تنزيل وتحميل كتاِب محمود سامي البارودي مجدد القصيدة العربية شكلاً ومضموناً pdf برابط مباشر مجاناً
وصف محمود سامي البارودي مجدد القصيدة العربية شكلاً ومضموناً pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةظل الشعر العربي ردحًا من الزمن في حالة من الضعف والوهن، يرسف في أغلال الصنعة اللفظية، ويخلو من المعاني الصادقة، والأخيلة المبتكرة، حتى إذا بدأ “محمد علي” نهضته الشاملة، أصاب الشعر العربي شيء من الحركة والنشاط، ودبت فيه الحياة واسترد بعضًا من عافيته، غير أنها لم تكن كافية لإعادة مجده القديم بقسماته وملامحه الزاهية، منتظرًا من يأخذ بيده إلى الآفاق الرحيبة والخيال البديع واللغة السمحة، والبيان الفخيم، وكان الشاعر الشركسي والمولد في مصر هو الشاعر محمود سامي بن حسن حسني بن عبد الله البارودي المصري وشهرته “محمود سامي البارودي” (1838ـ 1904 م) على موعد مع القدر، فجاء ليبث في حركة الشعر روح الحياة، ويعيد لها بعضًا من المجد التليد، بفضل موهبته الفذة، وسلامة ذوقه، واتساع ثقافته، وعمق تجاربه، ونبل فروسيته ، وكان قد تأثر بشكل كبير بالأدب العربي وخاصة بشعر المجدين وتأثر بشعرائهم أمثال البحتري والمتنبي وغيرهم لذلك لقب في وقتها بلقب رب السيف والقلم ، ودعونا نخوض رحلة رائعة نحو شعر هذا الشاعر العبقري ، والذي يعد واحد من هؤلاء الشعراء العباقرة في عالم الشعر العربي، حيث استطاع أن ينهض بالقصيدة، بما يتواءم والقيم الثقافية للعصر الجديد، وذلك في إطار فتح شعري رائد وجميل، كرس صورته كشاعر متفرد في زمنه، وثائر على قيود ذلك الزمن الشعرية، حتى وهو يصيغ قصيدته وفقاً لاشتراطات القصيدة العربية في عصورها القديمة، وخصوصاً العصر العباسي، والذي اتخذ من شعرائه نموذجاً يحتذى في الشكل، لكنه اختط لنفسه خطاً جديداً يتواءم وخطه الوطني العصري على صعيد المضمون.
وبهذا يعد واحد من البارعين الذين جمعوا بين الأدب، والسياسة، والعسكرية، فهو رائد الشعر العربي الحديث، وذلك لكونه نشأ في عصر انقطعت فيه الصلة بين الشعراء وأسلافهم القدماء انقطاعا أبعد أشعارهم عن كل جمال وبهاء، فأول الأمر كانت جهود البارودي مكثفة في بعث الشعر الجاهلي. وهو كتب كما كتب شعراء الجاهلين من المدح والهجاء والغزل والرثاء، ولكن تميزت اشعاره بأنه ما مدح أو هجا إلا لمصلحة المجتمع الذي عاش فيه؛ خصوصا بعد ثورة عرابي باشا وقضاء فترة من عمره في المنفى استلهم موضوعات شعره بما يعيشه المجتمع من مشاكل الحياة. كتب عن احداث عصره السياسة والاجتماعية محاولا ارجاع الشعر العربي إلى أيامه اللامعة وبذلك احتل البارودي المرتبة الأولى بين الشعراء في عصره، لأنه لم يعد الشعر إلى منبعه بأسلوبه فقط بل استعمل موهبته الشعرية ليعبر عن مشكلات مجتمعه، ولهذا يعد أول من كتب مقدمة لديوان شعري في العصر الحديث، وعرف الشعر، بأنه لغة خيالية يتألق وميضها في سماوة الفكر فتنبعث أشعتها إلى صحيفة القلب، فيفيض بلألأتها نوراً يتصل خيطه بأسلة اللسان فينبعث بألوان من الحكمة ينبلج بها الحالك”، وللشعر وظيفة عند” البارودي”، تتمثل في تهذيب النفوس، وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق.
والبارودي هو أحد أبطال ثورة عام 1881م التي تسمى بالثورة العرابية وذلك بالاشتراك مع أحمد عُرابي ضد الخديوي توفيق، حيث ناضل ضد الحكم الفاسد وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر في عام 1882، وتقلّد العديد من المناصب السياسية في حياته منها وزارة الحربية ورئاسة الوزراء.
عمل البارودي في وزارة الداخلية وانتقل إلى الأستانة عام 1857م، وهناك أتقن اللغة التركية واللغة الفارسية وتعمَّق في آداب اللغتين، ثمَّ عمل في قلم كتابة السر في الخارجية التركية، واستمر في هذا العمل سبع سنوات، منذ عام 1857م حتَّى عام 1863م، ثمَّ وبعد أن سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية ألحق الخديوي إسماعيل البارودي بحاشيته فعاد إلى مصر وتمَّ تعيينه معينًا في إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة، وبعد أن ملَّ البارودي وضاق من رتابة العمل في دواوين الدولة، انتقل إلى الجيش برتبة بكباشي فاشترك في عام 1865م في الحملة العسكرية التي خرجت لمساندة الجيش العثماني في إخماد فتنة في جزيرة كريت، وبقي في هذه المهمة عامين كاملين، كما شارك في حروب الدولة العثمانية مع روسيا وبلغاريا وأوكرانيا وغيرهم، وفي عام 1878م عمل مديرًا لمحافظة الشرقية ثمَّ محافظًا للقاهرة، كما تولَّى البارودي نظارة الحربية عام 1881م، وتولَّى منصب رئيس الوزراء وكان منتخبًا من قبل الشعب وسُمِّيت وزراته باسم وزارة الثورة.
كان محمود سامي البارودي رائدًا من رواد مدرسة البعث والإحياء، أعاد للقصيدة العربية القديمة هيبتها في الشكل والمضمون وزلزل القصيدة العربية زلزالها، فكان في أشعاره قويَّ السبك والصياغة، يعيد القارئ إلى عرامة ابن الرومي والبحتري والمتنبي، ويُعد البارودي صاحب السبق في كتابة مقدمة لديوان شعري في العصر الحديث، وكان يملك لغة خيالية رفيعة المستوى، وقوَّة بلاغية منقطعة النظير، وقد جعل للشعر أهدافًا وسعى إلى تحقيقها، وأبرز هذه الأهداف: تهذيب النفس وتنبيه خواطر الناس والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وكان قد تأثر البارودي في شعره بالنهضة الأدبية في العصر الحديث، ومال إلى القديم في الشعر ودافع عنه في الحرب التي قامت في القديم والحديث في الشعر العربي، ولم يكن ممن تأثروا كثيرًا باتصال الحضارة العربية مع الحضارة الغربية، فعلى الرغم من اتصاله بعديد الآداب غير العربية إلَّا أنَّه بقي محافظًا على التراث الشعري العربي في كلِّ تجربته.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | سير وتراجم وحياة الأعلام من الناس |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 27 |
حجم الملف: | 3.39 ميجا بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 10 مارس 2022 |
قراءة وتنزيل محمود سامي البارودي مجدد القصيدة العربية شكلاً ومضموناً pdf من موقع مكتبه إستفادة.