توازن المصالح (7).
وبذلك بدأ نظام دولي جديد ميزته الوحيدة، أنه أمريكي أكثر من اللازم، نظام قال عنه جورج بوش الأب George H. W. Bush في خطاباته مع الكونجرس الأمريكي إننا نتطلع لنظام عالمي جديد يصلح أكثر تحرراً إزاء التهديد بالإرهاب، وأكثر مناعة في إقرار العدالة، وأكثر أماناً من أجل السلم، إننا نتطلع لعالم جديد يسوده القانون بدلاً من شريعة الغاب ، وتعترف فيه الأمم بمسؤولياتها المشتركة في تحقيق الحرية والعدالة . وفي الكلمة التي ألقاها في 13 أبريل 1991 أثناء زيارته لقاعدة عسكرية أمريكية عبر من جديد عن هذا النظام؛ حيث قال: إن هذا النظام لا يعني التنازل عن سيادتنا الوطنية، أو تخلينا عن مصالحنا العلا ، إنه ينم عن مسؤولية أملتها علينا نجاحاتنا (8).
ولقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية الوضع الدولي الناجم عن فراغ القوة السوفيتية في العالم وملأته بقوتها العسكرية لتعزيز مركزها، وإبراز هيبتها كقوة عظمى ووحيدة في العالم. لذلك سعت في فترة ما بعد الحرب الباردة، لتظهر للعالم على أنها تمتلك قوة عسكرية، لا يمكن مساواتها مع أية قوة أخرى، في سبيل الحفاظ على موقعها المتميز ، فقد وصل إنفاقها ما قيمته 300 بليون دولار سنوياً في العام 1996 على عمليات التسليح لفرض نفسها كشرطي عالمي في خدمة السلم الأمريكي (9).
وبعد انتهاء الحرب الباردة، كان على الحكومات الأمريكية أن تعيد النظر في سياستها الخارجية وسياسة الأمن القومي، حيث إنها أصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولم تكن إعادة النظر مهمة سهلة في ظل عدم وجود تهديد حقيقي وواضح للأمن القومي الأمريكي، يحشد تأييد القوى الشعبية، ويحتم وقوفها صفاً واحداً، ويتطلب انتهاج مبادئ واضحة لمواجهته. فانطلق التخطيط الاستراتيجي العسكري الأمريكي من فرضية وجود مصادر جديدة للتهديد، كاحتمالية صعود قوة عظمى جديدة (قد تكون الصين، أو روسيا، أو اليابان، أو ألمانيا)، أو تصرفات عدوانية من بعض القوى الإقليمية، أو انتشار أسلحة الدمار الشامل، أو الإرهاب، أو تجارة المخدرات (10).
ومن بين ” المرشحين” الكثيرين لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية، ظهر عدو جديد هو ” الدول الخارجة على القانون” أو “دول محور الشر” كالعراق، وكوريا الشمالية، وإيران، وسوريا، وليبيا، منذ مطلع التسعينات. فلقد غير انتهاء الحرب الباردة كل التوازنات، فأصبحت الولايات المتحدة الامريكية في حاجة لإيجاد أهداف لاستخدام القوة الأمريكية من أجلها، ولتبرير استمرار الدور الأمريكي في الشؤون الدولية بصورة توازي دورها إبان الحرب الباردة (11).
فقد اعتمد الفكر الاستراتيجي الأمريكي طوال حقبة الحرب الباردة، والتسعينات من القرن العشرين، على عقيدة عسكرية، تعتمد على ثلاث مقومات، وهي استخدام النيران القوية، واستراتيجية الاحتواء، واستراتيجية الردع ، فقد كانت الاستراتيجية الدفاعية خلال فترة الحرب الباردة، تعتمد على استخدام النيران القوية، كبديل للقوة البشرية؛ حيث يتم توظيف نتائج الثورة العلمية، والتطورات التكنولوجية، والقدرات الصناعية فى تطوير نظم تسليح تعطى الأولوية، للحفاظ على حياة الجنود الأمريكيين من خلال الاعتماد المتزايد على قوة النيران بديلاً عن القوة البشرية، حيث إنها لا يجب أن تضحى بحياة أبنائها للدفاع عن الآخرين، أو لحماية مصالح خارج أراضيها، فمنذ أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى في النظام الدولي، اضطرت أن تحارب بعيداً عن أراضيها في الحربين العالمتين، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، وحرب الخليج الثانية، وكان اعتمادها على قوة النيران حلاً مناسبا للقتال من أجل حلفائها بدون أن تضحى بكثير من أبنائها من أجلهم، إلى أن جاءت هجمات سبتمبر، وأصبحت الولايات المتحدة، هى نفسها الضحية، وهدفاً للتهديد، فكان لابد أن يعاد النظر فى القاعدة القديمة، حيث إن خصوم الولايات المتحدة استطاعوا التكيف مع العقيدة العسكرية الأمريكية، القائمة على استخدام النيران القوية، والخوف من استخدام العنصر البشرى، واتخذوا مساراً مختلفاً أثناء تنفيذهم هجمات 11 سبتمبر2001م، من خلال استخدامهم نمط الحروب غير تقليدية؛ حيث الذى قام بتحديها هو عدو ليس له عنوان، يمكن الوصول له، ولكن العدو هو مجموعة من الجماعات التي امتلكت بعض الإمكانيات، واستطاعت تحدى إرادة الولايات المتحدة الأمريكية ، كما قامت أيضاً الاستراتيجية الأمريكية على مفهومي الردع والاحتواء ، فالردع يعنى تحييد العدو بتخويفه من اللجوء إلى أعمال عدائية، ينجم عنها توجيه إجراءات مؤلمة ضده، تجعل الثمن المقابل الذى سيدفعه باهظاً، وقد تكون هذه الإجراءات سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية ببعديها التقليدي وفوق التقليدي، لذلك لا بد من توفير مصداقية عالية للردع، من خلال تبليغ (رسالة ردعية) واضحة يتيقن من خلالها، أن وسائل الردع التي سوف تستخدم ضده متاحة بالفعل، وليست وهماً (12).
أما الاحتواء فهو يعنى محاصرة عدو في شكل دولة، بهدف إحكام الخناق حوله لكسر إرادته، وذلك بأنواع مختلفة من الحصار والمقاطعة، منها الحصار البحري والجوي على موانيه، ومقاطعته سياسياً واقتصادياً، وفرض مناطق حظر جوى عليه فوق أراضيه، وفرض عقوبات دولية، والتحكم في التصرف في ثرواته الوطنية ، فنجد أن استراتيجيتي الردع والاحتواء، قد تمكننا من تحييد قوة الاتحاد السوفيتي، والحفاظ على السلام بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، خلال فترة الحرب الباردة، إلا أنهما قد أصبحتا عديمي الفائدة بعد هجوم 11 سبتمبر، فإذا كان الردع والاحتواء، هما أهم سلاحين تقليدين، قد تم استخدامهما للمحافظة على السلام بين الدول واستقرار العلاقات الدولية، إلا أنهما غير مفيدين في تأمين أهداف الأمن القومي الأمريكي طبقاً لرؤية إدارة بوش (13).
ومن هذا المنطلق برزت فكرة حروب الجيل الثالث كاستراتيجية أمريكية جديدة، بعد أحداث الحـادي عشـر مـن سبتمبر 2001م ، وتبنتها الإدارة الأمريكية للرئيس جورج بوش الابن، كعقيدة، ونظريـة معتمـدة فـي السياسة الخارجية، بعدما تم نشرها من قبل البيت الأبـيض فـي سـبتمبر 2002 ضـمن وثيقـة استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحـدة National security strategy of the US ، فهي تعبر – مفاهيمياً- عن سياسة أو إطار عمل، تحتفظ فيها الولايات المتحدة بحق مهاجمة دول تعتبـر طامحة، لأن تشكل تهديداً، أو منافسة محتملين على الصعيد العسكري(14).
كما تعتمد أساساً على الافتراض، بأن العدو سيبدأ الحرب في المسـتقبل القريـب، وبالتـالي ستصبح ملائمة جدا للطرف الذي يباشر بها، بمعنى أوضح، فهي تعبر عن القيام، أو التحول في الرد على هجوم فعلي، إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم معاد محتمـل من قبل خصوم أمريكا (15).
وتكمن النواة الأساسية لحروب الجيل الثالث ضمن وثيقة استراتيجية الأمن القومي، في الجمع بين تهديدين بالغي الخطورة من منظور أمريكي، وهما الدول المارقة والإرهابيين من جهـة، وإمكانيـة حصولهم على أسلحة الدمار الشامل من جهة أخرى (16) ؛ يقول فرانسيس فوكوياما: إن أحداث 11 سبتمبر، قد غيرت إدراك الولايات المتحدة للتهديد المتغير ،لأن الهجمات جمعت معاً تهديدين أكثر خطورة فـي حزمة واحدة، وهما الراديكالية – التطرف ، والتكنولوجيا – أسلحة الدمار الشـامل ، حيث رفعت القضيتان لأول مرة الاحتمال الوشيك لتهديد نووي مباشـر لا يمكـن ردعه (17).
ومن هذا المنطلق اخترعت الولايات المتحدة فكرة حروب الجيل الثالث ، أو الحرب على الإرهاب ، فأخذ شكل الحرب الأمريكية علي الإرهاب، بمعاونة حلفائها، والتي بدأتها بالحرب علي أفغانستان، واحتلال العراق في مارس2003م، والتي انتهت بتدمير العراق ، وتكبد الجيش الأمريكي خسائر فادحة هزت الاقتصاد الأمريكي مما دفعها الي إعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية الباهظة التكاليف من خلال أجيال جديدة من الحروب أقل تكلفة .
وحروب الجيل الثالث قائمة على فكرة الضربة الاستباقية، أو الضربة الوقائية، وهي ترجع في الأصل كما يري البعض الى ما قبل منتصف القرن الماضي؛ وبالذات من خلال الهجوم الياباني على ميناء بريل هاربر الأمريكي عام 1941م ، حيث أن هذا الهجوم يدخل في نطاق الضربة الاستباقية التي سعت من خلالها اليابان لتحجيم القوة الأمريكية وضربها في عصب الحياة الاقتصادية التي كانت تنتعش، من خلال هذا الميناء الحيوي (18).
والضربة الاستباقية، أو الوقائية ، كما يحلو للبعض تسميتها ، والتي بدأت الكتابات الأكاديمية الغربية والعربية تروج لها كنسق جديد في العلاقات الدولية، أو كنظرية، ذات مواصفات معينة، ولها رواد ومفكرين ، والتى عرفت حديثاً باسم عقيدة بوش ، أو مبدأ بوش، أو سياسة المحافظين الجدد في العلاقات الدولية؛ ويعرف أهل السياسة الضربة الاستباقية ، بأنها التحول من الرد على هجوم فعلي إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم محتمل، خاصة إذا تمكنت أجهزة الدولة من اكتشاف نوايا مبكرة بالهجوم لدى الخصم بغض النظر عن مظاهر هذه النوايا (19).
لقد وجدت الولايات المتحدة أن الردع لم يعد الصيغة المثلي للحفاظ على القوة ومركز التفوق ، فما فائدة امتلاك الولايات المتحدة الجيوش والأساطيل ، وهى تتعرض للتهديد والاختراق ، لذا وجدت أن الردع قد انتهى ، وأن أسلوب استخدام القوة العسكرية، هو الأمثل للمحافظة على مصالحها الكونية ، وبعد أن حققت الولايات المتحدة نصراً عسكرياً في حرب الخليج الثانية ، وجدت أن استعراض القوة أمام العالم أمراً لا بد منه ،فقد يكون ذلك حافزاً لشن حروب وقائية أخري، مثلما حدث في أفغانستان والعراق بعد ذلك (20).
إن أسلوب حروب الجيل الثالث يمنع العدو من فعل التهديد ، فالولايات المتحدة تريد القضاء على العدو قبل أن يهددها ، وهى تري أيضاً في أسلوب حروب الجيل الثالث، هو الذي يعيد استراتيجية الردع ، فمثلاً كان الرد الأمريكي ضعيفاً على تفجير سفارتها في كينيا وتنزانيا، من خلال قصف صاروخي لمواقع في السودان وافغانستان (21)، وهذا الرد لم يخلق الردع للأعداء، لذا وجدت الولايات المتحدة أن أفضل وسيلة، هي البدء بالهجوم من أجل إعطاء فرصة للعدو أن يهدد الأمن القومي الأمريكي، فوجدت في النظام السياسي في أفغانستان والعراق أفضل فرصة لحروب الجيل الثالث القائمة على الحرب الوقائية ، فهي رأت في أن هذا النظام يأوى الإرهاب ، ويسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وفي مثل هذه الحالة سيكون اللجوء للقوة، هو الأفضل من أجل منعه من تهديدها وردع الآخرين (22).

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: علوم سياسية وإستراتيجية
اللغة: العربية
الصفحات: 63
حجم الملف: 636.52 كيلو بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل حروب الجيل الثالث : مفهومها وطبيعتها وأهدافها pdf من موقع مكتبه إستفادة.