Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب أسلحة جين شارب تجتاح الوطن العربي بمسمي حرب اللاعنف pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب أسلحة جين شارب تجتاح الوطن العربي بمسمي حرب اللاعنف pdf برابط مباشر مجاناً

وصف أسلحة جين شارب تجتاح الوطن العربي بمسمي حرب اللاعنف pdf

 
في هذا الكتاب نبين كيف بدأت تتبلور فكرة حروب الجيل الرابع في أواخر الثمانينات بشكل أكاديمي، وذلك حين أقبل الكثير من المتخصصين في العلوم العسكرية بالولايات المتحدة البحث حول الجيل الرابع من الحروب ، وهذا الجيل مختلف تماما عما سبقه، فالجيل الأول وهو يعتمد علي القوة البشرية ، والجيل الثاني وهو يعتمد علي القوة النيرانية ، والجيل الثالث وهو يعتمد علي قوة المناورة ، وأما الجيل الرابع ويعتمد علي قوي العقل.
كما ذكرنا في كتبا السابقة أيضاَ كيف بدأت تتبلور فكرة حروب الجيل الرابع في أواخر الثمانينات بشكل أكاديمي، وذلك حين أقبل الكثير من المتخصصين في العلوم العسكرية بالولايات المتحدة في الكتابة حول الجيل الرابع من الحروب، وذكرنا أنه لفهم طبيعة هذه الحرب لا بد من أن نفهم بأن هناك جيل أول وثاني وثالث قبل الجيل الرابع، ولا بد من نفهم من أن التصنيف يكون علي أساس التكتيك. فالجيل الأول ويعتمد علي التكتيك المباشر في استخدام السلاح بصورة مباشرة وصفوف من القوات، ثم تلا ذلك الجيل الثاني الذي استخدم فيه مدفعية البارود وكان نابليون بونابارت رائد هذه النوعية من الحروب، ثم تلا ذلك حروب الجيل الثالث ويعتمد علي أسلوب المناورات من التطويق والالتفاف، وكان الجيش الألماني هو البارع فيه.
أما الجيل الرابع من الحروب، هذا الجيل مختلف تماماً عما سبقه، فالجيل الأول وهو القوة البشرية ، والجيل الثاني وهو القوة النيرانية، والجيل الثالث وهو قوة المناورة، وأما الجيل الرابع ويعتمد علي قوي العقل، من خلال استخدام أسلوب حرب العصابات بصورة أساسية، وذلك لإقناع متخذ القرار السياسي للخصم بأن الأهداف الاستراتيجية التي يسعي لتحقيقها، إما أنه لا يمكن تحقيقها أو أنها مكلفة للغاية مقارنة بالفوائد المتوقعة من ورائها، وبالتالي فإنها تهدف إلي الهجوم المباشر علي عقول متخذي القرار للخصم، يساعدها في تلك تصميم حملات إعلامية تهدف لتغيير موقفه (1).
كما يهدف هذا الجيل من الحروب إلي تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية والعمل على انهيارها أمنياً واقتصادياً وتفكيك وحدة شعبها من خلال الإنهاك والتآكل البطيء للدول، وفرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو، وتحقيق نفس أهداف الحروب التقليدية )الجيل الأول – الثاني – الثالث) بتكلفة أقل (بشرية – مادية – ….الخ(.. كما تستهدف أيضاً تجنب مشكلات ما بعد الحرب ) الروح العدائية ضد الدولة العثمانية(. ويأتي ذلك في إطار تحقيق هدفين رئيسيين مها الدولة الفاشلة ، ثم الإكراه لتنفيذ إرادة العدو، وذلك تأكيداً لمقولة ماكس ماينورج في محاضرته الشهيرة إذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية وببطء مدروس، فسيستيقظ عدوك ميتا (2).
ومن أبرز سمات هذا الجيل من الحروب أنها ليست نمطية كحروب الأجيال السابقة، وتعتمد على التقدم التكنولوجي ولا تستخدم فيها الأسلحة التقليدية، بل الذهنية (القوة الذكية)، كما أنها تعمل على تحويل الدولة المستهدفة من حالة الدولة الثابتة إلي الدولة الهشة، وهي تستهدف الدولة بالكامل (بما فيها المدنيين) ، وتتسم أيضاً بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب، والسياسة، والعسكريين، والمدنيين، وتعتمد على مجموعات قتالية صغرية في الحجم وعلى شبكة صغيرة من الاتصالات والدعم المالي (3).
وفيما يتعلق بأساليب وأدوات حروب الجيل الرابع، فإن الإرهاب والتظاهرات بحجة السلمية تأتي في مقدمة هذه الأدوات، ويليها الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، والتمويل غير المباشر، لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية، أو متعددة الجنسيات، داخل الدولة بحجج دينية، أو عرقية، أو مطالب تاريخية، والتهيئة لحرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي، واستخدام محطات فضائية تكذب وتقوم بتزوير الصور والحقائق ( تمويل لمحطات أو الإعلاميين أو أصحاب المحطات)، ويستخدم فيها وسائل الإعلام التقليدية والجديدة (مواقع التواصل الاجتماعي) (4).
وأيضاً من بينها تطوير التكتيكات لاختراق وتجنيد التنظيمات داخل الدولة المستهدفة، والعمل باسمها وبغيرها من التنظيمات التي تأخذ الطابع المتطرف، واستخدام مرتزقة مدبرين، لتحقيق مخططات في الدول المستهدفة، بالإضافة إلي استخدام تكتيكات حروب العصابات، وعمل تفجيرات ممولة بطريق مباشر أو غير مباشر، والتمرد للأقليات العرقية أو الدينية، وضرب طبقات المجتمع بعضها البعض، واستخدام كل الضغوط المتاحة (السياسية والاقتصادية والجماعية والعسكرية… الخ)؛ مثل التلويح بقطع المساعدات، أو التهديدات الحربية….. الخ، واستخدام منظمات المجتمع المدني، والمعارضة، والعمليات الاستخبارية، وأخيراً استخدام العملاء في الدول المخترقة وتسليط الأضواء عليهم ومنحهم الجوائز العالمية، وتعتبر حروب الجيل الرابع المثلى هي التي تبدأ ولا يشعر بها أحد، وتستخدم القوة الذكية (Power Smart ) والتي تعتمد على التنوع الكبرى والاستخدام الذكي للقوة الناعمة والقوة الصلبة في تناغم عال مخطط طويل الأمد، حتي تستيقظ الدولة المستهدفة في النهاية وهي ميتة (5).
وحروب الجيل الرابع كما عرفها ماينورج هي عملية انهاك وتأكل ببطء لإدارة الدولة المستهدفة، تشبه عملية الهيروين، بغرض التحكم في إدارة هذه الدولة أو الوصول إلى نقطة تأثير في إرادة هذه الدولة، عن طريق زعزعة الاستقرار، واستهداف المرافق الاقتصادية، وخطوط المواصلات، والاستيلاء على بعض المدن عن طريق بعض الجماعات والميليشيات المسلحة، وضرب مؤسسات الدولة، ومحاولة تشويهها والاستهانة بها، وإضعاف وشل القدرات المعلوماتية لدى هذه الدولة من حيث الترابط والمراقبة والتحليل، موضحاً أن هدف حروب الجيل الرابع هو خلق دولة فاشلة، وإبطال مركز القرار، فإذا لم تتحكم الدولة في كامل إقليمها بأن هناك إقليماً يتحكم فيه كيان آخر غير الدولة، وهى مجموعة غير تابعة للدولة، وتتميز بالعنف ومسلحة، مثل حماس، والحوثيين، وظهور ميليشيات مسلحة مستقلة، وبذلك تخلق دولة فاشلة يستطيع العدو أن يتحكم ويقسم هذه الدولة بسهولة، مؤكداً أن حروب الجيل الرابع موجهة بالأساس للمدنيين؛ لأن العسكريين مؤهلون لعملية تحليل التهديدات ومواجهتها، وتحكمهم قواعد وضوابط صارمة في تسلسل هرمى لتنفيذ المهام والأوامر، والهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط هو مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وهناك سياسات وأفكار أمريكية وإسرائيلية، لاختراق الدول متفقة في كثير من أجزائها ومختلفة في بعضها الآخر، وتتباين من بلد إلي آخر، وتخضع للتغيير والتبديل في أرض الواقع، أو اتجاهات الرأي العام الأمريكي تجاهها، والسؤال الآن : ما هو النظام المخترق؟
النظام المخترق هو نظام يكون فيه أطراف من خارج المجتمع الوطني يشاركون بطريقة مباشرة وسلطوية مع أطراف وطنية في قرارات توزيع القيم ، أو حشد الدعم لأهداف يتبنونها (6). ويمكن أن نستشهد هنا بتقويم اثنين من الخبراء المحللين لسياسات الشرق الأوسط، حيث يقولان إنه الإقليم الأكثر اختراقا بين النظم الإقليمية الأخرى (7).والداعي إلي الاختراق عند الدول الرأسمالية الكبرى، علي حد قول أحدهما، هو النفط ، والصراع العربي –الإسرائيلي، وتفتيت القوي المحلية، وهي أسباب منطقية كافية تدعو إلي تدخل الدول الكبرى (8).
وهناك مؤشرات للاختراق، منه اختراق السلطة من خلال المستشار الخارجي في قطاع من القطاعات، أو المندوب الدولي في هيئات السلطة، واختراق المجتمع عن طريق ارتباط قوي سياسية معينة بقوي خارجية، واختراق النخبة الداخلية التي تتبني أهداف نخب خارجية (9).
وهناك ثلاثة أسباب تجعل الدولة قابلة للاختراق :الضعف الاقتصادي، والعجز العسكري، وافتقاد التماسك الاجتماعي، والحاجة إلي الاستعانة بالخارج، علاوة على أن هناك عاملاً مهماً، وهو هشاشة النظام السياسي الذي يجعل الدولة تطلب تأييداً خارجياً يحميها من انتقادات المنظمات الحقوقية الدولية ومحاسباتها، وربما من الثورات والانتفاضات الداخلية ، أو يعينها علي توريث السلطة لمن يشاء الحاكم.
وفيما يتعلق بالبيئة التمهيدية التي توفر الظروف الملائمة لعملية الاختراق، فنذكر منها: التهديد العربي، الدولة الإقليمية المركز، الإرث التاريخي والشركات المتعددة الجنسيات، والنخب العربية، الاختراق الخشن، الاختراق الإقليمي (10).
وهناك أدوات اختراق مساعدة ، نذكر منها التسميم السياسي political intoxication الذي يهدف إلي محاولة زرع أفكار معينة، أو قيم دخيلة، من خلال الكذب والخديعة، ثم العمل على تضخيم هذه القيم تدريجياً، لتصبح قيم عليا في المجتمع المستهدف. وعملية التسميم السياسي، بهذا المعنى، مرحلة من مراحل المعركة مع الخصم أو مقدمة لمعركة قادمة، وهي تستهدف تبديل القيم أو التحلل من قيم معينة بشكل تدريجي وغير مباشر. والأخطر من كل هذا أن التسميم لا يمارسه العدو مباشرة، وإنما يتم استعمال نخب فكرية وثقافية وفئات مختارة لتُنقل لها – في مرحلة أولى – الأفكار الدخيلة، ثم تُترك هذه النخب والفئات – في مرحلة ثانية – لتنقل تلك الأفكار إلى الجماهير من خلال أدوات الدعاية والإعلام المختلفة (11).
ويتحدث د. رفعت سيد أحمد في كتابه (علماء وجواسيس) عن مراحل عملية التسميم فيقول: وهذه العملية بكاملها تمارس من قبل مجتمع قوى في مواجهة مجتمع ضعيف، وعملية التسميم السياسي تفترض ثلاث مراحل أساسية (12):
المرحلة الأولى: مرحلة استقاء المعلومات ومعرفة الخصم مجتمعياً وبشكلٍ جيد، بأساليب التجسس أو غيرها من الأساليب الحديثة التي تتجه أول ما تتجه إلى الفرد- الإنسان.
المرحلة الثانية: مرحلة التشكيك في الذات القومية، وفي التراث الحضاري، وفي الهوية القومية التي يُمجدها المجتمع والإنسان- الفرد.
المرحلة الثالثة: مرحلة القدوم العضوي إلى أرض المجتمع؛ حيث يسهل تطويعه تطويعاً سياسياً كاملاً، ينتج عنه أعلى حالات التبعية.
ويدخل في مجال التسميم السياسي ما يسمي بـ حلف الضواحي ، وهو محاولة الجهات المخترقة أن تعمل لتعزيز النزعات الانفصالية للثقافات الفرعية ، وهي سياسة استعمارية قديمة عُرفت بسياسة فرق تسود ، تحاول كل من الدولة العبرية وحلفائها في أمريكا وأوربا ترويجها في العالم العربي (13).
ويمكن أن نضيف إلي ذلك مفهوم الفوضى الخلاقة التي تهدف إلي تدمير بنية قائمة مختلة في نظر الدول الأجنبية ، لتشيد بدلاً منها بنية جديدة تخدم سياساتها في المنطقة ، كما عملت لذلك إدارة الرئيس جورج بوش عقب احتلال العراق للكويت (14).
وفي هذا الفصل نركز علي تكتيكات حروب الجيل الرابع من خلال كتاب يسمي من الدكتاتورية إلي الديمقراطية ، وهو للكاتب الأمريكي جين شارب Gene Sharp ، ونبذة عن حياته وأفكاره نجد أنه ولد في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الاجتماعية عام 1949 من جامعة ولاية أوهايو، كما تخرج في الجامعة ذاتها بعد حصوله على درجة الماجستير في علم الاجتماع عام 1951. وشارب هو أستاذ علوم سياسية فى جامعة ماساتشوستس الأمريكية، ويعد الأشهر في العالم في مجال الحركات الثورية اللاعنفية، وذلك لقوة تأثيره على ما يعرف بثورات الشباب السلمية أو الثورات الملونة، ويمارس الرجل تأثيره بشكل أساسي عن طريق معهد “البرت أينشتين” الذى أنشأه “جورج سورس George Soros ” عام 1983 ، وهي منظمة غير ربحية تعمل في دراسة واستخدام استراتيجية العمل اللاعنفي في الصراعات في جميع أنحاء العالم. مؤسسة ألبرت أينشتاين هي منظمة لا تبغي الربح، والتي تتخصص في دراسة أساليب المقاومة اللاعنفية في الصراعات ، واستكشاف إمكاناتها السياسية والتواصل من خلال هذه النتائج، وغيرها من وسائل الإعلام المطبوعة ترجمة والمؤتمرات وحلقات العمل والمشاورات.
ويعد جين شارب من أشهر الأمريكان الذين برعوا في وضع تكتيكات الثورات اللاعنيفة أو النضال اللاعنيف ضد الأنظمة المستهدفة، حيث ينطلق في كتابه من الدكتاتورية إلي الديموقراطية من فرضية أساسية مفادها أن النظم الديموقراطية هي البديل الحقيقي للشعوب الخاضعة لنظم دكتاتورية ، وأن نضال اللاعنف يمثل الطريقة الوحيدة للوصول إليها، حيث تأخذ شكل المظاهرات، والاعتصامات، والمقاطعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. إن النضال اللاعنيف والعنف يعملان بطريقة مختلفة كلياً، فإن استخدام المقاومة العنيفة حتي ولو بشكل محدود أثناء حملة التحدي السياسي سيعود بالضرر علي الحملة، لأن المقاومة العنيفة تعطي الفرصة للحكام الدكتاتوريين لاستخدام سبل يتمتعون بالتفوق الكبير فيها، وهي الحرب العسكرية . من هنا نستنتج أن الانضباط اللاعنيف هو مفتاح النجاح، ويجب المحافظة عليه بالرغم من الاستفزازات والممارسة العنيفة التي يقوم بها الحكام الدكتاتوريين (15).
ولجين عدة مؤلفات في حرب اللاعنف والكفاح السلمي ، نذكر منها الكتب المختلفة، سياسات فعل اللاعنف (1973)، غاندي كاستراتيجي السياسية (1979)، السلطة الاجتماعية والحرية السياسية (1980)، صنع أوروبا التي لا تقهر (1985)، المقاومة اللاعنيفة 1986، كفاح اللاعنف : وسيلة فعالة للعمل السياسي : مقابلة بين عفيف صافية وجين شارب 1987، الدفاع على أساس مدني (1990)، ومن الديكتاتورية إلى الديمقراطية الذي طُبِع في الأعوام (1993، 2002 و2003)، العصيان المدني 1996، أعمال الاحتجاج والإقناع 1997، عدم التعاون الاجتماعي والسياسي 1997، عدم التعاون الاقتصادي 1997، أشكال التدخل المباشر 1997 ، المقاومة اللاعنفية : دراسات في النضال بوسائل اللاعنف 2011، وآخر كتاب له هو شن نضال اللاعنف: الممارسة في القرن والعشرين – واحتمالية القرن الحادي والعشرين. وقد تم نشر كتاباته وترجمتها بأكثر من ثلاثين لغة (16).
وقد انطلق (جين شارب) في أطروحته الفكرية، عن المقاومة المدنية أو السلمية أو غير العنيفة، من أن الحكومة تعتمد في أساسها على طاعة المحكومين وتعاونهم، وأي خلل في هذه الطاعة يترتب عنه تحلل في قوة الحاكم إلى درجة فقدان السلطة والسيطرة على زمام الأمور (17) .
وعليه يعتبر رفض التعاون مع الحاكم أمراً خطيراً وأداة سلمية ناجعة لقيادة الثورة والعصيان، وفي هذه الحالة قليلاً ما تسعى الحكومة إلى تقديم تنازلات، وتسعى كثيرا إلى أساليب الإكراه والعنف لمحاصرة عدم تعاون الشعب؛ إذ يتم استخدام أساليب الردع والعقاب عبر الأمن والشرطة والجيش (18).
رغم ذلك تظل المجموعة الحاكمة قابلة للتفكك وتلقي الضغط المؤثر؛ فحتى استعمال أساليب العنف من طرف المجموعة الحاكمة يكون فعالاً بقدر تعاون المحكومين وخضوعهم لهذه الأساليب الإكراهية، ولكن تبقى سلطة المجموعة الحاكمة مقيدة ومحدودة؛ إذ رفضت مجموعات مظلومة كثيرة، في مثل هذه الحالات، التراجع أمام كل المخاطر، بدافع من سلاح سلمي فعال هو الإرادة التي تغذي أسلوب عدم التعاون مع المجموعة الحاكمة. وعندما يكون عدم التعاون شاملاً تتقلص قوة المجموعة الحاكمة، بقدر عدد السكان المشاركين في العصيان. لذلك تستطيع القوة السلمية الهادئة والمقدامة، بنظر جين شارب، حل مشكلة قوة الحاكم التي تبدو مطلقة، وذلك من خلال عدم التعاون والاستمرار فيه (19).
إن مصدر القوة إذن ليس هو العنف، كما أن الذي يحسم الصراع، ليس الذي يملك أكثر أدوات العنف (المجموعة الحاكمة في حالتنا)، بل الإرادة والقدرة والوعي هي التي تحسم الصراع (20).
ومن هذا المنطلق ندرس في هذا الفصل : تكتيكات حروب الجيل وكيفية صناعة العدو ، واستراتيجية جين شارب في حرب اللاعنف من خلال كتابه من الدكتاتورية إلي الديمقراطية ، وكذلك بقية كتبه الأخرى، لكي يفهم القارئ العربي حقيقة ما يُخطط لنا ؟

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: علوم سياسية وإستراتيجية
اللغة: العربية
الصفحات: 66
حجم الملف: 504.12 كيلو بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل أسلحة جين شارب تجتاح الوطن العربي بمسمي حرب اللاعنف pdf من موقع مكتبه إستفادة.