Close

Istefada

تحميل كتاِب مجلة كراسات تربوية العدد الخامس5 2020 pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب مجلة كراسات تربوية العدد الخامس5 2020 pdf برابط مباشر مجاناً

وصف مجلة كراسات تربوية العدد الخامس5 2020 pdf

 

مجلة محكمة تعنى بالتربية والتكوينتقديم
منذ القدم اعتنت الحضارات بالتربية، وأنشأت لذلك مؤسسات تفي بغرض تعليم المهارات والكفايات، وإعادة إنتاج المجتمع. وقد كان ذلك تحت ضغط حاجة الاجتماع، وإقامة المدن والدول، وتجويد الصناعات والمهن. لقد كانت المجتمعات البسيطة، المبنية على العيش وفق ما تهبه الطبيعة مباشرة، بغير حاجة إلى مؤسسات تعلم كيفية اصطياد حيوان أو جني فاكهة أو حفر جذور نبات، حيث كان القدماء والراشدون يمررون المهارات بالقدوة والتقليد، والصغار يتعلمون بالمحاولة والخطأ.
وما أن بنيت القرى الأولى وبدأ الإنسان يدجن النبات والحيوان، حتى بدأ التفكير في تجمعات كبرى تسهل حفظ المؤون والدفاع عن النفس والتجارة. مع المدينة والتجارة كان لابد من اختراع الكتابة للتوثيق وحفظ الحقوق. ومع كل ذلك لابد من دولة ترعى هذه الحقوق وتضمن تنفيذها بالقضاء والشرطة، وتنظيمها بالإدارة. فكان لابد أن تظهر المدارس لتخريج الموظفين الإداريين والكتبة كما هو الأمر في الصين القديمة.
المدرسة الأولى إذا ارتبطت بالإدارة والسلطة، وبذلك يروي المؤرخون صرامتها الأصلية واقترابها من الجندية، خاصة في مباريات الموظفين الكبار والمتوسطي Le mandarins في الصين القديمة.
مع الحضارة اليونانية لا يمكن إلا أن نقف عند تجربتين فريدتين وهما مؤسستا الأكاديميا لأفلاطون، والتي كانت مؤسسة فيها قاعات للدراسة وملعبا رياضيا ومواقع دينية ومكتبة، وتقام فيها دروس وألعاب ومحاضرات. وكما اشترط أفلاطون الهندسة على من أراد أن يتابع الدروس، فقد كانت الرياضيات مادة أساسية في الجامعة. ومن الكتب التي وصلتنا من أفلاطون نفهم الطابع التجريدي القوي للتعلمات، وكذلك الاتجاه السياسي المحافظ.
أما ليسي أرسطو، والذي كان يسمى أيضا بالمدرسة المشائية، فقد كان مؤسسة تكاد تكون مثل الجامعات العصرية، بقاعات وممرات للمشي والحوار. وفي المؤسسة متحف ومكتبة. وقد توزعت الدروس بين الفلسفة والبلاغة والشعر والرياضيات والطب والجدل وعلم الفلك والحياة والنبات والأخلاق والسياسة. ولم يكن الليسي يشمل التدريس فحسب، بل وكذلك البحث والتصنيف خاصة. وحتى نفهم المدرسة الأرسطية لابد من ربطها بعلاقتها بالأمبراطورية الأسكندرية إرادة وتمويلا، ومن ثمة كونها كانت رغبة استمرار السلطة لدولة فيليب وللأرستقراطية الأثينية.
أما في القرون الوسطى سيتكفل الدين بالتربية وتلقين المعارف: سواء على مستوى الاعتقاد والقيم والأخلاق، أم على مستوى التشريع، أو العلوم. فيتخرج من الجامعات الإسلامية، أو من الكنائس، أو البيع، مفسرون للكتب المقدسة، ومؤرخو حياة الأنبياء والصحابة والأحبار والكهنة. ونبغ علماء لغة ونحو وبيان وأدب، وكان ذلك غالبا لفهم النصوص المرجعية، وبعض المتعة للطلبة والمتأدبين. وانفجر من ذلك كله الفقه لربط الأعمال اليومية بالسنن الدينية، ولتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية وشؤون الملك والسلطان. فانتشرت المدنية واتسعت الحضارة واطلع الخريجون على علوم الأمم الأخرى بالترجمة، فظهرت الإلهيات والفلسفة والمنطق. وتطور حسن معاش الناس فظهر الطب والرياضيات والصيدلة والكيمياء والفيزياء. وكان كل ذلك تحت رقابة الفقهاء والقساوسة والكهنة حتى لا تزيغ المعرفة عن الدين في جانبه الأيديولوجي خاصة.
لقد كانت الجامعات الدينية والكنائس والبيع هي التي تجيز الخريجين، وكانت المضامين مدققة وفق معيرة صارمة، قادت إلى الانغلاق والدوغمائية لتعيد تكرار التعلمات على شكل تعاليم بشكل لا ينتهي وفق الملخصات والحواشي والطرر، وتلخيص التلاخيص وشرح الشروح بالهوامش والقصائد الديداكتيكية. فابتعد العلم عن وظيفته الاكتشافية الإبداعية وتخشب في التصنيف والقياس ليقترب من السحر وادعاء امتلاك الحقيقة. إنها لحظة تعب المدرسة السكولائية التي تشبثت بطوطولوجية الاستنباط، تارة تحت محاربة البدعة وأخرى تحت متابعة الساحرات. وليس الأمر في حقيقته سوى الدفاع عن مصالح فقهاء السلطان الذين توجوا أنفسهم فئة فوق المجتمع تأكل من رزقه وتستغل ذهن البسطاء في تجييشهم ضد الأفذاذ أمثال ابن باجة وابن رشد وكوبرنيك وغيرهم.
لقد فجرت فلسفة الأنوار مفهوم التربية وقادته نحو الانعتاق من حجر الكنيسة نحو أخلاق جديدة مبنية على المسؤولية والعقلانية والتعاقد، الأمر الذي أتى أكله في ثورة أرسـت حقوق المواطنة والانعتاق من الاستبدادين السياسي والفكري.
لكن الثورة الأكثر جذرية هي الثورة الصناعية التي ستعيد النظر في علاقة الانسان مع العالم ومع الإنسان ومع الإنتاج ومع السلطة وكل مناحي الحياة، لينتقل التراخي التابع للطبيعة ودوران الأرض حول الشمس كما كان الأمر في الزراعة إلى التقنين الزمني والعقلانية المبنية على المؤهلات، فكان الميلاد الحقيقي للمدرسة بمفهومها الحديث. مدرسة خلفها الحاجة إلى تعلم المهارات العقلية والانتماء الوطني في نفس الوقت. فكان لابد من أن تستفيد من فوائد التقنية الجديدة لتطور العلوم، ومن حالة سيادة الدولة الأمة بل وحتى من الاستعمار الذي وفر الرفاه للمتربول لتنحو نحو دولة الرعاية لتعلن إلزامية التعليم وتعميمه وتنظيمه في مستويات الابتدائي والثانوي، وخلق وزارات ومضامين ومراقبة ودوريات.
بعد الحرب العالمية الثاني وإعادة إعمار أوروبا واستقلال الدول المستعمرة تباعا، ستصبح المدرسة والتربية وتعميمهما مسألة الدولة لتصبحا جماهيريتين تستفيد منهما جميع الفئات الاجتماعية. ليس في الابتدائي فحسب بل وفي الثانوي أيضا، إلى حد إمكانية اعتبار عقد الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ثلاثينية الثانوية. ولم تعد تطرح في أوروبا خاصة مسألة التمدرس التي وصلت إلى التشبع في العقد السبعيني. لكن طرحت إشكالية كبرى وهو كيفية التوفيق بين جماهيرية المدرسة كعدالة والفروقات الطبقية التي تؤثر في النجاح في المدرسة وفي الحياة. الأمر الذي أنتج أحداث 68 الفرنسية كتعبير عن سخط الطلبة تجاه نتائج التخرج والسياسة التعليمية عامة. واتخذ الأمر بعدا فجائعيا في المغرب قبل ذلك في 65 عبر عن سخط عارم في رغبة الدولة الحد من التعميم وإنهاء المصعد الاجتماعي الذي بدأ يؤتي أكله للفئات الشعبية والفقيرة.
وما فتئ الأمر يتفاقم فيما يخص نفس الإشكالية التي ستتفرع إلى إشكاليات عديدة في الألفية الثالثة. ليفكر وبجد في نزع المدرسة عن المجتمع، وعدم رهن النجاح في الحياة بالنجاح في المدرسة. الأمر الذي يعتبر علميا ذي أهمية يمكن أن تحفز نحو التفكير في بدائل للمدرسة التقليدية، دون نسيان الرأسمالية التي تتربص بالمدرسة العمومية وتستغل الظرفية بفك الالتزام للدولة مع المؤسسات المدرسية لبيعها في المزاد.
إن التحديات الكبرى التي تواجهها التربية والمدرسة اليوم ليست تقنية بقدر ما هي فكرية وحقوقية. حيث ينبغي اليوم العودة إلى النقاش الإيتيقي المسؤول حول قيم كبرى مثل الحرية والعدالة والإنصاف. إن التربية بدون بعد إنساني يتوخى الانسان كهدف وليس كوسيلة لا يمكن أن تسمى تربية بالمعني المحرر والمفتح للشخصية، وذلك ضدا على المصالح الفئوية والطبقية والهوياتية الضيقة.
إن تاريخ البشرية هو تاريخ تحسين تعريف الانسان، وليس هناك مجال للتهذيب والرقي بالسلوك الإنساني نحو الفضيلة والجمال وحسن العيش مثل التربية والمدرسة، ومن هنا الحاجة إلى التعلمات التهذيبية مثل الفنون والآداب وكفايات التواصل والقدرة على الوصف والتعبير شفهية وكتابة عن الأشياء والآخر والذات بالملاءمة الكافية. كما أن علاقة الانسان بالأشياء كأشياء مادية، وجسدية وفكرية واجتماعية تحتم التعلمات العلمية التي تسهل تحسين الحقيقة النظرية والعملية على حد سواء. وكل ذلك في تجانس يتجاوز التوجيه المدرسي العقيم إما إلى الآداب أو العلوم أو التكوين المهني.
إن المطلوب اليوم هو التفكير الجدي في ملائمة الحقل التربوي بجميع مكوناته والفاعلين فيه بآخر ما وصلت إليه العلوم الاجتماعية والتربوية، وكذلك الممارسات التدبيرية الكونية في أفق بناء تربية مفتحة للإنسان بمؤهلاته المركبة وذلك على أصعدة محورية كما يالي:
المؤسسة:
لم يعد ممكنا اليوم الاشتغال خارج المؤسسات والتنظيمات التي يتعاون الفاعلون فيها ويكمل بعضهم بعضا في أفق المنهجية المركبة. والأمر يبدأ بالبحث الدقيق في الحاجات الملحة والمتوسطة المدى والبعيدة، من أجل تصور ملائم تضبطه قوانين متوافق عليها من طرف جميع الفرقاء وفق نقاش عمومي جاد ومسؤول. لأن مسألة بناء المؤسسة وتدبيرها لا يمكن أن تكون فردية مهما أوتي الفرد من عبقرية. إن مسألة مأسسة التربية في جميع مستوياتها تضع حدودا مع المحاولة والخطأ والحس المشترك العام وكذلك السياسي الذي يعتمد القوة المباشرة وحدها كقطب مركزي في الرهان، في حين أن أمر التربية مرتبط بالحكمة والمشاريع المجتمعية الملائمة بالقياس الجغرافي والتاريخي والثقافي والمدى والحجم الاقتصادي للدول. ولا تعتبر مسألة المأسسة هذه إغلاقا للمجال للاشتغال وفق داخل يحتاج إلى عدم التدخل السياسي والتشويش الأيديولوجي والديموغاجي والشعبوي فحسب، بل من أجل إنتاج أفكار عالمة تصغي بالملائمة للواقع الحقيقي ولمصلحة الناس كافة.

المتعلم:
العناية بالمتعلم واجب حقوقي وأخلاقي فوق كل اعتبار، ومن هنا مركزيته في العملية التربوية والتعليمية برمتها، سواء عل المستوى الديداكتيكي ومهارات كل تخصص أم على المستوى البيداغوجي العام. وذلك بالاعتناء بالمجموعة والفرد في الحياة المدرسية في بعدها الأنثربولوجي: من الاهتمام بالطقوس اليومية، وصولا إلى الاعتناء بالمحاكاة، مرورا بالعمل على تفتح الحلم والإبداع والخيال. ولا يمكن أن نمركز المتعلم في مشروعنا دون محاربة الهدر وأسبابه، ودون محو الأمية التي تكبل الأسر في أن تساهم في العملية برأس مال معرفي وثقافي يجعل المتعلم لا يشعر بالغربة عندما ينتقل من الأسرة إلى المدرسة.
المعلم:
إن العناية بالمؤسسة التربوية وبالمتعلم لا يتمان دون العناية القصوى بتكوين المعلم تكوينا متينا في تخصصه وفي وسائل إيصال المعارف وتبسيطها وتقويمها. إن مسألة تكوين المعلمين مسألة حاسمة بها تنهض الأمم عندما تختار أجود التلاميذ الذين اجتازوا البكالوريا ليس من حيث جودة المعارف فحسب بل ومن حيث شروط أخرى لا تقل أهمية مثل تفتح الشخصية ومدى استعدادها للتواصل والعمل الجماعي والإنصات والتكوين والمستمر، وربما طلب منه بعض المساهمات الاجتماعية التطوعية وغيرها. إن مهنة المعلم لم تعد تلك التي تقتصر على نقل المعارف والمعلومات فحسب بل أصبحت تتطلب كفايات أخرى مثل التنسيق والإرشاد نحو سبل البحث الرقمي واستعمال المنصات وغير ذلك من المستجدات التي ليست تقنية بالأساس، بل حياتية تنطلق من تعلم الحوار والمرونة والقدرة على اتخاذ القرار.
المضامين:
مسألة المضامين مرتبطة بعوامل حاسمة أساسية وهي الخبرة العلمية المرتبطة بالبحث العلمي أولا، وبالتدريس ثانيا، وبالتأطير ثالثا، ولا يجب أن تتدخل في الأمر اعتبارات المصالح التجارية والسياسية وحتى الأصولية الهوياتية التي قد تدمر المعرفة بالذات وبالغير.
إن مسألة المضامين علمية بالدرجة الأولى، لأنها تروم تحسين الحقيقة النظرية والعملية على حد سواء ومن هنا ضرورة تظافر جهود الجماعات العلمية من مراكز بحث ومختبرات ومجموعات ومجلات ومجاميع لغوية وأكاديمية. كما أن استشارة بعض الجهات الخبيرة في المقاولة والمجتمع المدني وبعض أفذاذ المبدعين، وحتى حسن عيش الحياة اليومية للناس يمكن أن تساعد خاصة في بناء مضامين الثقافة والحضارة والأدب والتواصل والكفايات الحياتية. وهو أمر معمول فيه قبل ذلك في كثير من البلدان التي لا تجعل جدارا سميكا بين المعرفتين العالمة والشعبية.
البيداغوجيا:
إن البيداغوجيا وعلوم التربية أصبحت الآن في صميم اهتمام الشعوب المتحضرة، إيمانا بكون المعرفة، والعلمية خاصة، لا تنحصر في الإنتاج، بل تتعداه إلى نقل المعرفة بتبسيطها وخلق وسائل ذكية من أجل تجديد الأجيال المرتبطة بها كتحسين مستمر. وبذلك تغتني المعرفة نفسها. غير أن أمر البيداغوجيا الآن خرج من الدائرة الضيقة للمدرسة والجامعة نحو تدبير المقاولة والحكامة بأنواعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
د. بن محمد قسطاني
أستاذ باحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا
…………………………
مجلة كراسات تربوية
-العدد الخامس، مارس 2020
-المدير ورئيس التحرير: ذ. الصديق الصادقي العماري
 رقم الهاتف: 212664906365+
Dépôt Légal:2016PE0043
ISSN:2508-9234
مطبعة: شمس برنت CHAM’S PRINT s.a.r.l
-العنوان : 1869 ، قطاع واو حي الرحمة – سلا، المغرب
Adresse : 1869, Lot. Secteur E 335 Hay Rahma – Salé, Maroc

مؤلف: مجلة كراسات تربوية
قسم: علوم التربية
اللغة: العربية
الصفحات: 285
حجم الملف: 3.02 ميجا بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 08 يونيو 2020

قراءة وتنزيل مجلة كراسات تربوية العدد الخامس5 2020 pdf من موقع مكتبه إستفادة.