Close

Istefada

تحميل كتاِب وجيز الأطلس الصحيح لجغرافية انجيل المسيح.. رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب وجيز الأطلس الصحيح لجغرافية انجيل المسيح.. برابط مباشر مجاناً

وصف وجيز الأطلس الصحيح لجغرافية انجيل المسيح..

شهادة دكتور في الطب البشري (M.D) كلية الطب البشري، جامعة دمشق، 1985م.
طبيب أخصائي في امراض الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق وجراحتها،1989م.
ليسانس ودبلوم وماجستير في الدراسات العربية والإسلامية، 2008م
– 2009م -2011م.
شهادة البورد السوري باختصاص أمراض الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها،1440هـ- 2019م.
طبيب أخصائي استشاري وباحث علمي ومحاضر ومؤلف وناشر لعشرات الكتب ومئات المقالات والمحاضرات والدراسات والحوارات والندوات والمؤتمرات العلمية والطبية العامة والتخصصية.. في مختلف المواضيع المتنوعة.
إن تصحيح جغرافية الأناجيل والتوراة فريضة شرعية فكرية تنموية إنسانية وضرورة حضارية عمرانية، فالموطن الجغرافي الصحيح والموثق لهم كان في شبه جزيرة العرب، وهي موطن عيسى وموسى العربيين الآراميين فإن البقعة نفسها هي التي شهدت الصراع الأول، والتنافس الأول بين نصارى عيسى وبين كهنة اليهودية الذين حرفوا توراة موسى وخاطبهم المسيح بـ (الحيات أبناء الأفاعي) و (أولاد الأفاعي) ، وهي المنطقة التي شهدت أولى الكنائس والأديرة، بينما لم تشهد فلسطين أول كنيسة إلا في القرن الرابع والخامس الميلاديين في عهد قسطنطين البيزنطي..
إن الغرب قد زوّر جغرافيا أحداث التوراة والإنجيل فنقلها من مواقعها في مغاور جبل غامد من شبه جزيرة العرب إلى فلسطين لأسباب وأغراض سياسية واستعمارية ولصوصية وصهيونية وارهابية وتلفيقية مكشوفة، ثم لمّا بدأ يدرس هذه الجغرافيا المزوّرة لم يستطع تقبّل ما يزدحم فيها من تناقضات قبيحة وشعوذات استشراقية وتلفيقات عنصرية تربك كل عقل صحيح، وعوضاً من أن يعود إلى تصحيح ما سبق أن زوّره فقد أخذ يعلن لا معقولية الأحداث.. ففي منتصف القرن التاسع عشر أسست «الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية» بهدف دراسة طبيعة ومناخ الأرض التي ترغب بريطانيا ضمّها لمستعمراتها، وهذه الجمعية ما لبثت أن تطور عملها من المسألة المناخية والجغرافية إلى خدمة الصهيونية، فقد أسس اليهودي الثري «شابيرا» «البنك الملّي اليهودي» الذي انبثق عنه العديد من الهيئات المالية مثل «صندوق اكتشاف فلسطين» الذي، بدوره، تعاقد مع الجمعية الجغرافية البريطانية لدراسة مناخ وجغرافيا بلاد الشام: سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، كما ساهم بتمويل تكاليف الدراسات الجغرافية التي قامت بها الجمعية البريطانية بغاية وضع «جغرافيا الكتاب المقدس»، ووضع خارطة للأماكن التي دارت فيها أحداث الكتاب المقدّس، العهد القديم والعهد الجديد، وتغيير أسماء المدن والقرى العربية في فلسطين وغيرها إلى أسماء ما دعوه حديثاً ودجلاً وكذباً بــ «عبرية»، أو إسقاط بعض الأحداث على أسماء المواقع التي تتشابه مع الأسماء الواردة في التوراة..
ومن الناحية الجغرافية إن أورشليم (حوراشليم) هي كلمة عربية سريانية سورية تعني مغارة المتعبدين وهي موجودة في برية شبه الجزيرة العربية شرق جبال بلاد غامد على نهر الثرات (الفرات)، وليست مدينة القدس، إذ أنها مجاورة للصحراء، وكلمة “مدينة” تطلق على المغارة لمجرد أن تسكن: “ولما قال هذا خرج من المجمع والمدينة وانفرد في الصحراء ليصلّي لأنه كان يحب العزلة كثيرا” انجيل برنابا – متى (44:50).
إن جميع أحداث التوراة والإنجيل إنما مسرحها شبه جزيرة العرب وليس فلسطين، وهذا ما يؤكد وحدة تاريخنا العربي الكبير، الذي هو تاريخ التمدن البشري على هذا الكوكب..
وقد اعتمدنا في توثيق بحثنا أطلس الكتاب المقدس الجديد على تصحيح جغرافية الأناجيل المنسوبة للسيد المسيح عليه السلام، بالإضافة إلى كشف تلفيق مؤلفي التوراة والتلمود على مصادر موثقة ومؤكدة بالبراهين والأدلة وأهمها:
1- المكتشفات الآثارية.
2- المصادر التاريخية الكلاسيكية القديمة.
3- الوثائق المدونة.
4- اللغة العربية القديمة.
أما من حيث المكتشفات الآثارية، فقد أجمعت كل الجهات الآثارية العربية والأجنبية أن أحداث التوراة لا وجود لها آثارياً سواء في “فلسطين” أو في خارجها.
وبالعودة إلى جميع المصادر التاريخية القديمة من المؤرخ السوري سانخونياتن الذي عاش حوالي 1400ق.م (أي في زمن موسى)، وكتب “تاريخ فينيقيا” في تسعة أجزاء، إلى زمن هيرودوت (القرن الخامس قبل الميلاد) إلى المؤلفين السوريين قبيل الميلاد وبعيده، فإننا لم نعثر على أي ذكر لشيء من الأحداث التوراتية بأشخاصها وبمواقعها.
ولم يبق بعد هذا أمامنا غير المصدر الوحيد الذي هو مدونات ونصوص وكلام التوراة نفسها.
وبالنسبة للتوراة، فقد قمت بدراسة نصوصها دراسة تاريخية وجغرافية ولغوية وسكانية ومنطقية مستعيناً بجميع فروع العلوم المساعدة الأخرى، وكمثال على ذلك يوضح للقارئ عملية ما أنجزناه نورد المثال التالي:
“مصر” التوراتية.
– فمن الناحية السكانية تحدد لنا التوراة نصياً أن “مصر” المقصودة هي عشيرة المصريين وليست بلاد وادي النيل.
– ومن الناحية التاريخية إن اسم “مصر” لم يطلق على بلاد وادي النيل إلا في فترة تاريخية متأخرة جداً وبعد ميلاد المسيح بزمن طويل.
– ومن الناحية الجغرافية إن موقع “مصريم” (المصريين) التوراتية هو قرب قرى الكنعانيين لا يفصل بينهما سوى ما يفصل القرية عن الأخرى.
– ومن الناحية المنطقية يقول يهوذا لأبيه يعقوب بعد مجادلته حول الذهاب إلى مصر “لولا مجادلتك إيانا لكنا الآن ذهبنا ورجعنا مرتين”، إلى جانب شواهد أخرى تؤكد، منطقياً، أن “مصريم” و”حبرون” الكنعانية قريتان متجاورتان.
وفوق هذا كله فقد عمدت إلى إجراء مقارنة وتقاطعات مع ما جاء في القرآن الكريم حول “بني إسرائيل” وغيرهم من العشائر التي تحدثت عنها التوراة كالمديانيين (أبناء مدين بن إبراهيم) وقرية “مصر” التي أكّد القرآن أنها قرية ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ﴾ يوسف-82، وفرعون مصر وآل فرعون وإمراته وغيرها.. مما جعل ما توصلنا إليه أمراً ثابتاً ومؤكداً، كما أننا أكملنا ذلك بالعودة إلى المراجع العربية التاريخية الكلاسيكية كتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير وغيرهما، التي أكدت جميعاً أن “مصر” هي قرية في شبه جزيرة العرب وأن فرعونها زمن يوسف ثم موسى هو زعيم العشيرة ولا يمت إلى ملوك وادي النيل بأية صلة.
– أما الناحية اللغوية العربية القديمة فقد اعتمدنا فيها القاموس الكلداني للمطران يعقوب أوجيه منّا، لأن الكلدانية (التي هي السريانية) هي العربية القديمة التي تكلم بها إبراهيم الخليل وبنوه والسيد المسيح في المنطقة التي وجدوا وعاشوا فيها قرب بابلون الكلداني على وادي الفرات شرق جبال غامد من شبه جزيرة العرب، وأثبتنا للقارئ من خلال هذا القاموس أن اللغة التي تحدث بها هؤلاء هي العربية القديمة بلهجتها السريانية الشرقية، وأن أسماء مثل “وادي طوى” و”طور سينا” و”موسى” و”يهوه” و”جبل حريب” و”رفيديم” و”أورشليم” وغيرها لا يمكن فهم مدلولاتها من خلال تتبع افتراضات الأجانب من مستشرقين ملفقين ومبشرين كاذبين وغيرهم، بل بالعودة إلى اللغة العربية القديمة التي كشفت لنا حقيقة الأشياء ومسمياتها كما هي بعيداً عن أي تخمين أو تزوير فرض على لغتنا وتاريخنا من الخارج.
لقد تكشفت لنا، بعد هذا كله، حقيقة الأحداث التوراتية بأشخاصها ومواقعها، فهي تتحدث لنا عن عشائر بدوية آرامية، تتحرك بين مراعيها بأغنامها في بقعة جد ضيقة من برية شبه جزيرة العرب، وليس ليهود العالم اليوم أي ما من شأنه أن يمتّ إلى أولئك الآباء العرب بأية صلة، لا بالنسب ولا بالدين لأنهم من يهود الخزر المجرمين الذين يتاجرون بالبؤس البشري والقهر الإنساني على شاكلة إشعال الحروب والفتن ودعم الاستعمار والإرهاب والفوضى والتجارة بالسلاح والمخدرات والدعارة والبشر والجنس والربا والقرصنة واللصوصية..
وظهرت من خلال تلك البحوث وبالدلائل القاطعة، حقيقة كلمة “ملك” التوراتية بين تلك العشائر التي كانت تطلق على كل من تزعم بيتاً، أو أسرة، أو مغارة، أو عشيرة، أو جزءاً من العشيرة، أو مجموعة من “البطّالين”، وإن تلك الأحداث لا تعكس بأي حال شيئاً من واقع الدولة العربية السورية التي كان مركزها بابل في ذلك الزمن والتي ما تنفك مثار الدهشة والذهول أما إنجازاتها الحضارية الرائعة التي تتمخض عنها المكتشفات الآثارية، وتضم أعظم مدن الحضارة في الزمن القديم: من بابل، إلى آشور، ونينوى، وماري، وحلب، وإيبلا، وأوغاريت، ودمشق، وصور، وغيرها.. ولولا أن قيّض لأخبار تلك العشائر من يدونها لما لها من اقتران بقضية التوحيد، ونضال أتباعه ضد عقيدة الخصب منذ عهد آدم، ومروراً بهابيل، وشيث، وإدريس، ونوح، وإبراهيم، وإسماعيل، واسحق، ويعقوب، والأسباط، وصالح، وهود، وموسى، وزكريا، وعيسى.. إلى أن انتصرت نهائياً في زمن محمد، لما كان لأخبار أولئك الآباء العرب من الرعاة أي شأن يذكر في التاريخ العربي القديم.
لقد تكشفت حقيقة التزوير الصهيوني في تفسير أحداث التوراة والأناجيل وجغرافيتها، وسقطت المقولات والشعوذات والخزعبلات الاستعمارية الأوروبية الأميركية الماسونية الصهيونية الحديثة حول ما يدعى بـ”الشعب العبري” أو “اللغة العبرية” أو “الدولة العبرية” أو “الشعب المختار” في تاريخنا العربي القديم، وصار لزاماً علينا أن نبدأ بتصحيح تاريخنا مستخدمين كل إمكاناتنا الفكرية والمؤسساتية .
لم يكن المسيح عليه السلام يهودياً، ولم يكن له «آباء يهود» كما يقول صاحب الحارضة هاجياً إياه، بل كان سورياً يتكلم ويخاطب الجماهير بالسريانية، وهو نفسه رفض أن يدعى “ابن داود” كما أراد اليهود، فقال في ذلك: كيف يقولون إن المسيح ابن داود، وداود نفسه في كتاب المزامير: قال الرب لرَبي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه (لوقا:41:20) بهذا القول قطع المسيح كل سبيل لقيامه على أساس التقاليد اليهودية القائلة إنه يكون يهودياً من نسل داود، فلا يصحُّ أن يقال إن المسيح كان يهودياً، فهو ابن البيئة السورية.

ونؤكد بأن كل حالة حضارية، هي نتيجة لما قبلها وسبب لما بعدها، وهذا قانون إنساني علمي تاريخي في الحراك الحضاري للمجتمعات، وبعد أن انتشر النور الحضاري العمراني العلمي الإنساني الإسلامي لحوالي أكثر من ألف سنة، ضعف العرب والمسلمون لابتعادهم عن القوانين العمرانية الحضارية الإسلامية ومنها:
1- قانون (وأعدوا ما استطعتم من قوة ):
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ الأنفال: 60
2-قانون (واعتصموا بحبل الله جميعاً):
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ آل عمران: 103
3-قانون الجهاد الأكبر والاصغر في سبيل الله تعالى:
﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ الحج : 78
4- قانون الصبر و المصابرة والمرابطة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾آل عمران:200
﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ الأنفال : 46
5-قانون العاقبة للمتقين الأقوياء الأغنياء الاصحاء الصالحين:
﴿قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الأعراف: 128
﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ القصص : 83
6- قانون النصر المؤكد عندما ننصر الله تعالى بالاعداد الحضاري الشامل :
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ الحديد : 25
7- قانون العمل المنتج النافع الشامل :
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ التوبة: 105
وتلك القوانين الحضارية التنموية العمرانية القوية تؤكد مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله)..
ونتيجة للحالة الحضارية الفاسدة والمتخلفة والمستبدة لمعظم العرب وبعض المسلمين لاسيما على المستوى الرسمي، جذب ذلك التخلف كالمغناطيس جميع العلوج والأوباش من مختلف الأنجاس والأجناس.. حتى الأضداد المتصارعين والمختلفين فيما بينهم كالاستعمار الرأسمالي الأوروبي الأميركي المسيحي الصهيوني والاستعمار الشيوعي الروسي الصيني البوذي الوثني.. تكالبوا واتحدوا على استعمار وإرهاب ولصوصية وتدمير وتمزيق وحرق وتلويث جغرافية العالم العربي والإسلامي وقتل الأبرياء بعشرات الملايين وتشريد عشرات الملايين وتخريب مدنهم وسرقة أموالهم وممتلكاتهم وخيراتهم ومواردهم.. بعلم وبدعم المجتمع الدولي المريض ومجلس الأمن وبقية مؤسسات ما يسمى الأمم المتحدة الإرهابية اللصوصية الإجرامية التي تمسك الرداء الأحمر لتحرك الوحوش والكلاب والعلوج والخنازير والمرتزقة.. لديمومة الإرهاب الكارثي الفوضوي التخريبي بتنفيذ سياسة الأرض المحروقة المخربة الملوثة كيمائياً وشعاعياً.. مثل استعمارهم التدميري اللصوصي الهمجي في بعض الدول العربية والإسلامية كفلسطين والعراق والشام واليمن ولبنان وليبيا وأفغانستان وبورما ومالي ونيجيريا وإفريقيا الوسطى وتركستان الشرقية والغربية..
إن الجنين الصهيوني الذي حملته الحقارة (الحضارة) الغربية نتيجة تزاوج إرهابي رأسمالي أوروبي أميركي وشيوعي سوفياتي ثم أنجبته طفلاً لقيطاً وأرضعته وربته وساعدته على الفساد والخراب والتدمير واللصوصية والوحشية العدوانية في فلسطين المحتلة والبلاد العربية ثم امتد تأثيره إلى إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية حيث وصلت يد إسرائيل إلى كولومبيا لتدرب عصابات المخدرات والدعارة والإرهاب هناك على القتل والتخريب والعنف.. الاستعمار السوفياتي قدم الاعتراف الرسمي للدويلة الصهيونية وتعهد بتقديم الرجال بينما أوروبا وأمريكا قدمت المال والسلاح والدعم السياسي الدائم، أمريكا التي أعدت ونظمت وتعهدت هجرة أربعة ملايين يهودي ارهابي من روسيا إلى إسرائيل، وما زالت تضغط بكل الوسائل على الطيران السوفيتي ليحملهم رأساً من موسكو إلى تل أبيب، ثم لا تكتفي بذلك بل تعلن من منابر الكونغرس أن القدس هي عاصمة إسرائيل- وكأن القدس مدينة خاصة تملكها- ثم تضغط على سبعين دولة ليصوتوا لإلغاء قرار مجلس الأمن بإدانة الصهيونية، ثم تضحك على العرب بتصريح عبيط تقول فيه إنها لا تشجع على توطين المهاجرين في الأرض المحتلة، يا سلام على العواطف .
كما إن حكاية تركستان الشرقية وإبادة المسلمين فيها من قبل الإرهاب الهمجي الكارثي الشيوعي الوثني الصيني هي وصمة عار في المجتمع الدولي المريض، ومن المعروف أن الإسلام دخل إلى الصين وتركستان الشرقية في العهد الأموي عام 96 هجرية وامتدّ نوره وحضارته إلى العهد العباسي.. ومن وقتها والمسلمون يعيشون في دولتهم تركستان بسلام ويعيشون أيضاً في الصين بسلام، بل وكانوا يشاركون في جميع أمور الحياة ووصلوا إلى مناصب عالية في السلطة والجيش داخل الصين، حتى جاءت أسرة المانشو إلى الحكم في الصين سنة ‏1054 هجرية الموافق 1644 ميلادية، وهنا بدأ عهد أسرة مانشو وبدأت معه حملة من الاضطهاد للمسلمين في الصين اضطر معها المسلمون للجوء إلى الصراع المسلح سنة ‏1058 هجرية الموافق 1648 ميلادية مطالبين بالحرية الدينية، وهو ما كلفهم الكثير من الدماء والأرواح، وقد قتل مئات الآلاف من المسلمين وقُمعت ثورات المسلمين بقسوة شديدة، وصلت إلى حد المذابح والإبادة الجماعية، كما يصفها المؤرخون .
وما إن انتهت المذابح في الصين حتى امتدت أعين الصينيون على تركستان المسلمة وقد دخلوا في حرب شرسة مع المسلمين في تركستان واستولوا عليها سنة ‏1174 هجرية الموافق 1760 ميلادية بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم.
ثمة مقالة لكاتب إيغوري يطلق فيها على بلاده صفة «فلسطين المنسية».. وليس ثمة أدنى شك في صحة التوصيف شكلاً ومضموناً.. فالبلاد إحدى عجائب الأرض في تنوع تضاريسها الجغرافية، وفي موقعها الاستراتيجي الذي يجاور ثماني دول ويربط الصين بأوروبا، وفي مساحتها التي تزيد عن 1.8 مليون كم2، وفي ثقافتها ولغتها القديمة التي تمتد إلى عمق بلاد الترك الإسلامية، وفي وفرة خيراتها من المحاصيل الزراعية بشتى أنواعها، وفي ثرواتها من النفط والغاز والفحم مروراً بالمعادن النفيسة.. إنها باختصار بلاد ذات ثروات وامتيازات جبارة تؤهلها لتكون دولة إقليمية عظمى لو استطاعت الإفلات من القبضة الإرهابية الهمجية الاستخرابية الكارثية الصينية.
ينبغي عقلاً وشرعاً دعم المعاملة الحسنة لجميع الدول والمجتمعات المسالمة .. وإنما الله تعالى ينهى العرب والمسلمين أن يعاملوا الظالمين الذين يقاتلوهم ويخرجوهم من ديارهم أن يبروهم، بل يجب قتالهم حتى يتوقفوا عن الاعتداء والإجرام..
﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ۞ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ الممتحنة-8،9
ويجب القيام بجميع أنواع الجهاد الأكبر والأصغر لدفع الأذى والعدوان عن العرب والمسلمين ورعاية العباد وحماية البلاد..
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ العنكبوت-69
﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾ البقرة – 191
﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾ النساء – 91
وعندما يبتعد الأعداء مهما كان نوعهم عن الاستعمار ويتركوا الإرهاب واللصوصية والاجرام ويطلبوا الحوار والسلم فيجب شرعاً وعقلاً معاملتهم بالمثل ودعم السلم والحوار..
﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ الأنفال -61
ولكن في جميع الأحوال ينبغي رفع المستوى الحضاري الشامل بإعداد كل تخصصات أركان القوة الناعمة والخشنة لحماية البلاد ورعاية العباد وتأمين الأمن والسلام والعدالة الاجتماعية والمساواة والسعادة للجميع.
﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ الأنفال -60
ويجب عدم تقصير العرب والمسلمين بنشر كنوزهم من القوة الناعمة ولا سيما الإسلام الرشيد والعقيدة المتسامحة والمعاملة الحسنة والمحبة الإنسانية والأخوة البشرية لجميع العالمين.
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ التوبة -33
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ الفتح -28
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ الصف -9
وبعد عمران الكوكب الأرضي مادياً ومعنوياً ونشر مكارم الأخلاق والرحمة للعالمين ينبعي على العرب والمسلين تكوين ودعم مدرسة ومؤسسة علمية تقنية فلكية تستطيع جعل الحياة بكل أركانها متعددة الكواكب لنشر الاستيطان الحياتي البشري الكوني والبداية بمشاريع معلوماتية علمية فيزيائية فلكية عملاقة لإمكانية مخاطبة والتواصل والتعارف لبقية حضارات الكون لاسيما في مجرة درب التبانة ..
والواجب شرعاً وعلماً أيضاً، النهوض بمشروع نشر الحياة قاطبة على المستوى الكوني بعد عمرانه وهندسته بما يناسب حياة الإنسان وبقية الأنواع الحية:
– فكما أن الصلاة فريضة شرعية، فإن صنع الوسيلة التقنية كالمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية والطائرات هي فريضة شرعية إسلامية أيضاً.
– وكما أن بناء المساجد واجب شرعي، فإن بناء مراكز الأبحاث العلمية والفضائية والكونية، ونشر المراصد والمسابر الفلكية على مستوى الكوكب الأرضي والمجموعة الشمسية، واجب شرعي أيضاً.
– وكما إن الصوم فريضة شرعية، فإن العدل البشري والمساواة الإنسانية، وقبول الآخر والحوار الحضاري واجب شرعي أيضاً.
– وكما أن الزكاة فريضة شرعية وإسلامية، فإن معالجة ومنع الفقر والبطالة ومعالجة مشاكل الجوع وسوء التغذية على مستوى الكوكب الأرضي فريضة شرعية وإسلامية، فلماذا الأولى موجودة والثانية مفقودة؟!
– وكما أن التعليم فريضة شرعية على كل مسلم ومسلمة، وليس منا إلا عالم أو متعلم، فلماذا قد تصل نسبة الأمية الأبجدية في بعض البلدان العربية إلى50%؟!
– إن العبادات فريضة إسلامية لا شك بذلك، ولكنها جزء من الإسلام، ولعل أهم أسباب تخلف العرب والمسلمين يعود إلى تقسيم الإسلام إلى شؤون دينية ودنيوية، فالإسلام وحدة متكاملة لا تتجزأ، ومن واجب المربين والباحثين والعلماء دفع وتشجيع العرب والمسلمين إلى الاهتمام بالمعرفة والتقنية والإحاطة بالعلم وإنتاج المعلومات في كل نواحي الحياة المختلفة، لأن العلم بحرصه على الحقيقة وباستخدامه لخير البشرية جمعاء، يصبح أخلاقاً سواء كان في علم الاقتصاد أو الاجتماع أو الزراعة أو الصناعة أو الطب أو الهندسة أو الفلك، والبحث العلمي لإنتاج المعرفة في مختلف العلوم البشرية وابتكار الوسائل التقنية النافعة للبلاد والعباد هو فريضة شرعية إسلامية أيضاً.
فالقرآن الكريم مؤلف من 6342 آية كريمة، منها خمس مائة فقط تبحث في الأحكام، وأقل من نصف هذه يبحث في شؤون التشريع والفقه، فلماذا حصرنا الإسلام كلياً في الجزء الأخير فقط، بينما يوجد أكثر من 4000 آية كريمة تدعو باستمرار إلى استعمال العقل والفكر والبحث العلمي في الأرض والكون والأنفس ليتم استنتاج واستنباط الحقائق العلمية والقوانين الطبيعية الكونية.
وعندها ندرك بأن إحياء الكوكب الأرضي ومعالجة مشاكل البشرية جمعاء والعمران الكوني هو فريضة إسلامية كالصوم والصلاة، وذلك مصداقاً لقول رسول الله: “خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها..”
وكذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف:
“إذا أبغض المسلمون علماؤهم، وأظهروا عمارة أسواقهم، وتألبوا على جمع الدنيا، ابتلاهم الله بأربع: الجور من السلطان، والخيانة من ولاة الحكام، والقحط من الزمان، والصولة من العدو”.
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) آل عمران -190.
والله سبحانه وتعالى الحكيم العليم الخبير العزيز القوي المتين العدل السلام الرحيم الغفور الحي القيوم الفرد الصمد الرشيد النور الهادي الغفار الجبار القهار..الموفق.كتاب غني بالتحليل الحكيم والبحث الموضوعي العلمي العميق الموثق ..لتصحيح جغرافية الاناجيل والتوراة..
هام جدا وقيم جدا للجميع ولكل العالم جزاكم الله خيرا

مؤلف:
قسم: الجغرافيا
اللغة: العربية
الناشر: دار الغسق للنشر
تاريخ الإصدار:
الصفحات: 309
حجم الملف: 11 ميجا بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 12 أكتوبر 2022
ترتيب الشهرة: 915,328 رقم 1 هو الأشهر !
رابط مختصر: نسخ

قراءة وتنزيل وجيز الأطلس الصحيح لجغرافية انجيل المسيح.. من موقع مكتبه إستفادة.