Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب العلاقة بــين المنطق وعلم أصول الفقه قراءة في الفكر الأشعري pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب العلاقة بــين المنطق وعلم أصول الفقه قراءة في الفكر الأشعري pdf برابط مباشر مجاناً

وصف العلاقة بــين المنطق وعلم أصول الفقه قراءة في الفكر الأشعري pdf

 
يحتل المنطق الأرسطي مكانة بارزة في تاريخ الفكر الإنساني عامة والفكر العربي الإسلامي خاصة، إذ يعد من أوائل العلوم الفلسفية اليونانية التي ترجمت إلي اللغة العربية، والذي حظي بقبول ورضي لدي كثير من الفلاسفة والفرق الكلامية الإسلامية، وبخاصة الأشاعرة، فقد تناولوه بالبحث والدراسة واستخدموه كمنهج للتفكير في بعض المشكلات والمسائل الدينية، ولقد واكب ظهور الإمام أبي الحسن الأشعري (ت : 324هـ) علي مسرح الدراسات الكلامية تطوراً هائلاً في المنهج الذي كانت تستخدمه المعتزلة، وهو المنهج الذي اعتمد في جانب كبير منه علي العقل ؛ من حيث أنهم استخدموا بعض الأقيسة والإلزامات وعمدوا كثيراً إلي ضرب الأمثال واستخلاص الأحكام من المعاني المتضمنة في النصوص .
غير أن الإمام الأشعري ؛ قد جعل هذا المنهج أكثر إحكاماً ودقة بمحاولته الأستفادة مما ورد في أورجانون أرسطو، وبخاصة التحليلات الأولي والطوبيقا والسوفسطيقا، وتطبيقه علي الكثير من المشكلات الكلامية (1).
ويشهد كتاب الإبانة عن أصول الديانة بمقدار
تأثر الإمام الأشعري بالمنطق الأرسطي ؛ فقد أصبح القياس الأرسطي لديه هو الشكل المقبول للتفكير ومعالجة المسائل المطروحة في الفكر الديني والكلامي ؛ كما أن جزءً من القواعد المنطقية المختلفة التي تضمنها كتاب الطوبيقا قد طبق علي بعض المشكلات الكلامية (2).
ولقد ساير الإمام أبو المعالي الجويني ( ت: 478هـ) والإمام أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ ) أستاذهما الإمام الأشعري، حينما استثني المنطق من خصومته ؛ لأن قوانينه فيما يقول هي قوانين العقل التي إتفق عليها جميع بني البشر (3).
وباختصار، فإن جمهور الأشاعرة جعلوا المنطق جزءاً من الكلام، وأطلقوا علي هذا الجانب في كتاباتهم المتعلقة بالمنطق اسم كتاب النظر تارة، و كتاب الجدل أو مدارك العقول تارة أخري تارة أخري .
وقد فضل بعض الأشاعرة أن تبدأ بحوثهم الكلامية بعرض المسائل المنطقية والمنهجية، والحديث عن طرائق العلم وأنواع الاستدلال قبل الخوض في المسائل الكلامية ؛ نجد ذلك عند متقدمي الأشاعرة، مثل أبي الحسن ألأشعري، وأبي بكر الباقلاني ( ت : 403هـ ) ثم الجويني، ومن بعده الغزالي ( ت : 505هـ )، كما نجد هذا ألأتجاه أكثر بروزا عند متأخري الأشاعرة، من أمثال فخر الدين الرازي (ت:606هـ )، ومن بعده سيف الدين الآمدي ( ت : 631هـ )، والقاضي البيضاوي ( ت : 685هـ ) وعضد الدين الأيجي ( ت : 756هـ ) .
ومثل هذا يمكن أن يقال أيضاً عن الفقه، فقد استقبل فقهاء الأشاعرة منطق أرسطو إستقبالا حسناً ؛ كما إستفادوا في تفسيرهم للنصوص الفقهية من الأفكار المنطقية المتعلقة بالجنس والنوع، والعام والخاص، والكلي والجزئي، والمقدمات والنتائج، واستخدموا من غير حرج الأقيسة التي عالجها أرسطو في التحليلات الأولي بعد مزجها بالمنطق الرواقي .
وتجدر الإشارة إلي أن معظم متكلمي الأشاعرة، كانت لهم إهتمامات فقهية لا تقل اعتباراً عن اهتماماتهم الكلامية، بل إن لكثير منهم بحوثاً ومؤلفات في الفقه وأصوله، وهو ما يهيئ لأذهاننا أو يفرض عليها تقبل إمكانية وجود تأثير وتأثر متبادلين بين إعمالهم المنطق في البحوث الفقهية، مثلما أعملوه في بحوثهم الكلامية .
ويعد الجويني من أوائل الأشاعرة الذين أدخلوا في علم اصول الفقه، بعض القواعد والأسس التي تضمنها الاورجانون الأرسطي، والتي تتعلق بالأقيسة أو الحجج أو المقدمات العامة التي عرضها أرسطو في كتاباته المنطقية .
ويشهد علي ذلك كتاب البرهان في علم أصول الفقه ؛ فقد حاول فيه الجويني إستعمال المصطلحات المنطقية في الاستدلالات الفقهية، كما يتضح ذلك في معالجته لمباحث الألفاظ والمعاني والعلل والقياس … الخ.
ومن جهة أخري، فإن الغزالي يعتبر المدعم الحقيقي للمنطق والفقه، لا لما وضعه من كتب منطقية سهلة العبارة، بل لتلك المقدمة المنطقية التي كتبها في أول كتابه المستصفي من علم الأصول ، والتي ذكر فيها بأن : من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه أصلاً .
وكأنما قد وجه الغزالي حملته الإقناعية بالمنطق إلي الفقه، خاصة في سبيل مزجه بالمنطق، وجعل استنباطاته واستخراجاته تسير عليه . فهو إلي جانب إصدار فتواه السالفه في مقدمة المستصفي وهو كتاب في أصول الفقه، مما يوحي بأن محتوي الفتوي كان متوجهاً أساساً إلي الناظرين في الفقه ؛ نجده في حديثه عن جدوي المنطق كمنهج للبحث في العلوم يقول عنه : يشمل جدواه جميع العلوم العقلية منها والفقهية، فإنا سنعرفك أن النظر في الفقهيات لا يباين النظر في العقليات في ترتيبه وشروطه وعياره، بل في مآخذ المقدمات فقط (4).
ولم يقف هذا الحث علي إستعمال المنطق في الفقه عند المستوي النظري فقط، بل إن الغزالي إنتهي من ذلك إلي مرحلة التطبيق العملي، فألف كتباً يبين فيها كيفية استعمال الظرائق المنطقية في البحوث والمناظرات الفقهية .
وترجع أهمية الغزالي في هذا الميدان إلي المجهود الكبير الذي بذله في سبيل إنجاز ما بدأه ابن حزم الأندلسي ( ت : 456هـ ) وأستاذه الجويني . كما أن هذه الأهمية تعود إلي أصالة الغزالي وقدرته علي المساهمة في تطوير بعض المبادئ المنطقية من أجل تطبيقها علي بعض المسائل الفقهية .
ولقد بدا الغزالي محاولته هذه في كتابيه مقاصد الفلاسفة و القسطاس المستقيم ، ثم عاد لكي يفصل ما أجمله في هذين الكتابين في محك النظر و معيار العلم . أما في كتابه المستصفي من علم الأصول ، فإن نظرية القياس الأرسطية والرواقية أصبحت تمثل عنده المدخل الطبيعي لهذا العلم، الأمر الذي أدي بالأصوليين اللاحقين عليه إلي السير في الطريق الذي رسمه الغزالي، من حيث تكريس مقدماتهم لعرض مختصر للمنطق الأرسطي ليكون بمثابة الآداة أو المنهج الذي سيسير الأصولي عليه في عرضه ومعالجته للمشكلات الفقهية .
والدليل علي ذلك أن المتأمل لأعمال الأشاعرة الذين جاءوا بعد الغزالي، من أمثال فخر الدين الرازي في كتابه المحصول في علم أصول الفقه، و سيف الذين الآمدي, في كتابه المنهاج في علم أصول الفقه, يستطيع أن يستخلص الموضوعات التي يتضمنها المنهج الأصولي، كما يؤكد بعض أساتذتنا المعاصرين, فيما يلي (5): –
1- مقدمة عامة تتعلق بالفقه وعلاقته بالمنطق.
2- نظرية في قياس، وهذا الموضوع من موضوعات المنهج عند بعض الأصوليي الأشعريين هو من أكثرها ثراءاً وتنوعاً .
3- تطبيق لمختلف لمختلف أشكال القياس، ولبعض الأقيسة الرواقية علي مختلف أشكال الاستدلالات في الفقه الإسلامي .
4- بعض الآثار التي تدل علي إستفادة الأشاعرة من المنهج الاستقرائي التجريبي الذي تطور في العلوم التجريبية الإسلامية كعلم الكيمياء والطب والبصريات .
5- نظرية في تفسير الفقهية تعتمد علي الأصول أو المصادر الأساسية للأحكام الفقهية ( القرآن والسنة)، ومعتمدة أيضاً علي الأصول الأخري ذات الطابع العقلي كالإجماع والقياس.
وقد أخذنا هذا المجال العلاقة بين المنطق وعلم أصول قراءة في الفكر الأشعري موضوعاً لبحثنا هذا لعدة أسباب :
أولاً : سد الفراغ القائم في الدراسات المنطقية والفقهية المتعلقة بالأشاعرة .
ثانياً : الكشف عن مدي تأثر الأشاعرة بالمناطقة المسلمين الذين سبقوهم وبخاصة ابن سينا الفيلسوف.
ثالثاً : محاولة الوقوف علي ما هناك من صلات بين المنطق وعلم أصول الفقه، تبدو واضحة عندما ندرك الجامع بينهما وهو العقل بكل ما لديه من فاعليات منطقية كالأقيسة والاستدلالات التي تعد من الأسس الهامة للأحكام الفقهية وأصولها عند الأشاعرة .
رابعاً : محاولة إثبات أن هذه العلاقة البناءة بين المنطق وعلم أصول الفقه عند الأشاعرة تبدو بالنسبة لنا كدعامة أساسية في تطور منطقنا العربي الإسلامي .
ومن ثم يأتي هذا البحث من جانبنا كمحاولة جادة لمعالجة موضوع العلاقة بين المنطق وعلم أصول الفقه قراءة في الفكر الأشعري ، ومعالجة شاملة نحاول من خلالها الكشف عن أبعاد وجوانب هذه المشكلة تلك التي لا نظن أنها قد طرحت علي بساط البحث حتي اليوم.
ومن الدوافع الهامة التي شجعتني علي الاهتمام بهذا البحث، أن المكتبة العربية الفلسفية تكاد تخلو تماماً من بحث يتناول هذا الموضوع رغم أهميته ؛ من حيث أنه يكشف عن طبيعة العلاقة بين المنطق وعلم أصول الفقه عند كبار الأشاعرة، ومدي إسهاماتهم في ترسيخ هذه العلاقة ودعمها بآرائهم وأفكارهم . ومن ثم إثراء البحث المنطقي والبحث الفقهي في الفكر الإسلامي علي حد سواء، كما أننا نهدف من وراء هذا البحث إلي إثبات أن المنطق إذا كان قد اعُتبر عند اليونان وفلاسفة الإسلام مدخلاً ضرورياً لدراسة الفلسفة، فإنه كان فقهاء ومتكلمي الأشاعرة ركيزة هامة من الركائز التي تعتمد عليها بحوثهم الدينية والكلامية . وإذا كان بعض الدارسين قد تناول بحوثاً ودراسات تختص بعلاقة المنطق بالرياضيات وعلاقة المنطق باللغة وعلاقة المنطق بالتصوف وهلم جرا، فإن بحثنا هذا يحاول توضيح الصلة القوية بين المنطق وعلم أصول الفقه علي وجه الخصوص .
كما نري أن هذا الموضوع يتضمن مجالات عديدة وعناصر شتي يجمعها الإطار المنطقي والفقهي .
وقد اقتضي موضوع البحث والمنهج الذي أخذنا به في معالجته أن يشتمل البحث علي ستة فصول : الفصل الأول، فقد خصصته لإلقاء الضوء علي البواكير الأولي للربط بين المنطق والفقه عند مفكري الإسلام وبخاصة الإمام الشافعي والإمام ابن حزم، وقد اشتمل هذا الفصل علي ثلاثة عناصر، أحدهما نتناول فيه إشكالية المنطق والفقه عند الشافعي، والثاني نعرض فيه تطور المنهج الأصولي بعد الشافعي، والثالث نعرض فيه موقف ابن حزم من المنطق الأرسطي ، نبين من خلاله الكيفية التي طوع بها ابن حزم المنطق للفقه، وكيف سبق الأشاعرة في هذا وبخاصة الغزالي.
وأما الفصل الثاني، فيختص بنشأة المنطق والفقه عند الأشاعرة، وقد إشتمل هذا الفصل علي عدة عناصر : إحداها أعرض فيه للصلة بين المنطق والدراسات الكلامية عند الأشاعرة، وثانيها أعرض فيه الطرق التي عالج بها الأشاعرة موضوعات المنطق اليوناني، وثالثها، أعرض فيه لنشأة الفقه عند الأشاعرة، ورابعها أعرض فيه لمكانة اللمنهج الأصولي عند ألأشاعرة، وخامسها أبرز فيه لمظاهر اهتمام الأشاعرة بالمنطق والفقه.
أما الفصل الثالث، فقد خصص لدراسة المنطق وعلاقته بالفقه عند كبار الأشاعرة، وقد تضمن هذا الفصل عدة عناصر ، أولها : أعرض فيه لطبيعة العلاقة بين المنطق والفقه، وثانيها أناقش فيه موقف الغزالي من قضية العلاقة بين المنطق والفقه ومدي تأثره بآراء ابن جزم والجويني، وثالثهما أعرض فيه موقف الفقهاء من توجه الغزالي نحو المزج بين المنطق والفقه، ورابعها نبين فيه مشروعية العلاقة العلاقة بين المنطق والفقه وأبعادها عند الإمام فخر الدين الرازي، وخامسها أوضح فيه موقف سيف الدين الآمدي من قضية العلاقة بين المنطق والفقه ومدي تأثره بآراء السابقين عليه وبخاصة الغزالي والرازي .
أما الفصل الرابع، فقد خصصته لبيان موقف الأشاعرة من تصنيفات المناطقة وتصنيفات الفقهاء، ثم مدي أوجه الشبه والاختلاف بين تصنيفات المناطقة وتصنيفات الفقهاء .
أما الفصل الخامس فقد خصصته لبيان المنهجين الاستنباطي والاستقرائي في المنطق ومحاولة تطويعهما في الفقه عند ألأشاعرة ؛ ثم المصادر التي استمد منها الأشاعرة هذين المنهجين قي المنطق والفقه.
الفصل السادس، فقد خصصته لبيان المنطق والفقه بين الأشاعرة وبعض فلاسفة المسلمين، وقد تضمن هذا الفصل عدة عناصر، إحداها مدي تأثر الأشاعرة بمنطق فلاسفة المسلمين وبخاصة ابن سينا، وثانيها مدي التأثير والـتأثر في المنهج الفقهي بين الأشاعرة وابن رشد، وثالثها وجوه الأتفاق والاختلاف بين موقف الأشاعرة وموقف فلاسفة الأسلام من قضية العلاقة بين المنطق والفقه.
أما خاتمة البحث، فأعرض فيها لأهم النتائج التي أمكن التوصل إليها من خلال هذا البحث، ومدي ما حققه البحث من الأهداف التي يرجي تحقيقها من ورائه .
وأخيرا أود أن أشير وأنا في معرض بياني لمنهج معالجتي لهذا البحث إلي أنني قد اعتمدت علي المنهج التحليلي المقارن الذي يعتمد علي تحليل النصوص تحليلاً دقيقاً واستخلاص كل ما تشمله من آراء وأفكار، مع المقارنة بين آراء المتقدمين والمتأخرين من كبار الأشاعرة ليتضح لنا تباعا مدي ما طرأ علي العلاقة بين المنطق والفقه عندهم من تطوير وازدهار، وقد اضطررت في أحيان أخري إلي اللجوء إلي استخدام المنهج التاريخي بالقدر الذي يفَي بضرورات البحث .
ولا أزعم أنني قد بلغت الغاية في هذا البحث أو أن جميع جوانب الحقيقة في موضوعه هذا قد تكشفت لي، وهذا يعد شيئاً طبيعياً بالنسبة لدارس يكتب في موضوع غير مطروق ويسير في طريق بالغ الصعوبة
والغموض
ومن ثم أتمني أن يكون هذا البحث قد حقق ما كان يهدف إلي تحقيقه حتي يكون ثمرة من ثمار الفكر المفيد في الدراسات المنطقية والفقهية التي تهتم بإبراز مدي خصوبة تراثنا العربي الإسلامي في هذا
المجال .

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: التاريخ
اللغة: العربية
الصفحات:
حجم الملف: 109.76 كيلو بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل العلاقة بــين المنطق وعلم أصول الفقه قراءة في الفكر الأشعري pdf من موقع مكتبه إستفادة.