Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب إهداء إلى الأخ [ الجهادي ] :: تفريغ الإصدار المرئي المتميز ~ الغرب والنفق المظلم ~ pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب إهداء إلى الأخ [ الجهادي ] :: تفريغ الإصدار المرئي المتميز ~ الغرب والنفق المظلم ~ pdf برابط مباشر مجاناً

وصف إهداء إلى الأخ [ الجهادي ] :: تفريغ الإصدار المرئي المتميز ~ الغرب والنفق المظلم ~ pdf

بسم الله الرحمن الرحيم

نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ

يهدي إلى الأخ [ الجهادي ]

تفريغ الإصدار المرئي المتميز

الغرب والنفق المظلـم

[الغلاف]

الصادر عن مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي

1430هـ

تاريخ التفريغ

رمضان 1431 هـ – 8/2010

الجزء الأول
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) (البقرة/257).
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: “بلاء الربا بلاء الاقتصاد الذي ينمو ولكنه لا ينمو سوياً معتدلاً بحيث تتوزع خيرات نموه وبركاتها على البشرية كلها، إنما ينمو مائلاً جانحاً إلى حفنة الممولين المرابين القابعين وراء المكاتب الضخمة في المصارف يقرضون الصناعة والتجارة بالفائدة المحددة المضمونة، ويجبرون الصناعة والتجارة على أن تسير في طريق معين ليس هدفه الأول سد مصالح البشر وحاجاتهم التي يسعد بها الجميع والتي تكفُل عملاً منتظماً ورزقاً مضموناً للجميع، والتي تهيئ طمأنينة نفسية وضمانات اجتماعية للجميع، ولكن هدفه هو إنتاج ما يحقق أعلى قدر من الربح ولو حطم الملايين وحرم الملايين وأفسد حياة الملايين، وزرع الشك والقلق والخوف في حياة البشرية جميعًا، وصدق الله العظيم: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وهانحن أولاء نرى مصداق هذه الحقيقة في واقعنا العالمي اليوم” انتهى كلامه.

الشيخ عطية الله: “ليس الربا فحسب وإن كان الربا أصلاً كبيراً ومهماً في هذا النظام الاقتصادي الغربي الرأسمالي لكن هو نظام فاسد ضال ظالم مصادمٌ لفطرة الله التي فطر الناس عليها يعني أنه مصادمٌ تماماً لناموس الحياة والقوانين التي يصلح بها الفرد والمجتمع كما بينها لنا العليم اللطيف الخبير سبحانه، هو نظام قائمٌ على البهيمية والأخلاق السبعية؛ الجشع، والطمع، والظلم، والشره، والأنانية، والمادية المحضة، والبعد عن الدين، وعدم الإيمان بالغيب، والتفلت من كل القيم والقوانين السماوية التي أنزل الله بها كتبه وأرسل بها رسله، إنه نظام الإغراق في الشهوات بلا قيود ولا رحمة للآخرين ولا شفقة حقيقية، وما يتشدقون به من ألفاظ إنسانية ونحوها هو مجرد تمويه، أو في أحسن أحواله هو حركة نفسية لإرضاء الضمير، وإيجاد المودة الاجتماعية كما قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال لقومه: (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) (العنكبوت/25)، وبالتالي رأينا هذا النظام يتفنن في كل ما يخدم هذه القيم الحيوانية المادية الكافرة بالله العظيم، فهذا النظام يحمل في طياته عوامل خرابه وانهياره وزواله، فالانهيار الحالي لم يكن مفاجئا ولا مستغرباً بل لم يزل متوقعاً منتظرًا، وهذه فرصة جيدة للدعاة إلى الله لكي يبينوا للناس محاسن الإسلام دين التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له والتعلق بالآخرة ورجاء الفوز فيها، وما فيه من النظم الاقتصادية والمالية والاجتماعية المباركة التي تكفل للبشرية السعادة في دنياهم وأخراهم”.

المعلق: دخلت الحضارة الغربية في أزمة مالية طاحنة بدأت شرارتها الأولى من منبع الشر أمريكا وامتدت إلى باقي دول العالم لتشمل كل القطاعات الاقتصادية وتصيبها بالركود والكساد والشلل ولا يستطيع أحد أن يتنبأ متى سيخرج العالم من هذا النفق الاقتصادي المظلم.
وسنحاول إبراز حجم هذه الأزمة بسردنا لبعض الأرقام الاقتصادية ونبدأ بأمريكا:
• ارتفع عجز الميزانية هذه السنة ليصل إلى 1300 مليار دولار.
• ارتفعت نسبة البطالة لتتراوح بين 9 % و 10 %.
• أكثر من 6 % هو حجم الانكماش الاقتصادي وهو الأداء الأسوأ منذ 25 سنة.
• وصل الدين الوطني إلى 12 تريليون.
• كما شهدت هذه الأزمة 5 حالات إفلاس من مجموع 8 لأكبر إفلاسات في تاريخ أمريكا الاقتصادي وهي:
– ليمان براذرز.
– واشنطن ميوتشل.
– ثورن بورق مورتج.
– جنرال موتورز.
– كرايزلير.

ولكن ماذا تعني هذه الأرقام على أرض الواقع ؟

غريغ إب _مجلة اقتصادية_: “يعني ربما سيحدث مأزق يوماً ما في حال إذا اضطرت الحكومة لعرض مليارات الدولارات من السندات الحكومية للبيع ولكن لم يحضر أحد ليشتريها، وفي حال حدوث ذلك فلن يكون هناك المال الضروري لسد شيكات الضمان الاجتماعية، ولا لسد برامج الولايات الخاصة بالمساعدة الطبية، اقطع، اقطع، اقطع، فلنتخيل حالة افتراضية يريد فيها الساسة أن تستمر الحكومة في عملها ولكنهم لا يستطيعون لأنه ليس هناك أحد ليقرضهم المال الضروري”.

المعلق: إذاً فالمتضرر الحقيقي من هذه الأزمة هو الشعب الأمريكي المغفل، تقول مؤسسة ريل فيدرايك التي تقوم بالإعلان عن استحواذات البنوك على المنازل: “إن 342 ألف عائلة أي ما يعادل منزلاً من كل 374 منزلاً بالولايات المتحدة تلقت على الأقل مذكرة واحدة في إبريل نيسان بالحجز على منزلها واضطرت آلاف العائلات الأمريكية لمغادرة مساكنها للعيش في مدن الخيام والملاجئ المكتظة”.

كولن _المتشرد السابق والمسئول الحالي للملجأ_: “بسبب أزمة الرهون العقارية، وارتفاع البطالة إلى أعلى معدل لها منذ 25 وعشرين عاماً، فإن زيادة أعداد العائلات المشردة يمثل تجلياً لهذه الأزمة الاقتصادية العالمية لا سيَّما في الولايات المتحدة، واليوم نعمل بطاقتنا القصوى، لدينا 14 غرفة تأوي 14 عائلة”.

المعلق: ولكن الأسوأ لم يحن بعد كما جاء في تقرير لمجلة الاقتصادية من الرابع إلى العاشر من شهر يوليو عام 2009 إذ يقول: “إن الكثير من الاقتصاديين قلقون من سيناريو مزعج عام 2011 حيث أنه في تلك السنة سوف يتراجع سيل الأموال الحافزة وتنتهي الاحتياطات، ويبقى الدخل الحكومي ضئيلاً، وقد يكون عدد المشتركين في برامج المساعدة الطبية يومئذ لا يزال أكثر من معتاد بسبب الركود، وستمثل التعهدات الحكومية للمتقاعدين بما فيها المعاش والعلاج ثقلاً أكبر على الاقتصاد مقارنة مع اليوم، إذاً كان هذا العام مؤلماً ولكن قد تفوق آلام الأعوام القادمة ألم هذا العام”.

المعلق: أما بالنسبة لأرباب الشركات والبنوك الكبرى فإن الإدارة الأمريكية جاهزة لتستدين من الصين واليابان لتعويض خسائرها، وكالعادة فالذي يدفع فاتورة إنقاذ الأغنياء هم دافعوا الضرائب من عامة الشعب الأمريكي.

باراك أوباما: “لقد ورثنا أزمة مالية لم نشهد مثيلاً لها من قبل إنها أزمة أضرت بأسواق رأس المال، وفرضت علينا اتخاذ تدابير جديدة لإنقاذ نظامنا المالي وقطاع السيارات، وفرضت علينا امتلاك أسهم كبيرة في شركات خاصة، والسبب بسيط إننا نريد استمرار تلك الشركات وازدهار اقتصادنا متوقف عليها”.

المعلق: ولم ينج من هذا الغضب الإلهي أثرياء العرب الغاصبون لثروات أمتهم، ومن جملتهم الملوك والرؤساء وأمراء حكومات العالم الإسلامي؛ إذا فقد50 ثرياً عربياً أكثر من 25 مليار دولار كان للساقط الوليد بن طلال نصيب الأسد فقد فَقَدَ ربع ثروته المغصوبة، وقس على هذه الأرقام والأوضاع المتأزمة كل اقتصاديات العالم الغربي وحلفائه.

جو نوسيرا _صحفي جريدة ذي نيويورك تايمز_: “رأينا ظاهرة هي بمثابة عدوى لتنتشر حول العالم، فالذعر الذي أصاب بنك ليمانز أصاب بنك آي.آي.جي، ثم أصاب بنك مورجن. استانلي، ثم أصاب بنك قولد مان.ساكس، ثم فجأة أصيبت إيرلندا بمشاكل، ثم فجأة قام بنك انجلترا المركزي بإنقاذ البنوك البريطانية، ثم فجأة أعلنت إيسلندا إفلاسها، دولة إيسلندا بلاد بأكملها مفلسة، ثم فجأة تحولت الصين التي كانت من أسرع بلاد العالم نمواً إلى بلاد لا نمو لها تقريباً في لحظة يسيرة، فهكذا هي العدوى”.

المعلق: ولكن الحقيقة التي تحاول وسائل الإعلام تجنب التطرق لها والاعتراف بها هي؛ أنه وبفضل من الله كانت الغزوات المباركة على أمريكا وحربا العراق وأفغانستان من العوامل الأساسية التي سرَّعت بظهور بوادر انهيار الاقتصاد الرأسمالي المهيمن على اقتصاديات العالم.

هذه الحقيقة التي لم يستطع أن ينكرها بعض المقربين من إدارة بوش السابقة بعد اتهامهم أن سياستهم الاقتصادية كانت سبباً في هذه الأزمة.
– في عام 2000 كان من المتوقع أن يكون هناك زيادة في الميزانية وذلك عقب بعض الحظ الحسن في الاقتصاد وعقب عمل جاد، ثم جاء هذا التخفيض الضخم للضرائب، فبالاستقراء هل تعتبر هذا خطأ ؟

جود غريغ _نائب جمهوري عن ولاية نيو هامبشير_: “لا أبداً إن الزيادة المتوقعة لم نخسرها بسبب التخفيض في الضرائب، وإنما خسرناها بسبب عمليات الحادي عشر من سبتمبر أيلول وتأثيرها على الاقتصاد، وعليك أن تذكر أن الحادي عشر يعتبر حدثاً كارثيًّا بالنسبة إلى أمتنا، قد أعاد تنظيم أمتنا من نواح عدة، ومن مظاهر هذه الإعادة للتنظيم أننا تعرضنا إلى تدهور اقتصادي عميق”.

المعلق: ولكن كيف حصل هذا التأثير؟
الأمر كله بتوفيق الله ونصره أولاً وآخرًا، وهو في غاية البساطة فبعد الغزوات المباركة على أمريكا توقفت عجلة الاقتصاد الأمريكي لمدة أسبوع.

ألن غريتسبان _رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي_: “توقفت غالبية الأنشطة الاقتصادية الأسبوع الماضي”.

المعلق: فاضطر هذا الأخير لضخ مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي، وخفض نسبة الفائدة لتصل إلى 1%، وذلك من أجل إنعاش الاقتصاد ورفع نسبة الاستهلاك، التي تنخفض تبعًا بسبب عدم الشعور بالأمن لدى المستهلك، هذا الشعور الذي تسببت فيه الغزوات المباركة، بسبب تلك التدابير توفرت لدى البنوك سيولة كبيرة، فبدأ البحث عن زبائن لاخراطهم.
جيمي _سمسار عقاري_: “الجميع أيًّا كان، أيُّ شخص من مجموعة فايكو لديه خمسمائة أو خمسمائة وخمسة وعشرين وحتى القمة كان قادرًا على الاقتراض، لم تكن تصدق من يمكنه الاقتراض.

– ما عليك فعله هو جمع خمسمائة نقطة فايكو؟
جيمي: لا شيء أن تتنفس، أن تثبت أنك حيّ، النقاط الخمسمائة تؤشر عادة إلى الذين لا يسددون فواتيرهم بمواعدها، ومن ليس لديهم حساب مصرفي، أو حساب صغير حاضرًا أو سابقًا، ولا حد اعتماد أقصى، والذين تعرضوا للإفلاس أو الحجز أو المصادرة، هذه الفئة تحظى بخمسمائة نقطة”.

المعلق: وهكذا انتشرت القروض بدون أصول، ولجشع البنوك وشركات الرهن العقاري فقد كانت الفائدة الربوية كبيرة والعقود مجهدة، فعجز المقترضون عن سداد الديون، وارتفعت نسبة الحبس العقاري، فانخفضت بذلك أسعار البيوت، وأفلست شركات الرهن العقاري، وتبعتها البنوك بشكل يشبه ظاهرة الدومينو، ولكن كيف أثَّر هذا على كل اقتصاديات العالم؟

شاتيا جيت داس _خبير اقتصادي_: “قال لي مصرفي ألماني مؤخرًا بلكنة ألمانية، كيف من لا يسد رهنه في ( نونيفل فرجينيا الغربية وهي بلدة موجودة سيؤثِّر عليَّ؟
والسبب بسيط جدًّا بسبب شبكة التعاملات والتمويل العالمي وتدفق الرساميل استثمر أناس من كل أرجاء العالم في الولايات المتحدة”.
– شاتيا جيت داس هو خبير عالمي في صناديق الوقاية من الخسارة وأسواق القروض، ومستشار لمصارف في كل أرجاء العالم، وقد كان يحذِّر منذ زمن من مدى سهولة تطور أزمة كهذه.

المعلق: الأمر الذي فقهناه بتوفيق من الله المجاهدون وسارعوا إلى استغلاله.

شاتيا جيت داس: “بغية إعطائكم فكرة عن تدفق الرساميل العالمية، فإن 85% من الرساميل تتدفق من أوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة، وجزء كبير منها استثمر في مجال القروض بدون أصول بشكل عام.
– إذًا يأتي المال عبر البحار ثم يتم إقراضه إلى أناس؟
شاتيا جيت داس: صحيح بالكامل.
– وعندما يتوقف أهالي كليفلد عن الدفع يحصل الاسترداد؟

شاتيا جيت داس: هذا أشبه بنظرية الفوضى، رفرفة جناحي الفراشة في الأمازون تتسبب بإعصار في الكاريبي وهذا ما نشهده الآن”.

المعلق: لم يكن أحد يتصوَّر أنه يوجد على وجه الأرض من يستطيع أن يضرب أمريكا في عقر دارها، فكان لهول هذه الصدمة الأثر الكبير لحصر جهود الإدارة الأمريكيّة وطاقات وموارد الدولة الأمريكيّة في هدف واحد وهو أمن أمريكا، ولو كلفها ذلك المليارات.

ديفيد ويسل _صحفي جريدة ذي وال استريت جورنال_: “أظن أن تراث الرئيس بوش _من وجهة نظره_ ليس ما حصل للاقتصاد، وإنما هو أننا لم نتعرض لهجوم إرهابي ثاني، لقد حمانا من 9_11 جديد، وأظن أنه يقدِّر ذلك، بغض النظر إلى كونه أضاع فرصة الازدهار، بعدم استثمارها لحل بعض مشاكلنا المالية الطويلة المدى”.

المعلق: وبدلاً من أن يبحث قادة الغرب الصليبيّ عن الأسباب الحقيقيَّة التي دفعت المجاهدين للقيام بهذه العمليات المباركة وينظروا في أنفسهم ويصلحوها، بدؤوا يرددون أكاذيبهم وسخافتهم مستخفين بعقول شعوبهم بالقول إن المجاهدين هاجموهم لأنهم يكرهون نمط العيش الغربي!

الشيخ عطية الله: “نعم نحن نكره نمط عيشهم المادي الفاسد الذي لا يُرضي الله، ولكن ليس هذا هو سبب الحرب المباشر أو الأهم فضلاً عن أن يكون الوحيد بل السبب الأهم هو اعتداؤهم علينا وجرائمهم في حقنا وحق أمتنا وشعوبنا، إنهم يعتدون علينا منذ عقود بالاحتلال المباشر أولاً، ثم بإقامة الأنظمة العميلة الموالية لهم في بلداننا، ثم بدعم هذه الأنظمة والحكومات الفاسدة ضد شعوبها المطالبة بالحرية والمريدة للتمسك بالإسلام، بالإضافة إلى استهزائهم بديننا وبرسول الله ?”.

المعلق: بالموازنة مع سياسة القتل والدمار التي مارسها الغرب بقيادة أمريكا ضد الشعوب الإسلاميّة كان هذا الحلف الصهيوصليبي يقود غزوًا أشد خطورة على الأمة الإسلاميّة إنه الغزو الفكري والاجتماعي.

الشهيد_كما نحسبه_ الشيخ أبو النور المقدسي _رحمه الله_:
“إذًا فالاستعمار البغيض، والصهيونية العالمية، والصليبيّة الحاقدة، والشيوعيّة الملحدة، وعملاؤهم من أبناء الطابور الخامس في هذه الأمة كلهم متحدون، وكلهم متعاونون، وكلهم متفقون على طمس منار الإسلام وتحويل الأجيال المسلمة إلى أجيال ملحدة كافرة تجحد المبادئ والقيم التي نادى بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحمل لواءها الجدود البواسل، والكرام الأشاوس”.

الشيخ عطية الله: مارسوا على أمتنا الإسلاميّة ما لو صُبَّ على الجبال لاندكت من أساليب المكر والفتنة، ومن مشاريع التفسيق والإفساد، وذلك من خلال وسيلتي الشهوات والشبهات.
أما الشهوات فحدِّث ولا حرج من إغراق الجيل في لذائذ الفن، والرياضة والفرجة وثقافة اللهو، عبر استعمال المرأة والصور، وثقافة المتعة واللذة والعياذ بالله، وسائر وسائل تحريك الشهوات والغرائز بدون حدود، وقتل الفضيلة والمروءة، وإماتة خلق الحياء.
وأما الشبهات فاصطنعوا لذلك طوابير من المثقفين على طريقتهم، والراضعين من لبانهم، والعلمانيين الكافرين بالدين والزنادقة بوسائل متعددة مثل الابتعاث من أيام الخبيث محمد علي وإلى الآن ، وبالجوائز والتحفيزات والتعاون الثقافي والمنح الدراسية والاستشراق وغيرها فضلاً عن وسائل الثقافة الشعبية الجماهرية التلفاز والراديو والصحافة وغيرها، بل والمناهج التعليميّة وما قصة دانلوب الإنجليزي واضع المناهج الدراسيّة في مصر عنا ببعيدة”.

المعلق: رغم كل هذا العداء الذي يكنه الغرب الصليبيّ الحاقد لأمة الإسلام والذي تجلَّى في عقود من الغزو العسكري والفكري، فلم يكن معظم المسلمين يدركون أن عدوهم الحقيقي هو الغرب الصليبي وحلفاؤه من بني جلدتنا.

الشيخ أبو يحيى الليبي: “من المعلوم أن الشرع قد أمر بمخالفة المشركين عمومًا، واليهود والنصارى خصوصًا، وحضَّ النبي صلى الله عليه وسلم على اعتزالهم والابتعاد والتمايز عنهم، وقد عرَّفنا الله تعالى بحقيقتهم وشدة عداوتهم وما يبطنونه من الحسد والحقد حتى نحذرهم ونكون على يقظة من أمرهم، ولكن للأسف ونتيجة للمجهود الضخم الذي بذله الكفرة في تضليل المسلمين، وتمييع حقائق الإيمان في قلوبهم وأذهانهم فقد ذابت مع كثرة المخالطة والممازجة والتداخل الإعلامي الواسع، معظم الفوارق بين المسلم والكافر، والتي كان على المسلمين أن يعرفوها ويحافظوا عليها ويتميَّزوا بها حتى لا تختلط سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فاستطاع الكفرة من خلال ذلك النفوذ إلى كل ما أرادوا أن تصله أيديهم من أمور الإسلام وعقائده ليفسدوها ويحرفوها ويتلاعبوا بها، وهم آمنون من إثارة المسلمين أو انتفاضتهم ضدهم ووقع الفساد الكبير الذي حذَّر الله منه”.

المعلق: ولتحقيق هذه الأهداف الخطيرة تحالف الغرب الصليبي مع طغاة العالم الإسلامي، الذين قاموا بدورهم فجيشوا طابورًا من المثقفين والمفكرين والإعلاميين وعلماء السوء والفنانين للإشراف على نشر الأفكار الهدامة، والتحريض على الرذيلة والتصويغ للإلحاد والتلاعب بالشرع وغرس أسباب الكسل والخمول في صفوف المسلمين، فجاءت الغزوات المباركة على أمريكا لتكشف القناع عن الوجه الحقيقي للغرب الصليبي بقيادة أمريكا، ولتزيل الغشاوة عن أعين المسلمين الذين أدركوا حقيقة عدوِّهم.

الشيخ أبو يحيى الليبي: “جاءت هذه الصحوة الجهادية المباركة العامة والعارمة لترد الأمور إلى نصابها، وينقسم العالم بعدها إلى معسكرين متميزين، ويتقابل الفريقان بدعوتين متباينتين، لا يكاد يلتبس أمرهما على أحد، وانفضح الغرب الجشع المتوحش الذي طالما موَّه بشعارات حقوق الإنسان، ودعاوى المساوات والحرية والحضارة، وأصبح مجاهرًا بمحاربة الإسلام صراحة، ووجه وسائل إعلامه من القيام بمهمة التلبيس والتمويه والتضليل إلى العداء الصريح والمواجهة المكشوفة، والطعن المباشر في الدين، ومقدساته، فصار بذلك يقف عاريًا مفضوحًا في ساحة المواجهة، لا يخفى أمره على أحد، وهذا التمايز من أعظم المقاصد الشرعيَّة، وهو أول الخطوات لتحصيل النصر، وبلوغ التمكين كما قال الله تعالى: (وكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتَ وَلِتَسْتَبِيْنُ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين).

المعلق: وكان من الآثار المباركة للغزوات على أمريكا أن جرَّت الدولة المارقة أمريكا إلى حربٍ مكشوفةٍ واضحة مع أمة الإسلام تمثلت في أجلى صورها في العراق، فما كان من أثر ملحمة العراق العظيمة أن كشفت القناع عن الوجه البغيض والحقد الدفين للشيعة الروافض على أهل السنة، فراحت فئام كثيرة منهم يتحالفون ويتعاونون مع العدو الصليبي الغازي، وما أن وجدوا الفرصة للتنكيل بأهل السنة إلا تقحَّموا في بشاعتها.

((مقطع لبرنامج فيه:

اتصال بصوت أحد أهل السنة من بغداد: أناديكم من بغداد، من ذا الذي أصابك يا بغداد بالعين؟ ألست كنت يومًا قرة العين، أنا أناديكم من العراق..

يا خليلي هل في مصر عينٌ حزينةٌ تبكي على بغداد لعلي أعينها؟!

يا شيخ محمد أنا كنت معتقلاً عند آلاف من أهل السنة رجالاً ونساءً، وحملوني أمانة قالوا: لو نَفِذ من أهل الإسلام من ينصرنا استنجد بروسيا، استنجد بأيّ إنسان ينقذنا، حملت نساؤنا سفاحًا في السجون، قتل أهل السنة، حلقت اللحى يا شيخ، وضعت في أدبار الشيوخ، طلب مني أن أحكي نكتة على أمي عائشة، وعلى أبي بكر فأبيت فأبيت، فبصقوا في وجهي، ووضعوا النجاسة على لحيتي، انقذوا أهل السنة، وا إسلاماه، حملت نساؤنا سفاحًا، انقذوا أهل السنة، انقذوا أطفال أهل السنة، جعلونا في الشوارع، حرقونا لأن اسمي عمر، وبكر ..)).

الشيخ أبو عمر البغدادي: “حزب الدعوة، جيش المهدي ثلاثي عقدي خطير تربى في أحضان المدرسة الخمينيّة الثوريّة الرافضية، والتي تحمل عداءً وحقدًا قلّ نظيره لكل ما هو سنيٌّ أولاً، وعربيٌّ ثانيًا كرسته فنون الحرب العراقية الإيرانية والدعم الرسمي للنظام البائد، جاء هذا الثلاثي إلى الحكم بخطة خطيرة، تحمل هدفًا استراتيجيًّا بعيدًا يتم التوصل إليه بأهداف مرحلية تكتيكية، أما عن هدفهم الأساسي والذي يسعون إليه بكل قوة، هو أن يصبح العراق دولة رافضيّة، يعيش فيها على حد زعمهم أقليات عرقية ودينيّة على غرار إيران الرافضية الخمينيّة، ويسعون لذلك بكل وسائل الحيل والخدع والمكر التي اشتهر بها الفرس عبر تاريخهم، والتي تميز ثقافة السياسة الإيرانية المجوسية اليوم”.

المعلق: ويأبى الله إلا أن تتمايز الصفوف فكانت الأحداث التي تلت الغزوات على أمريكا امتحانًا عظيمًا للأمة عمومًا وللعلماء والدعاة وطلبة العلم خصوصًا، فوفق الله الصادقين منهم وهم كثير ولله الحمد _نحسبهم كذلك والله حسيبهم_ للثبات على الحق والوقوف بجانب المجاهدين وتوجيههم وتأييدهم، والتصدي معهم للحملة الصليبيّة الجديدة، وتفنيد وتبديد الشبهات التي تثار لترويض الأمة.

قال الشيخ أبو الوليد الغزي الأنصاري _حفظه الله_:
“فإن هذا الدين العظيم دين به الحياة، ولا بد لبقائه حيًّا في الأمة، أن يتحرك به حملته لمواجهة أعداء الله تعالى، وهو دين يقارع البيان بالبيان والسنان بالسنان، وإنما أنزله الله تعالى لأجل ذلك نورًا وهدى للناس، وكلما ازداد أعداء الله تعالى به تربُّصًا وكيدًا، كلما سخَّر له من الذابين عنه المجاهدين في سبيله ممن يظهر الله تعالى الحق على أيديهم وينصرهم به وينصره بهم، ولا شك أن هذه الحركة التي هي ماء الحياة وروحها، هي البيان العملي والتحقيق الواقعي لما أمر الله به من توحيده والكفر بالطاغوت والإيمان بالله وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، والحب في الله والبغض فيه، ونصرة المستضعفين وإغاثة المظلومين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهجرة والإنفاق والإيثار وكلها معانٍ تحتاج إلى توفيق الله تعالى بمعيَّة الله لعبده كما قال عز وجل في آية العنكبوت السابقة: (وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِين)”.

قال الشيخ أبو محمد المقدسي _حفظه الله_ في رسالة بعنوان: (رمضان شهر الانتصارات والتغيير): “نعم، إنها أيَّام حاسمة، انقسم فيها الناس إلى فسطاطين، وفتح الله تعالى بها لأهل الإسلام صفحة جديدة ستغيّر بمشيئته تعالى واقعهم المرير الذي رسفوا في أغلاله عقودًا فلا يجوز للمؤمن أن يخذل دينه، أو أن يبقى سلبيًّا لا دور له في نصر الدين في مثل هذه الأيام الحاسمة.

قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا) الحديد/10.
وتلك حروبٌ من يغب عن غمارها * * * ليسلم يقرع بعدها سنَّ نادم فعلى كل مسلم أن ينهض بنفسه إلى مصاف أنصار الدين وأن ينحاز إلى صفهم، ويلحق بقافلتهم حيث كانوا، وأن يرقى بأعماله وتطلعاته إلى قدر المسؤولية العظيمة الملقاة عليه، والواجب المتحتم تجاه دينه، بالسعي لنصره بالغالي والنفيس، فدينه لا غير هو المستهدف من الأعداء شاء أم أبى.
قد هيَّؤوك لأمرٍ لو فطنت له * * * فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ”.

قال الشيخ الدكتور سعيد بن زعير _فرَّج الله عنه_: “جاء أيضًا في حديث البابا حديث عن سيف الإسلام وأنه نشر الدين بالسيف، وأنا أقارن بين سيف الإسلام وسيف الصليبيّة: سيف الإسلام هو الذي حضَّر أسبانيا، وسيف الصليبيّة هو الذي أقام محاكم التفتيش في أسبانيا. سيف الإسلام هو الذي أوجب الدفاع عن النفس، وسيف الصليبيّة هو الذي دمَّر هيروشيما وناجازاكي، وسيف الصليبيّة بقيادة التحالف الغربي هو الذي دمَّر أفغانستان والعراق وأهلك الحرث والنسل، وأشعل النار في كل مكان، ولا يزال البابا بمثل هذه التصريحات يصُبُّ الزيت على النار”.

المعلق: وكان ثمن الوقوف مع الحق سيلاً من التضحيات والابتلاءات تحمَّلها وقدَّمها أولئك العلماء، وهم ثابتون على الحق لم يُغيِّروا ولم يُبدِّلوا، نسأل الله لنا ولهم الثبات.

قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني _فك الله أسره_: “إن أعظم النعم التي يحياها إخوانكم هنا هو ثقتهم بالله وثقتهم بهذا الدين ومنهج الجهاد الذي حقق من الخير لأمة الإسلام ما لو بذل الدعاة مئات السنين لم يصلوا إليه، لقد تجلت معاني الولاء والبراء في أجل معانيها بين المسلمين والمشركين، لقد أظهر الله كفر الكافرين وحقدهم وكذبهم بما لا ينكره إلا زنديق أو أعمى، لقد ازدادت صلة إخوانكم بالله طاعة ودعاء وإخباتًا.
هم يقيدون أجسامنا فقط لكن أرواحنا أقوى من سجونهم وكلمات الحق التي نقولها عصيَّة عن قيودهم، لم تكن الأجسام يومًا معيار النصر والهزيمة، بل معيار الحق وعلوه هو الميزان الذي يحكم به، كنت أتمنى أن أفصِّل أحوال إخوانكم هنا في السجون واحدًا واحدًا لكن الحال والوقت لا يتسع، ولكن اعلموا أن الأمر أكبر من الوصف وأن المعاني أوسع من أن تحيطها الكلمات، وأرجو من الله أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه بعض ما رأيت وعاينت وشعرت ليكون وقودًا للأمة الإسلاميَّة وللمجاهدين، فلا يصيبهم اليأس أو الحزن بل ليواصلوا الطريق فإنها طريق الأنبياء والأولياء حقًّا وصدقًا، فإن المجاهدين وأحبتهم لو رأوا بعض ما رأينا هنا لعلموا أيُّ نصر يتحقق كل يوم على أيديهم، وذلك بفعل جهادهم وثباتهم، فإيَّاهم أن تخدعهم الأخبار الكاذبة المزورة أنهم سبب سجن الناس وعذابهم، بل والله هم الرحمة المهداة لأهل السجون كما لغيرهم من أهل الأرض”.

المعلق: وفي المقابل انتكس عددٌ من المنتسبين لحقل الدعوة، والتحقوا بصف علماء السوء، مشكلين بذلك خط دفاع عن الحكام المرتدين، ببث الشبهات ضد المجاهدين والتنقيب عن الأعذار والمخارج الفجّة للطغاة المتجبرين، واجتهدوا في التخذيل والتثبيط عن الجهاد، والغمز والطعن في كل من يرفع راية الجهاد وينفر إلى ساحاته.

عائض القرني: “أنا أولاً أشكر الرئيس الرمز الوطني الرئيس بوتفليقة الرئيس الجزائري فمشروعه الذي تبناه وقام به، ونماه ونشره هو المشروع الصحيح وأنا أبارك له هذه الخطوة”.

مقطع آخر لعائض: “فقصدي أن المعلومة تصل وأن الحوار يصل، فكيف إذا كان من قناة رائدة مثل العربية”.

مقطع ثالث له: “هذا البرنامج نجح والحمد لله بشهادة القاصي والداني وآتى أكله وثماره اليانعة والآن أصبح العالم حتى بشهادة أكبر دولة في العالم أمريكا، شهدت لهذا البرنامج أنه نجح، وتريد كثير من الدول أن تنقل هذه التجربة السعودية”.

العبيكان: “نحن نقول هنا لا راية لأهل الفلوجة، لا راية لأنه هناك حاكم هو ضدهم، وهم يفتاتون عليه، وأيضًا لا قدرة..

– اللي هو الحكومة العراقية المؤقتة؟

العبيكان: نعم، وهي حكومة صحيحة”.

الشيخ أيمن الظواهري: “بادري يا أمتنا المسلمة للجهاد فإن الحكومات قد خانت، والهيئات قد تخاذلت، وهذا عصر جهاد الأمة، لا تنتظر أيُّها المسلم الحريص، على نصرة الإسلام إذن زعيم تنظيمك، ولا مفتيك القاعِدَيْن عن الجهاد، فإن من لم يجاهد لعقودٍ في شبابه لن يجاهد بعد أن بلغ من الكبرِ عِتِيًّا”.

المعلق: لم يُلقِ المجاهدون بالاً لدعاة التثبيط والتحبيط، وواصلوا جهادهم متوكلين على خالقهم ومولاهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، فوفقهم الله لإفشال المشروع الصهيوصليبي في المنطقة، والذي كانت أهم أهدافه السيطرة على معقلٍ بلاد الإسلام، وتشكيل ما أسموه بالشرق الأوسط الكبير، للتحكم في أكبر مخزون للطاقة في العالم، والتمهيد لقيام دولة إسرائيل الكبرى، من النهر إلى النهر.

هذا المشروع الذي أشرف على التخطيط له، مجموعة من المحافظين المتنفذين في إدارة بوش السابقة.

الشيخ عطية الله: “الأمور كلها تجري وفق تقدير الله وعلى سنته في خلقه، والقضايا حلقات في سلسلة يؤدي بعضها إلى بعض، المحافظون الجدد أين كانوا ومن أين جاءوا؟ أليسوا هم رد فعل على صحوة أمتنا الإسلاميّة، وتحوُّل العلاقة بيننا وبينهم إلى التمحور حول الدين؟

بلى، ولذلك فعندما تتحول المعركة إلى معركة دينيّة بالأساس، فنحن أهل الإسلام الغالبون بإذن الله، لأنهم إنما غلبونا وقهرونا عندما أبعدونا عن الدين وعندما خدعونا عقودًا وقرونًا بإيهامنا أن الحرب على غير الدين، وإنما هي خلافات سياسية واقتصادية وما شابه، فأبعدوا الدين عن المعركة وهكذا فعلوا في فلسطين.

ومحافظو بوش هم انعكاس لهذا التمحور، فحربهم دينيّة كما قال الله تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم حَتَّى يَرُدُّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وهم كانوا سيشنون الحرب علينا بدأناهم أم لم نبدأهم، لأنهم عرفوا أننا استيقظنا وصحونا من سباتنا، وأننا قادمون، ولهذا كان من الحكمة أن يبدأهم المجاهدون حيث قدروا، وأمكنتهم الفرصة”.

المعلق: ولم يقتصر هذا التوجه العدائي للإسلام والمسلمين على محافظي أمريكا فقط، ولكنه امتد ليشمل المعسكر المحافظ في العالم الغربي قاطبة، وتجلى ذلك بوضوح في مجريات غزو العراق.

الشيخ عطية الله: “وفي حربهم على العراق كان الأمر في غاية الوضوح، فانظر معي؛ إن كل الدول الغربية المشاركة في التحالف الصليبي في العراق تقودها قوىً وحكومات محافظة، بل حتى المحافظون عندما كانوا في المعارضة أيَّدوا الحرب، ألمانيا مثلاً فأنجيلا ميركل وحزبها أيَّدوا الحرب على العراق والمشاركة فيها وهم كانوا في المعارضة وقتها، وخسروا في الانتخابات لكنهم أرادوا إظهار التمسك بالمبادئ، تصور أنجيلا ميركل هذه وحزبها كانوا في المعارضة وكانوا على وشك انتخابات ومع ذلك أيَّدوا غزو العراق والمشاركة في الحرب، وبالمناسبة هم الآن على وشك انتخابات عامة جديدة وهم في مفترق طرق وقد أنذرهم المجاهدون ومنحوهم الفرصة لعلهم يرجعون، كما بين ذلك أخونا الحافظ أبو طلحة الألماني _ حفظه الله ووفقه_، والبرهان العجيب أن المحافظين في بريطانيا وكانوا في المعارضة يومها أيَّدوا الحرب، وبهم استطاع بلير وهو عمالي تحالف لتدينه مع بوش والمحافظين الجدد في أمريكا أن يدخل الحرب، رغم أن شأن المعارضة في أنظمتهم أنها تعارض، لإضعاف الحكومة ، لكن لما تعلَّق الأمر بمبدأ وعقيدة أيَّدوا الحكومة ويوضِّح ذلك أيضًا أن الحكومات غير المحافظة لم تشارك في حرب العراق مثل ألمانيا بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي يومها، وكندا والسويد وبلجيكا، وهذه دلالة مهمة جدًّا ليت أن بعض الإخوة في مؤسساتنا الإعلاميّة الجهاديّة الطيبة على الانترنت يشبعها بحثًا واستظهارًا، والحمد لله فإننا نرى اليوم فشل مشروع المحافظين الجدد، حتى في أمريكا نفسها فمن تراجعاتهم وانتكاساتهم الفكرية والاستراتيجيّة إلى فضائحهم المتعددة إلى خسارتهم في الانتخابات ونبذ الجمهور الأمريكي لهم”.

المعلّق: ومن آخر الانتكاسات التي منيت بها إدارة بوش المجرمة هزيمة سياسية نكراء.

الشيخ يحيى آدم غدن: “لقد كان بوش الابن يأمل أن ينعته التاريخ بالرئيس المحارب الذي شنَّ سلسلة من الحملات الصليبيّة الناجحة على الإسلام والمسلمين، ولكن على النقيض من ذلك لم تكن حملاته الصليبيّة فاشلة فحسب بل سوف يذكره التاريخ بأنه أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا، ومجرم الحرب الذي غادر الرئاسة وهو يتمتع بأقل نسبة تأييد من بين جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأنه غادر الرئاسة وهو منبوذ حتى من قبل إخوانه الجمهوريين، الذين بفضل بوش ودعمهم له أصبحوا أقلية في مجلسي الكونجرس، ولكن السؤال المهم الآن هو؛ هل سيتعظ أوباما والديمقراطيون من أخطاء سابقيهم، أم أنهم سيكررونها حتى يغادروا الزعامة مثلهم، متسمين بالذل والعار ولسوء حظ الديمقراطيين ومن خلال استقراء سبعة أشهر ونصف منذ تسليمهم قيادة السفينة الأمريكية المنكوبة، فإن التخمينات المستقبلية لا تبدو لصالحهم.

المعلق: تولى الديمقراطيون الحكم، فبحثوا في أسباب هذه الأزمة الكارثيّة التي تعيشها أمريكا فوصلوا إلى نتيجة أن السبب الرئيس هو أن عداء أمريكا للإسلام والمسلمين أصبح يدركه عوام المسلمين قبل خاصتهم، فبدأت مراكز أبحاثهم تنقب عن الحلول التي تخرجها من هذه الأزمة، ولكن كعادتهم دائمًا فإنهم يتبنون حلولاً ترقيعيّة بدل الحلول الجذريّة.

الشيخ أيمن الظواهري: “مضى بوش بحمد الله بعد هذه السنوات فاشلاً إلى مزبلة التاريخ، وجاءت أمريكا بوجه جديد مخادع، يبتسم بينما يغرس في خاصرتنا نفس الخنجر الذي طعننا به بوش وأسلافه من صليبي أمريكا وأوروبا والغرب، ولكي يستمر أوباما في خداعه ليمرر جرائم أمريكا ولتستمر الطغمة الحاكمة في سوق شعبها إلى القتل والإفلاس من أجل إشباع نهمهم الذي لا ينتهي للأموال والمنافع لكي يستمر أوباما في كل ذلك لجأ لسياسية أسلافه من الكذب وبيع الأوهام”.

المعلق: وكعادة المخذلين الذين أصابهم الوهن حب الدنيا وكراهية الموت، فقط تزعم رائدهم عائض القرني جبهة الدفاع عن أوباما وتحسين صورته عند المسلمين، في الوقت الذي لا زال جيشه يحتل جزيرة العرب والعراق وأفغانستان وتصب طائراته حممًا من القنابل على رؤوس أبنائنا وأمهاتنا ومجاهدينا في العراق وأفغانستان وغزة، ولكن إن لم تستحِ فاصنع ما شئت.

وهذه مقتطفات من مقال له بعنوان: (أهلاً وسهلاً بباراك أوباما)؛ يقول: “ولقد أتانا رئيس أعظم دولة في العالم إلى دارنا وقال لنا قولاً لينًا مع العلم أنه يتكلم من مركز قوة فهو ليس رئيس جامعة ولا مدير شركة ولا عميد كلية إنه صاحب القرار الخطير في العالم والشاعر العربي يقول: (لا تعاند من إذا قال فعل)، لقد اختار باراك أوباما مفردات خطابه بعناية فلم يجرِّح مشاعرنا بل تصرف في رحلته وخطابه تصرف أكبر مسؤول في العالم، فهو بدأ بالرياض عاصمة مهد الإسلام، وثنى بالقاهرة ملتقى الحضارات وأم الثقافة العربية، ومد يده للعالم الإسلامي، وأيد دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان، فما هو اللائق بنا أمام هذا الموقف؟

إن على عقلائنا وصناع القرار فينا وأهل الرأي والقلم أن يجيبوه بخطاب رشيد سديد ملؤه الحكمة والرفق واللين، وأن يشكروه وأن يشجعوه على تنفيذ ما وعد، وأن يمشوا معه خطوة بخطوة، أما خطابات التنديد والوعيد وسوء الظن به استهجان ما قال فهو منطق فجّ أهوج أعوج.

واختتم مقاله بقوله: نقول لباراك أوباما وش ها الساعة المباركة يا أبو حسين!”.

د.محمد الأحمري _مفكر إسلامي_: “وأيضًا استخدم لغة المدح وكذا، وعند العرب مثل يقول: (أمدح البدوي وخذ ملابسه، خذ ثيابه)، فبالتالي المدح هذا يجعل الناس مرتاحين لكن في النهاية هي لمصلحة غالبًا ليست مصلحتهم ، لاحظ مثلاً خطاب أوباما اشترك في نقاشه مجموعات من اليهود قبل إلقائه إلى درجة إنهم استطاعوا أن يستبعدوا منه كلمة العالم الإسلامي وأبعدت من النص.

الحقيقة أن هناك فكرة من قبل أن يصل هو أو قبل أن يصل الحزب الآخر على ضرورة تغيير لغة الخطاب في التعامل مع العالم الإسلامي وتغيير لغة الخطاب بمعنى؛ سياق من المدح، سياق من الاعتراف، حتى يستطيعوا بعد فترة أن يحلُّوا مشكلتهم من خلال إشراك المسلمين بعضهم ضد بعض لحل هذه الإشكالية كما حصل قديمًا مثلاً في مشكلة أفغانستان قديماً العرب والمسلمون ساعدوا بشكل كبير في هذا الوضع يحتاجون الآن إلى لغة جميلة للعالم الإسلامي حتى يشاركهم في حل مشكلة خاصة في باكستان وفي أفغانستان”.

المعلق: إن الذي يحكم أمريكا هو تحالف سياسي مالي يترأسه أرباب الشركات الكبرى، ومصالح هذا التحالف لا تتغير وإن تغيرت الإدارة الحاكمة.

روبيرت بير عضو في السي آي إيه لأكثر من عشرين عامًا يوضح هذا الأمر ويوضح معه الفساد الممنهج للإدارات الأمريكية المتعاقبة في شراء الذمم، وخاصة ذمم أمراء الخليج.

– إنك كنت راشيًا.

روبيرت بير _عضو سابق في ال سي آي إيه_: أجل كنت أرشو مختلف أنواع الناس فمن أجل ذلك كنت أتلقى راتبًا وعلى ذلك تدربت، خلال 21 سنة قضيتها موظفًا في السي_آي_إيه، صرفت ملايين الدولارات في سبيل تقديم الرشاوي للمسؤولين الحكوميين والأمراء الخليجيين وشراء البغايا لأمراء الخليج.

– هل كنتم تتنافسون مع شركات متعددة الجنسيات مثلاً؟

روبيرت بير: نعم، تلك الشركات هي التي كنا نتنافس معها، لأن بإمكانها دفع المبالغ الضخمة حقًّا، علينا أن نواجه الحقيقة؛ وهي أن السي آى إيه كانت تقامر بمبالغ صغيرة في هذا المجال، وكان بإمكان الشركات الكبرى أن تعرض ثمنًا أعلى في أي يوم من الأيام.

المعلق: هذا التواطؤ على الفساد ونهب ثروات الأمة يبرز وبشكل صارخ في صفقة اليمامة، والتي لا زالت خيوطها تتكشف كل يوم.

كان بيتر غاردنر وكيلاً للسفر الفاخر يعمل في لندن عندما وقعت صفقة اليمامة، وكان أحد زبائنه ابن عم الأمير بندر الأمير السعودي تركي بن ناصر، الذي كان نائب قائد السلاح الجوي الملكي السعودي، المسؤول عن تصريف أمور عقد اليمامة.

بيتر غاردنر: كنت أرى نمط حياة الأشخاص يتحسن بشكل كبير جدًّا أثناء تلك الفترة.

– أتقصد الأمير تركي بن ناصر؟

بيتر غاردنر: أجل، لقد تغير نمط حياته بشكل كبير.

– فجأة ازداد عدد طائراته أو عدد قصوره؟

بيتر غاردنر: نعم كان هناك تعمير طويل المدى جارٍ في مدينة بيفرلي هلز، كما ظهرت بعض الطائرات الجميلة، بالإضافة إلى يخت جديد، فلم يعد هناك ضيق مالي.

– لم تكن أسرة تركي بن ناصر فقط هي التي تستفيد، بل عندما تزوج ابن تركي بن ناصر ابنة بندر بن سلطان، كانت وكالة سفر غاردنر هي التي رتبت لهما رحلة شهر العسل العالمية المسرفة التي استغرقت شهرين.

بيتر غاردنر: إني رتبت الأمور قبل الزواج، كانا يعلمان بالضبط الجهات التي يرغبان فيها، أرادا سنغافورة، ثم بالي، ثم هاواي.

– ومن تحمَّل التكاليف المالية لشهر عسل ابنة الأمير بندر؟

بيتر غاردنر: لقد تحملتها شركة الطيران البريطانية.

– ألم تسأل يومًا: (لماذا شركة الطيران البريطانية تعوضني، وليست العائلة الملكية السعودية هي التي تدفع)؟

بيتر غاردنر: بلى، أنا فتحت الموضوع مع الشركة، وقالت لنا دائمًا إن هذا العقد عقد سري للغاية بين حكومتين.

– عقد بين حكومتين؟ لتوفير خدمات السفر وشهور العسل، وسيارات رولز-رويس وما شابه ذلك؟

بيتر غاردنر: نعم، إنه أمر غير عادي ولم أر مثله لا قبل ولا بعد، لقد كان أمرًا فريدًا من نوعه.

المعلق: لكن الذي كان له نصيب الأسد في هذه الصفقة؛ هو مُوقّعها سلطان، الذي كانت تحوَّل الأموال له إلى بنوك سويسرا.

وأما ابنه والمسؤول الأول عن عقد هذه الصفقة فقد حوِّل إلى حسابه في واشنطن مليارات دولار كعمولة لمساهمته في عقد الصفقة.

ديفيد لي _ رئيس قسم التحقيقات، صحيفة الغارديان_: “تعترف شركة الطيران البريطانية بأنها أهدت للأمير بندر طائرة أيرباس جديدة، وقد أمر بندر بصبغها باللونين الأزرق والفضي، وهما لونا فريقه المفضل فريق دالس المسمى: (رعاة البقر)، ويستخدمها منذ ذلك الحين للسفر حول العالم.

المعلّق: ولما سُئِل هذا السفيه المرتشي عن استفحال الفساد في عائلة آل سعود الحاكمة أجاب بكلام لعل الشيطان يستحيي من قوله:

“ما أحاول أن أقول لك، وماذا إذن؟ نحن لم نخترع الفساد، الفساد موجود منذ آدم وحواء، أعني كان آدم وحواء في السماء وفعلوا (HANKY-PUNKY) _كلمة تعني الاحتيال أو الزنا_.

فأجبروا على النزول إلى الأرض، إذن هذه هي طبيعة البشر، ولكن نحن لسنا بالسوء الذي تظنونه”.

المعلّق: إن هذه النماذج الفاسدة من الحكام التي أهلكت الحرث والنسل هي التي يرضى عنها الغرب، ويدعمها لأنها تساعده على نهب خيرات الأمة الإسلاميّة وقمع أبنائها المتمردين على طغيانها، وهذا جيمي كارتر الرئيس الديمقراطي السابق وأحد المؤيدين الكبار لأوباما يكيل المديح لبندر السفيه:

– هل تعرف الأمير بندر؟

جيمي كارتر _ رئيس ديمقراطي سابق_: “بطبيعة الحال أعرفه جيدًا.

– كيف تصفه؟

جيمي كارتر: إنه دبلوماسي ماهر، وبصفته صديقًا لي فقد رافقني في رحلة صيد طائر السماني، وعندنا في الجنوب أن أبلغ ما يمكن أن تتقرب به إلى شخص هو أن تدعوه إلى صيد السماني معك؛ فبندر صديق حميم لي”.

المعلق: ومع ما يدعيه الغرب من نزاهة واحترام للقوانين فقد ضربوا عرض الحائط بكل هذه المبادئ، وأوقفوا التحقيق في فضيحة صفقة اليمامة، لأن بندر حمل رسالة من أبيه إلى بلير؛ يهدده فيها أنه إن لم يوقف التحقيق فسينهي آل سعود تحالفهم مع الغرب في محاربة الإسلام والمسلمين أو ما يسمونه بالحرب على الإرهاب.

صحفي يوجه سؤال للرئيس البريطاني بلير أثناء لقائه مع بوش: هل كنت تعلم أن حكومتك تبرم دفع مبالغ مالية إلى أحد أصدقاء الرئيس بوش كجزء من نظام شركة الطيران البريطانية للرشاوى؟ وهل هذا السبب الذي دفعك إلى وقف التحقيق في تهم الاحتيال؟

بوش: أنا سعيد بأن السؤال وجه لك ولم يوجه إليّ.

بلير _ رئيس بريطانيا سابقًا ورئيس الرباعية حاليًّا_: فيما يتعلق بالنقطة التي أثرتها معي، دعني أوضح شيئًا، لا أعتقد أن التحقيق كان سيؤدي إلى شيء، غير تدمير علاقة استراتيجيّة وحيويّة بالنسبة إلى بلادنا، خصوصًا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، وفيما يتعلق بالمصالح البريطانية هناك، علاوة على أننا كنا سنخسر آلاف الوظائف البريطانية.

المعلّق: ومباشرة بعد إيقاف التحقيق في هذه الفضيحة جاءت زيارة عبد الله برفقة بندر لبريطانيا ليطمئن تمامًا على مجريات إيقاف التحقيق، ويجدد في مقابله الالتزام بمحاربة الإسلام والمسلمين! وتسخير المزيد من ثروات الأمة، لتوفير المزيد من فرص العمل لأبناء بريطانيا الصليبيّة!

إليزابيث _ملكة بريطانيا_: وكذلك ما زلنا نتعاون ضد الإرهابيين، الذين يهددون نمط حياة مواطنينا في كلتا الدولتين.

المعلق: ولاستمرار هذا التحالف بين الغرب الصليبي بزعامة أمريكا وحكومة آل سعود، كانت أول دولة عربيّة يزورها أوباما هي مملكة آل سعود، لتأكيد أهمية دور حكومة الرياض لمحاربة الإسلام و نهب ثروات المسلمين ..

وهذا خلافاً لما كان يدعيه أوباما في حملتة الانتخابية أنه سيقلل من اعتماد بلاده على الحكومات المستبدة في المنطقة الشيء الذي يظهر أن ما كان ينادي به أوباما من تغيرات لم تكن سوى شعارات جوفاء لكسب أصوات الناخبين الأمريكان الناقمين على إدارة بوش.

أما وعوده بغلق معتقل جونتانامو وغيره من السجون السرية فبدأ يتراجع عنها واحدة تلو الأخرى؛ بل أمر بتوسيع معتقل باجرام الذي تتحاشى وسائل الإعلام المتآمرة التطرق للأوضاع فيه والتي هي أسوأ من جونتانامو ..

الشيخ أبو يحيى الليبي: “إن قضية السجون الأمريكية أعمق وأوسع من حصرها في سجن جونتانامو، فهناك شبكة أو لنقل غابة من السجون السرية وحتى العلنية التي ما زالت أمريكا تعتقل فيها المئات من المجاهدين بل وحتى منهم المسلمين داخل أمريكا وخارجها, ثم نحن لسنا ممن يقيس الأمور بالميزان أو النظرة الأمريكية، ولسنا ممن ينساب وراء تأثيرات دعاتها ودعاياتها، وإنما لنا تقويمنا الشرعي الخالص، فديننا يأمرنا بفك الأسير المسلم من أيدي الكفار كائنًا من كان، وفي أيِّ سجن كان سواء في سجن أفغانستان أو العراق أو أمريكا أو جوانتانامو أو غيرها من غابة سجونهم السرية الذي اعتادوا نقل السجناء منها وإليها في رحلاتهم الخفية، ثم هو يزعم أوباما يزعم أنه سيغلق سجن غوانتانامو في نفس الوقت الذي تقوم قواته المحتلة في أفغانستان بتوسيع سجن باجرام، وبناء قطاع ضخم وخاص في بول تشرخي والذي تم بالفعل نقل عدد من إخواننا السجناء في غوانتانامو إليه!”.

المعلق: ومن انتكاسات أوباما إعطاؤه الحصانة بعدم المتابعة لجلادي السي آي إيه الذين مارسوا ولا يزالون يمارسون أبشع أنواع التعذيب على أسرى المسلمين، إما بطرق مباشرة وهو ما اعترفت به السي آي إيه وحليفاتها أو بطرق غير مباشرة لتكليف عملاء بذلك، كما هو حال قتلة بلاك ووتر والعميل جاك.

( مقطع يعرض بعض صور الإجرام في تعذيب المسلمين)
المعلق: وادَّعى السفاح ديك تشيني أنه تم تحقيق نتائج كبيرة باستخدام أساليب التعذيب الهمجية من طرف الجيش الأمريكي وأجهزة استخباراته، هذه النتائج المذهلة تظهرها لنا اللقطات التالية:

احفروا البرميل ولا تسحبوه مباشرة، لا نعلم ما في البرميل، ولكننا على الأقل نعلم أن فيه شيء ما!

هذا بفضل قوة الغرق الوهمي.

إنه مجرد تراب!

المعلق: وتظهر لنا هذه اللقطات كذلك، تواطؤ قوات الإيساف مع المرتزقة القتلة، فهؤلاء الضباط من قوات التحالف، يسخرون

مؤلف: ايمن الظواهري
قسم: محاسن الإسلام
اللغة: العربية
الصفحات: 63
حجم الملف: 1.87 ميجا بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل إهداء إلى الأخ [ الجهادي ] :: تفريغ الإصدار المرئي المتميز ~ الغرب والنفق المظلم ~ pdf من موقع مكتبه إستفادة.