Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب الاستراتيجية الأمريكية لتفتيت وتقسيم الوطن العربي pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب الاستراتيجية الأمريكية لتفتيت وتقسيم الوطن العربي pdf برابط مباشر مجاناً

وصف الاستراتيجية الأمريكية لتفتيت وتقسيم الوطن العربي pdf

 
حين غزت الولايات المتحدة العراق، وأطاحت بنظام صدام حسين في 20 مارس 2003م في عملية أطلقت عليها تحرير العراق Iraqi Freedom ، لم يكن الهدف من ذلك، الإطاحة بنظام استبدادي، واستخلافه بنظام ديمقراطي، بقدر ما هو يهدف إلى هدم وإنهاء كيان الوطن العربي؛ حيث كان الهدف الأساسي الذي وضعته الولايات المتحدة في استراتيجيتها في المنطقة ، والذي كانت قد خططت له وأعدته منذ سنة 1970م،هو إعادة هيكلة دول المنطقة العربية، إلى كيانات صغيرة هزيلة متناثرة القوي، أكثر مما هي عليه الآن قائمة على أسس طائفية، وعرقية، ومذهبية، ودينية، وعنصرية، وعشائرية، وبذلك تكون قد حققت الفائقية في العدو الصهيوني في المنطقة، وإزالة كل تهديد ضده، وفي الوقت نفسه تأمين سيطرتها على هذه الكيانات الهزيلة بسهولة، واستنزاف واستثمار ثرواتها، وتسخير قدراتها الاقتصادية والنفطية، على غرار ما كانت قد رتبته في إنشاء دويلات الخليج العربي النفطية في ذلك الموقع الاستراتيجي، والهيمنة على اقتصادها، وقلبه إلى اقتصاد (وحيد الجانب) مستهلكة وغير منتجة لصالحها، إضافة إلى إضعاف قدراتها على الوقوف بصف واحد بوجه مد التوسع الصهيوني بعيد المدي على المنطقة، وتطبيق الاستراتيجية الإسرائيلية التي تقول (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)، واستخدامها كقوة تهديد لدول المنطقة، وجعلها أقوي من أي دولة عربية، حتى وأقوي بالقدرات العسكرية التكنولوجية من كل دول العرب، لو اجتمعت كلها على مقاومتها ، وإنقاذ الأرض العربية من احتلالها، والعراق طبعاً كان من الدول العربية المهددة لهذا المخطط الخطير، فكان ولا بد من إضعافه مع السنين، وبالتالي القضاء على قدراته، وقوته، وإزاحة النظام الحاكم فيه (1).
القضية إذن لم تعد هي الإرهاب، ولكن إدخال الآخرين إلى ثلاجة لا ينمون فيها عسكرياً، أو اقتصادياً بما يناطح الولايات المتحدة ، ولم تعد إذن القضية هي العراق، وإنما أي دولة تصبو لبناء قوة عسكرية قد تطول الولايات المتحدة ، ولو في أطراف وجودها في المحيطات الواسعة وعبر أساطيلها المنتشرة (2).
أصبحت القضية تحجيم العالم، وأصبح الوجود في وسط آسيا وبناء 13 قاعدة عسكرية أمريكية بجوار الصين وروسيا بعد حادث 11 سبتمبر مواجهة مطلوبة، وحرباً من السماء ضد القوي النووية الأسيوية الأربع:الصين، والهند، وباكستان ، وروسيا (3).
إنه العامل الاستراتيجي الخطير الذي عملت ولازالت الولايات المتحدة تعمل على تطبيقه ، كما عملت تجاه الاتحاد السوفيتي، وبعد أن انتهت من القضاء على الأنظمة الشيوعية في دول أوربا الشرقية، التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق، وقد جاءت لحظة دور العمل على الاستمرار في تطبيق استراتيجيتها هذه في إحكام الطوق على الصين، بالزحف نحو الشرق، وبدأت في تثبيت نفوذها في المنطقة العربية، فجاءت حربها على أفغانستان ودخولها باكستان التي فتحت أراضيها أمام القواعد الأمريكية وقواتها وأساطيلها، حتى أصبحت الحدود الشرقية للصين، مطوقة بالقوات الأمريكية وقواتها الحليفة، وتحت غطاء مقاومة الإرهاب، وجرت الدول الأخرى للتعاون معها في تنفيذ هذا المخطط (4).
في الوقت نفسه هيمنت أمريكا على القوات النووية لكل من باكستان، والهند، الدولتان الكبيرتان النوويتان المحيطتان بالصين من الجنوب والغرب، وأصبحت تتحكم بقدراتهما النووية، بل عملت على مساعدتهما في تطويرها أملاً في استخدامها مستقبلاً (5).
هذا المخطط الخطير والكبير الاستراتيجي يحتاج إلى عمق استراتيجي وإلى تمويل اقتصادي كبير لا بد أن تتحمله الولايات المتحدة، وإلى تمويل اقتصادي مادي يتطلب مليارات الدولارات عليها لتأمينه، وخير مصدر لهذا التمويل هو النفط الموجود في العراق، وإيران، ودول الخليج، إضافة إلى هذا كان عليها أن تؤمن قاعدة رصينة تسند هذا الطوق وتكون منطقة تمويل وانطلاق له في آن واحد (6).
لهذا السبب الاستراتيجي كان لا بد أن تبدأ بتنفيذ مخططها في السيطرة على دول المنطقة مبتدئة بالعراق، لتغيير النظام فيه، والسيطرة عليه، ثم الاتجاه نحو إيران وسوريا لسببين أساسيين :
السبب الأول : تأمين العمق الاستراتيجي لعملياتها الاستراتيجية المقبلة للقضاء على الشيوعية في الصين.
السبب الثاني: تأمين الموارد اللازمة لتمويل تنفيذ هذا المخطط الاستراتيجي القديم- الجديد، والدائم والكبير.
لهذا كان هذا العامل يمثل دافعاً مهماً للعدوان على العراق، وسبباً جوهرياً وحقيقياً لاحتلاله وبالقوة، ولا بد أن يكون هذا الاحتلال لأمد طويل ، خاصة بعد أن عملت على إعداد عدد كبير من عملائها دربتهم في الخارج، على أعمال التخريب، والحرق، والنهب، والتدمير، وفتحت لهم أبواب العراق،ومدنه ،ومؤسساته، وبناه التحتية، ليعملوا فيها تدميراً، وحرقاً، وسلباً، ونهباً، ليبقي العراق والعراقيون بحاجة تامة لمساعدتها، لإعادة النظام وإعادة الإعمار، لما خربته بمبالغ يدفعها العراق مكافأة لها، وبذلك تكون كل عائدات النفط تحت سيطرتها ويبقي العراق أعزلا ضعيفاً لأمد بعيد جداً (7).
ويقول الباحث الأمريكي برادلي ثير- Bradley Thayer في هذا الصدد إن الحرب على العراق، كمثل الحروب السابقة التي أطلقتها إدارة بوش (الابن) في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر 2001م، قد خلقت فرصة للولايات المتحدة لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط ، كما يري الباحث نفسه في هذه الحرب فرصة لإعادة تشكيل خريطة المنطقة من منظور أمريكي، فالظروف في نظره مهيأة لتقوية النفوذ الأمريكي مع دخوله العراق (8).
ويجد المتتبع للأحداث منذ عام 1991م، وحتى 2003م، أن الولايات المتحدة، كانت تختلق الأعذار لشن هجوم على العراق، وقد وجهت خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، هجمات صاروخية عدة على العراق، تحت ذريعة واهية، تمثلت في ادعائها عدم امتثال العراق لقرارات الأمم المتحدة، وفي بداية القرن الحادي والعشرين، بدأت تدق طبول الحرب لتعبئة الرأي العام العالمي من أجل غزو العراق، ولكنها لم تتلق، أي دعم دولي سوي من حليفتها بريطانيا ، وقد عبر كل من الرئيس الأمريكي بوش (الابن) ورئيس الوزراء البريطانى تونى وبلير Tony Blair ، عن احتقارهما الشديد للقانون الدولي، والمؤسسات الدولية، وأصدرا إنذاراً لمجلس الأمن، الذي اتضح منه إصرار الولايات المتحدة، على غزو العراق ، بحجة أن الرئيس العراقي، يسعي إلى امتلاك أخطر أسلحة في العالم، من أجل أن يهيمن، أو يؤهب، ويعتدي على الآخرين ، واعتبرت الرئيس العراقي، خطراً على أمن الولايات المتحدة ، وأن له علاقة بتنظيم القاعدة، ومع إمكانية تورطه بأحداث سبتمبر 2001م ، وقد شددت الإدارة الأمريكية حملاتها الإعلامية على الرئيس العراقي السابق ، وأقنعت معظم الأمريكيين بأن صدام حسين يشكل خطراً على الولايات المتحدة .
لقد اعتادت الولايات المتحدة وحلفاؤها في تعاملها مع الدول العربية، ودول الشرق الأوسط ـ وبلدان العالم الثالث الأخرى، على خلق الأسباب الظاهرية التبريرية، للعدوان على هذه الدول، وخاصة الأسباب التي يمكن أن تؤثر، ليس في مصالحها هي فقط ، بل في مصالح دول أخري في أوربا، من أجل تأمين الرأي العام العالمي المؤيد لذلك العدوان، وقد استخدمت أمريكا ذريعة امتلاك العراق، أو نيته بامتلاك هذه الطاقة للأغراض العسكرية، واعتبرته خروجاً على استراتيجيتها في المنطقة، واتهمته بامتلاك أسلحة الدمار الشامل للأغراض الحربية، واعتبرت ذلك ذريعة للعدوان عليه ، رغم ثبوت عدم امتلاك العراق لمثل هذه الأسلحة، وادعت بأنه يشكل تهديداً للدول المجاورة ، وهذا غير صحيح ، إذ أن العراق كان فعلاً يشكل تهديداً ليس على الدول المحيطة، بل على الكيان الصهيوني ، لأنه أقوي دولة عربية في المنطقة ذات طاقات عسكرية عالية يقف أمام سياسة أمريكا، وأمام العدوان الإسرائيلي الصهيوني، وأمام مخططاته المستقبلية التوسعية باتجاه دول أخري مستقبلاً. وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي، حاول تفادي الحرب، إلا أن الولايات المتحدة، اتخذت قراراً استراتيجياً، يقضي باحتلال العراق ضاربة عرض الحائط بالمجتمع الدولي ، مستندة بذلك على قوتها العسكرية بالتعاون مع بعض الدول الحليفة لها، مثل: بريطانيا، وإسبانيا، وأستراليا (9).

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: السياسة المعاصرة
اللغة: العربية
الصفحات: 89
حجم الملف: 707.38 كيلو بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل الاستراتيجية الأمريكية لتفتيت وتقسيم الوطن العربي pdf من موقع مكتبه إستفادة.