Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب تطور العلاقة بين المنطق الأرسطي والنحو العربي pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب تطور العلاقة بين المنطق الأرسطي والنحو العربي pdf برابط مباشر مجاناً

وصف تطور العلاقة بين المنطق الأرسطي والنحو العربي pdf

 
تعد قضية العلاقة بين المنطق والنحو من أدق موضوعات فلسفة اللغة وأصعبها تناولاً ، ويهتم بها المناطقة والفلاسفة والنحاة منذ أقدم العصور ، بل ومن قبل أن يصيغ أرسطو المنطق ويضع قواعده ، فلقد نشأ المنطق مرتبطاً بالجدل الفكري والنحوي الذي ساد القرن الخامس وشطراً من القرن الرابع قبل الميلاد عند كل من المدرسة الأيلية وجماعة السوفسطائيين ، وليس أدل علي ذلك من أن أعمال السوفسطائيين الخاصة بالنحو قد حملت في ثناياها بذورا منطقية أكيدة ، فقد أرجعوا التصور ( المعني ) إلي اللفظ مما يسر لهم أن يجعلوا من الجدل وسيلة للانتصار علي الخصم ، ومعني هذا أن السوفسطائيين قد بحثوا في النحو فأدي بهم إلي المنطق ( ) .
ويقال أن أرسطو قد توصل إلي كثير من التصنيفات المنطقية خلال دراسته للنحو اليوناني ، حيث ذهب إلي أن الكلام يعبر بدقة عن أحوال الفكر ، وأن المرء في وسعه أن يستعين بالقوالب النحوية لكي يكشف عن أحوال الفكر ، فالنحو ينظر إلي الألفاظ من ناحتين : من ناحية وجودها مفردة فيقسمها إلي أسماء وأفعال وحروف ، ومن ناحية ارتباطها في جملة معينة . ونفس الشئ يقال عن الفكر الذي ينقسم إلي الأفكار المفردة وهي تصورات ، والأفكار المرتبطة وهي القضايا أو التصديقات ، وعلي هذا فتقسيم أرسطو للأفكار إلي تصورات وتصديقات هو تقسيم مأخوذ أصلا من النحو ( ).
بل أن البعض يري أن قائمة المقولات الأرسطية قد أخذها أرسطو أيضا من النحو ، والدليل علي ذلك أن مقولات أرسطو تقوم علي تقسيم الكلام إلي أجزائه : فالجوهر يقابل الاسم ، والكيف يقابل الصفة ، والكون يقابل العدد ، والإضافة تقابل صيغ التفصيل ، والأين والمتي يقابلان ظرفي المكان والزمان والفعل والانفعال والوضع تقابل الأفعال المتعدية والمبنية للمجهول واللازمة علي التوالي ، والملك يقابل صيغة الماضي في اليونانية Para Fait إذ يدل علي الحالة التي يملكها الشخص نتيجة فعل فعلة ( ) .
وازدادت علي أيدي الرواقيين الصلة بين المنطق والنحو ؛ فقد قسموا المنطق إلي الخطابة التي هي نظرية القول المتصل ، وإلي الديالكتيك وموضوعه القول المنقسم بين السائل والمجيب ، ولا تكاد ترتبط الخطابة عندهم بالفلسفة ، أما الديالكتيك فيعرفونه بأنه فن الكلام الجيد ، ولما كان الفكر والتعبير وثيقي الارتباط ، فقد انقسم عندهم الديالكتيك إلي قسمين : قسم يدرس التعبير ، وقسم يدرس ما يعبر عنه ، أي إلي اللفظ والفكر ( ) .
واستمرت الصلة وثيقة بين المنطق والنحو عند المفكرين اللاحقين علي أرسطو والرواقيين ، حتى بعد أن اختلط منطق أرسطو بمنطق أهل الرواق عند مفكري ما قبل وما بعد الميلاد من أمثال شيشرون Cicero وجالينوس Galen وسكتوس أمبريكس Sextus Empiricus وغيرهم ، وقد زادت درجة الصلة ما بين المنطق والنحو توثقا عند مفكري ما بعد الميلاد ، وذلك بفضل علم جديد هو القانون الروماني ، الذي أحتاج واضعوه إلي التسلح بمزيد من المنطق والنحو يساعدهم في اشتقاق الألفاظ ، وتكوين المصطلحات الجديدة للتعبير بها عن الحالات القانونية والاجتماعية التي كانت تطرأ عليهم كل يوم ( ) .
أما في العالم الإسلامي ، فقد توطدت العلاقة بين المنطق والنحو ، خاصة حين أدرك المناطقة والنحاة العرب القدامى أهمية الإحاطة باللغة واعتبارها شرطا أساسيا لفهم موضوعات الأرسطي ( ) ؛ وأن بين المنطق الأرسطي والنحو العربي علاقات متشابهة في قوانينهما ، فنجد لقواعد النحو ما يناظرها ويتسق معها في قواعد المنطق : مثل اسم العلم في النحو والجوهر بالمعني المنطقي – إذ كلاهما موصوف ولن يكون صفة لشئ آخر ، بين الإسناد في النحو والحمل في المنطق ، وبين صيغة الجملة الاسمية ، في النحو وصورة القضية الحملية في المنطق ، وبين الترادف في النحو والهوية في المنطق .
وكما أدرك المناطقة والنحاة العرب التشابه بين المنطق الأرسطي والنحو العربي ، أدركوا أيضا التباين بينهما ، مثل عمومية المنطق في كل أمه وفي كل عصر ، وخصوصية النحو بمعني أن لكل أمه نحوها الذي يعتمد علي طباع أهلها وسماعها وعاداتها في التعبير عن ذاتها ، كما أدركوا أيضا ان المنطق والنحو يختلفان في مصدرهما ، فمصدر النحو العربي لسان العرب وعاداتهم اللغوية ، ومصدر المنطق هو العقل بتصوراته الولية وما هو مشترك بين الناس جميعا ، كما أدركوا أيضاً أن النحو قد يتغير وبعض الألفاظ والتراكيب قد تتغير ، بينما المعاني والمفهومات والمبادئ التي يبحثها المنطق فثابتة

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: الثقافة الإسلامیة
اللغة: العربية
الصفحات: 79
حجم الملف: 8.89 ميجا بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل تطور العلاقة بين المنطق الأرسطي والنحو العربي pdf من موقع مكتبه إستفادة.