تنزيل وتحميل كتاِب تطور الفكر السياسي الإسلامي منذ الينابيع الأولى حتى أواخر القرن التاسع الهجري pdf برابط مباشر مجاناً
وصف تطور الفكر السياسي الإسلامي منذ الينابيع الأولى حتى أواخر القرن التاسع الهجري pdf
كانت الحياة الاجتماعية للعرب قبل الاسلام قائمة على النظام القبلى؛ حيث تعتبر القبيلة هى الوحدة السياسية عند العرب فى الجاهلية, وتتكون من جماعة الناس الذين ينتمون إلي أصل واحد مشترك تجمعهم وحدة الجماعة, وتربطهم رابطة العصبية للأهل والعشيرة, وهو شعور التماسك, والتضامن, والاندماج بينهم . وكان المجتمع العربى فى الجاهلية مقسمًا من الناحية السياسية, إلى وحدات سياسية متعددة قائمة بذاتها تمثلها القبائل المختلفة, وكانت القبيلة فى البادية دولة صغيرة تنطبق عليها مقومات الدولة باستثناء الأرض الثابتة التى تحدد منطقة نفوذها؛ حيث لم تكن لهم أوطان ثابتة بسبب كثرة تنقلهم الدائم حول مصادر الماء والعشب، وبسبب اعتماد القبائل على العصبية, فكانت تظل محتفظة بقوتها طالما كانت محتفظة ببداوتها. علاوة على أن قبائل العرب لم يتفاعلوا ولم يخضعوا للنظام السياسي, لا عند الفرس, ولا عند الروم .
ولَمَّا جاء الإسلام بدأت مسيرة الدولة الإسلامية السياسية والمؤسساتية. وكان الشغل الشاغل للرسول ( صلى الله عليه وسلم), والصحابة (رضوان الله عليهم), يكمن في نشر الدعوة وإرساء قواعدها, والتمكين للدين الجديد, لأن يستقر في قلوب المؤمنين، وهنا أكد الرسول أنه لا بد مع الدعوة من عمل، ولا بد مع التشريع من تنفيذ، ولا بد مع العلم من تطبيق؛ فشرع الرسول وأصحابه, في القيام بإبرام المعاهدات, وتنظيم العلاقات الاجتماعية, وصياغة القوانين, والأحكام المستمدة من القرآن كما كان يعمل على تنفيذها.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب, اتسعت رُقعةُ العالم الإسلامى, بفتح بلاد فارس والروم، وتعدَّدت مواردُ بيت المال، وتنوَّعت ظروف الأمم فيها، وضع عمر بن الخطاب نظامًا واستحدث ديواني العطاء والجند، وأصبح هذا النظام في البلاد المفتوحة أساسًا, لِمَن جاء بعده من أئمة الفقهاء في شؤون الجهاد، ومعاملة أهل الذِّمَّة، والخَراج والعُشْر والجِزية.
وفي عام (23هـ) قتل عمر بن الخطاب على يد أبي لؤلؤة المجوسي, ولترمز نهاية عمر بأن هناك أجناسًا وألوانًا جديدة, أصبحت فاعلة في مسار الحكم فى الدولة الإسلامية. وفى أثناء, احتضار عمر رشح ستة من الصحابة ليكون منهم خليفة المسلمين, وهم : عثمان بن عفان , وعلى بن أبي طالب , وعبد الرحمن بن عوف, وسعد بن أبي وقاص , وطلحة بن عبيد الله, والزبير يبن العوام, وقد استقر الأمر على اختيار عثمان بن عفان , وقد عادت العشيرة والقبيلة لتطل برأسها في عهد سيدنا عثمان, بسبب قوة وشوكة بني أمية.
وحين بدأت الدولة الأموية حكمها على يد معاوية بن أبي سفيان (41-60هـ) تحولت الخلافة إلي مُلك عضود, ووراثة لأمور الحكم في عائلة واحدة, وكان معاوية متأثرًا في ذلك بالنظام الذي كان سائدًا في الدولتين البيزنطية والساسانية؛ وسار في تحقيق هذه السياسة بمنتهى المهارة. ولاشك أن تحول الخلافة إلى ملك على يد معاوية والأمويين, جعل منصب الخلافة الإسلامية سياسيًا أكثر من كونه دينيًا, وأن الدولة الأموية وظفت كل ما في جعبتها لاستمرار الخلافة أو الملك في أسرتها, فقامت بتوظيف الدين, والقبيلة, والسيف في استمرار وجودها.
ومع تحول نمط الحكم في الإسلام من الخلافة الراشدة إلى الملك العضُود، كان العديد من خلفاء بني أمية؛ وبخاصة معاوية يطلعون على تاريخ ملوك العجم، ويقتدون بسيرهم في الممارسات السياسية، ثم قام بعض الكتاب من الموالي والعجم, بنقل التجربة الفارسية في الحكم، في أواخر عهد الدولة الأموية على يدعبد الحميد الكاتب(ت:132هـ)، وسالم مولى أبي العلاء، وذلك فيما يعرف بـمرايا الأمراء, أو نصائح الملوك.
وقامت الدولة العباسية، وكان للفـــرس في قيامها تأثيــر جلي، وبدأت الترجمة على أشدِّها للانتفاع من ثقافة الفرس, والهند، والإغريق الذين سبقوا العربَ في دورهم الحضاري، ولازمت هذه الترجمة، في خط متوازٍ، وحركة تدوين العلوم المختلفة، وأصبحت الدولة تحتاج إلي نظام سياسي وإداري، واقتصادي وعسكري يَحكُمها، ويُدير شؤونها.
مؤلف: | كاتب غير محدد |
قسم: | القسم العام |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 32 |
حجم الملف: | 417.83 كيلو بايت |
نوع الملف: |
قراءة وتنزيل تطور الفكر السياسي الإسلامي منذ الينابيع الأولى حتى أواخر القرن التاسع الهجري pdf من موقع مكتبه إستفادة.