تنزيل وتحميل كتاِب محمد عزيز الحبابي رائد الشخصانية الواقعية pdf برابط مباشر مجاناً
وصف محمد عزيز الحبابي رائد الشخصانية الواقعية pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةغريب حقا ذلك المصير الذي واجه الفلسفة الإسلامية في القديم وأقصد به خلال القرون من الأول الهجري حتي التاسع الهجري ، ففي تقويم هذه الفلسفة عادة ما شكك القدماء في مقدرة الفلاسفة المسلمين على أن يضاهوا الفلاسفة اليونان ، حتى قيل بأن فلاسفة الإسلام من امثال الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد لا يستطيعون أن يبزوا أرسطو ولا حتي تلامذة أرسطو .
والأغرب من هذا أن تُواجه الفلسفة العربية اليوم بنفس التشكيك بحيث عُدت عند كثير من المحدثين غريبة بغربتين : الغربة الأولي : هي أنها عُدت مجرد صور منسوخة عن الفلسفة الغربية ، والغربة الثانية هي أن أول من تحدث عن الفلسفة العربية المعاصرة ، وهو الأستاذ الدكتور جميل صليبا ، حيث تساءل قائلا : أين الفلاسفة المعاصرين من ابن سينا ، ومنن الفارابي ، ومن ابن سينا ، ومن ابن رشد .
وقد أجمع من تناول هذه الفلسفات العربية كما هي مطروحة اليوم على القول بأنها : إما فلسفات تابعة للغرب ، وإما فلسفات مدرسية ، أو على أبعد تقدير بأنها فلسفات سطحية وقد قيل مثل هذا الكلام من قبل أمين اسكندر ، وعبد الله العروي ، ومحمد عابد الجابري .. الخ.
وحين قيل هذا الكلام كان يتم التركيز على ثلاثة فلسفات أساسية وهي : وجودية الدكتور عبد الرحمن ، وجوانية الدكتور عثمان أمين ، ورحمانية زكي الأرسوزي ؛ أما الفلسفات التي ظهرت فيما بعد والتي كانت مجهولة لأننا صرنا اليوم أمام أزيد من عشرين فلسفة عربية إسلامية ، مثل الأضرحية لأنطوان سعادة ، والعقلانية المعتدلة ليوسف كرم ، والكيانية لنزار مالك ، فضلا عن الشخصانية بشقيها المتوسطي المسيحي عند “رونيه حبشي” والشخصانية الإسلامية لمحمد عزيز الحبابي، إضافة إلى التداولية لطه عيد الرحمن والتاريخانية لعبد الله العروي .. الخ ، فصرنا ما يناهز العشرين فلسفة ، لكنها مع الأسف لم تقابل عادة إلا بالتشكيك فيها بل إلى حد أنها مجرد بيع للسيارات الأجنبية تقوم بالدعاية لفلسفات غربية ، والذين اشتدوا في تقدهم للفلسفة العربية المعاصرة ، مع الأسف كانوا منا ، مثل ما فعلة محمد عابد الجابري يحاول أن يقصي فلسفة محمد عزيز الحبابي لعلة أنها كتبت بلسان فرنسي ومن ثم لا صلة لها بالخطاب العربي المعاصر ، ووجدنا أيضا عبد الله العروي للأٍسف يشير إلى أن ما يسمي بالفلسفات العربية هي مجرد ملخصات لدروس جامعية وفي أحسن تقدير هي محاولات أدبية ، ، مما أدي بطبيعة الحال إلى ردة فعل إلي قيام محمد عزيز الحبابي لينتفض ضد ما سماه بالتحامل على الفلاسفة العرب دون استثناء والحساسية الخاصة تجاههم وتمني على عبد الله العروى أن يراجع ما سماه أحكامه السريعة بالفلسفة العربية الإسلامية وما اعتبره فرض أحكام بلا مقدمات ولا نتائج وان كلامه مجرد افتراضات ، بحيث يقول هكذا وفي تعليق لا يتعدى سطر واحد :” إذن يصفي عبد الله العروي الحساب مع كل الفلاسفة العرب المعاصرين من المشرق ومن المغرب ” ، ثم يتمني الحبابي من العروي أن يكون قد تراجع عن هذه الأحكام .
إذن نحن أمام موقف يكاد يكون شبه عديمي من تيارات الفلسفة العربية المعاصرة والتي أقول بأنها تجاوزت العشرين تيارا فلسفيا .
وأقف اليوم في هذه الورقة علي أحد أبرز هذه المدارس الفلسفية العربية المعاصرة ، وهي مدرسة الشخصانية الواقعية عند محمد عزيز الحبابي ، ولن أقف موقف العرض الخطي لهذه الفلسفة ، وإما أطرح بعض الإشكالات التي تثيرها هذه الفلسفة والمتعلقة أساساً بالانتقال من الشخصانية الواقعية التي كان قد دعا إليها الحبابي منذ أطروحته لنيل الدكتوراه ، ثم بعد عقد من الزمن وتقريبا حيث وقع تحول ما سماه الحبابي فيما بعد ” الشخصانية الإسلامية” ، فهل يا تري كان هذا الانتقال رغبة منه في هاجس تأصيل الذي استبد بالكثير من فلاسفة العرب ، حيث الوجودي العربي يؤصل لوجوديته الصوفية ، والرحماني العربي يؤصل لفلسفته بالعودة إلى رحم اللغة العربية ، والتداولي العربي اليوم يعود إلي تداولياته العربية ، والجواني يعود إلي جو الإنسان العربي وإلي قلبه وفؤاده ؛ أم أن هذا التأصيل على زعم أنه تأصيل كان مفروضا على الرجل لم يخسره ، وإنما أُجبر على ذلك إجبارا .
دعونا نذهب أكثر وأكثر إلي الدكتور الحبابي لنتعرف عليه فهو فيلسوف، صاحب مشروع فكري متعدد، امتزجت فيه الفلسفة بالرواية والقصة والشعر، بأفق إنساني وتحرري. عمل الراحل على إعادة تأسيس قواعد جديدة للتضامن الإنساني، بمعايير اجتماعية وأخلاقية، من منظور تحرري بالاعتماد على معطيات نفسية ووجودية. لأجل ذلك طور مذهبا فلسفيا، انطلاقا من ربطه بتطلعات العالم الثالث، وطموحاته في الاستقلال والنهضة والتقدم، أوصلته هذه المحاولة إلى اللائحة القصيرة لجائزة نوبل للآداب، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها عام 1987.
وقد تأثر الجبابي بالفكر الفرنسي، فهو خريج جامعة السوربون، لكنه لم يكن أبدا الابن البار للمدرسة الفرنسية، حيث انتقد مفهوم الحرية عند الفيلسوف هنري برجسون، وسجل ملاحظات على النظرية الماركسية، وعلى وجودية الفيلسوف جون بول سارتر، وانحاز إلى الفيلسوف إيمانويل مونيي في الشخصانية، وأسس مذهب الشخصانية الإسلامية، الذي تعزز لديه باستثمار إرث الفلسفة الإسلامية “ابن رشد والغزالي وابن خلدون”، فطوّر على هذا الأساس مفاهيم الكائن والشخص بوصفه ذاتا فردية مندمجة في المجتمع، كما بلور أفكارا حول حرية الشخص ومسؤوليته.
ما الإنسان؟ وكيف يصبح الكائن البشري إنسانا حقا؟ وأي طريق يتعين اتباعه ليكتسب هويته الإنسانية؟ هذه الأسئلة المركزية في فلسفة محمد عزيز الحبابي، التي حاول الإجابة عنها، في عناوين عديدة، في مجال الفلسفة مثل، “الشخصانية الإسلامية” و”من الكائن إلى الشخص” و”من الحريات إلى التحرر” و”ورقات عن فلسفات إسلامية” و”عالم الغد: مدخل إلى الغدية”. كما في الأدب من قبيل “بؤس وضياء” و”يتيم تحت الصفر” و”جيل الظمأ” و”إكسير الحياة” و”العضد على الحديد”.. يذكر أن بعض هذه الأعمال ترجم لأكثر من 30 لغة عالمية.
يكتشف قارئ الحبابي أنه كان مؤمنا بفكرة طالما رددها، حين عد “الفيلسوف الحق هو الذي يتفاعل مع ظروف حياته”، وفي رائعته “العض على الحديد” عدّ “المثقف الحق هو الذي يعيش لعصره ومجتمعه. وإن العض على الحديد ليس إلا العض على الواقع”. لكل ذلك نجد أطروحته الفلسفية الشخصانية الإسلامية مشدودة إلى أرضية الثقافة العربية الإسلامية التي ينتمي إليها، وبلور في خضمها رؤية غدية للمجتمع المأمول، بشروط التحرر والديمقراطية. لقد كانت أفكاره نوعية في زمنه، فهو لم يتحمس للنظريات التي كانت شائعة في تصوراتها المثالية، بل جاءت فلسفته كتخريج ينطلق من الشخصانية العقلانية إلى الشخصانية الإسلامية في أفق الغدية.
يمكن القول مع الأستاذ محمد طيفوري بأن مشروع الحبابي يتضمن ثلاث محطات أساسية، أولا، “الشخصانية الواقعية” التي كانت نتاج بحثه في الدكتوراه أوائل الخمسينيات في جامعة السوربون، وبرزت فيها فكرة الشخص والكائن والتعالي والزمان. ثانيا، “تأويل التراث الإسلامي” بالنبش فيما جاءت به الدعوة المحمدية من تصورات تكرس الشخصانية الواقعية التي أراد الحبابي إظهار عدم تعارضها مع الدين الإسلامي. وثالثا، “بناء الغد” بكل ما فيه من طموحات وتطلعات، بعيدا من فوارق العرق والجنس والدين والجهة والواقع، وبذلك يوضع الإنسان فوق كل اعتبار، ويتم التطلع إلى استرداد كرامته وحريته.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | أصول الأفكار |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 32 |
حجم الملف: | 413.85 كيلو بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 31 مارس 2022 |
قراءة وتنزيل محمد عزيز الحبابي رائد الشخصانية الواقعية pdf من موقع مكتبه إستفادة.