تنزيل وتحميل كتاِب فلسفة النوماخيا عند ألكسندر دوغين pdf برابط مباشر مجاناً
وصف فلسفة النوماخيا عند ألكسندر دوغين pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةعندما تولي الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” السلطة في روسيا، بدأت مرحلة جديدة في نشاط “دوغين” السياسي حين انتقل من معسكر المعارضة الراديكالية إلى معسكر الموالاة للسلطة. وفي مطلع الألفية كان دوغين يدافع عن أفكار “النزعة الأوراسية المحافظة” التي عرضها على السلطة بصفتها قاعدة أيديولوجية للسلطة الروسية الجديدة. وتولى إدارة مذهب جديد، وهو مذهب الأوراسية الجديدة، وألف كتاباً تحت عنوان ” الطريق الأوراسي كفكر وطني”. ومع استقرار الوضع في روسيا عاد “دوغين” إلى الممارسة العلمية، حيث ألقى محاضرات في جامعة موسكو الحكومية تحت عنوان ” مذاهب ما بعد الفلسفة” صدرت فيما بعد في كتاب . وانتقد فيها المفاهيم الفلسفية الرئيسية في إطار ثلاث تشكيلات تاريخية وهي: تشكيلة ما قبل الحداثة وتشكيلة الحداثة، وتشكيلة ما بعد الحداثة. ولدى حديثه عن مرحلة ما قبل الحداثة، أشار إلى أن فكر الحداثة الذي ولد في أوروبا الغربية، لم يستطع الاستقرار على الأرضية الروسية، حتى في أوساط النخب السياسية والاقتصادية والثقافية. فيما يعيش المجتمع الروسي بجملته مرحلة ما قبل الحداثة.
وألقى دوغين في ديسمبر/كانون الأول عام 2007 محاضرة في موضوع “ النوماخيا ” ، وهي تمثل النواة الصلبة التي ترتكز عليها النظرية السياسية الرابعة ، وهنا في هذه الورقة نشرح فلسفة النوماخيا من وجهة نظر ألكسندر دوغين ، وذلك من خلال الترجمة العربية التي قدمتها قناة الميادين في هذا الصدد .
وننطلق للحديث عن النوماخيا nomachia وهي في الأصلب كلمة روسية وتعني حرفيا ” حرب العقل” ، والتي يمكن اعتبارها أيضا حربا داخل العقل أو حربا ضد العقل ، وهو مشروع يعتمد على دراسة معمقة لمختلف الثقافات ، والأنظمة الفلسفية ، والفنون ، والأديان ، والسمات النفسية ، وخصائص الحضارات الإنسانية ، والنوماخية تقوم على تشريح الشعوب القديمة والحديثة والمتطورة للغاية والبدائية كالمتقدمة تقنيا وتلك التي تفتقر إلى لغة مكتوبة ، فالهدف النهائي من النوماخية هو الإظهار والإثبات القاطع أنه لا يمكن مقاربة وتقييم أي ثقافة بطريقة هرمية ؛ أي متطورة ، أو متخلفة ، من الأعلى إلى الأدنى ، حديثة سابقة للحداثة ، حضارية ، أو متوحشة .. وما إلى ذلك ، بل إن التقييم المسؤولة والدقيقة لأي ثقافة بشرية يجب أن يكون من الداخل ، ومن قبل من ينتمون إليها ، ومن دون فرض ثمة تحيزات خارجية في تأويل تلك الثقافات..
والبروفيسور والمنظر وعالم الاجتماع والمؤرخ الروسي ألكسندر دوغين ، وبحثه الأخير والأحدث عن الحضارات ، يتحدث فيه عن النوماخية ، والتي تعني كما قلنا حرب العقل ، والتي بالإمكان أيضا تصورها بكونها حربا ضمن العقل ، أو حرب العقول ، أو حتي حربا ضد العقل ، فما الذي يعنيه تحديدا بالنوماخية ، وكيف استخلص اسمها ، وما هي أهداف النوماخية ؟ .. ووظائفها؟.. ومادئها؟
وهنا يجيبنا المفكر الروسي الكبير ” ألكسندر دوغين” ، فيقول :” الفكرة الرئيسية هي أن كل ما يتعامل معه الإنسان ليس الأشياء أو العالم المحيط بل أفكاره وحسب ، وبالتالي فإننا نعيش في الأفكار ، لذا نحن أنفسنا عبارة عن أفكار ، ونعيش في داخل الأفكار ، وكل المواجهات والمشكلات والتحالفات والمصادفات واللقاءات ، وكل المجريات الدرامية ، كل شئ موجود في عالم العقل ، بالتالي ربما تكون هذه رؤية فلسفية قريبة من الصوفية والفلسفة الأفلاطونية .. إننا نعيش في عالم من الأفكار ، وعندما نقول إننا سنحارب أحدهم ، أو أننا سنبني هذا النوع من الحضارات ، أو نقوم بإصلاح ديني ما ،فإننا دوما نتعامل مع أفكار ،إذاً ، فإن ” نوماخيا” إنها مفهوم صراع الأفكار ، لأن كل شئ يتكون من أفكار ، أي إن هذا عن كل شئ .
إذن الفكرة الرئيسية كما يقول ألكسندر دوغين هي أننا بحاجة إلى تقليص جميع الظواهر إلى أفكار ، وبعد ذلك نقرأها ، لذا فإن الأفكار مختلفة .. يقول دوغين :” مفهومي يقول إنه ما من فكرة واحدة ، أو روح واحدة ، فكرة مقدسة واحدة ، بل إن كل ثقافة لديها كوكبة من الأفكار ، وأحيانا تكون شديدة التناقض والتعقيد ، وبالتالي فإن الحوار ما بين الحضارات المختلفة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذا الثراء لجدلية كل مجتمع .. لا يمكننا القول مثلا ، إنه في حقبة معينة في الغرب الحديث .. نقول ” حقوق الإنسان” .. ما الذي قد يعنيه هذا بالنسبة إلى الغربيين الذين عاشوا في العصور الوسطي ؟.. ما الذي تعنيه ” حقوق الإنسان” بالنسبة إلى الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية ؟ .. وما الذي تعنيه لقرية إسلامية إندونيسية مثلا ؟.. ما الذي تعنيه بالنسبة إلى قبيلة هندية أمازونية ؟ .. ما الذي تعنيه ” حقوق الإنسان” بالنسبة إلى الأفريقي والبوذي والصيني؟.. عندما نفهم مدي اختلاف وقع كل تلك التعابير باللغات المختلفة ومقدار اختلاف مفهوم الإنسان والحق والقانون والأخلاق والسياسة والثقافة –عندما يمكننا الوصول .. الفنون والأديان .. مصطلح ” حقوق الإنسان” ليس فيه أي شئ عالمي ، لأن الإنسان العصري الليبرالي الغربي يفهم ذلك على أنه ” فرد” ، وفي العصور الوسطي مثلا ، كانت هنالك ” الروح” ، وهي مفهوم مختلف تماما للكلمة بفهمنا الثقافي الليبرالي الغربي ، فإن “الروح” مسألة خيار ، يمكنك أن تؤمني بالروح أولا أو لا تؤمني ، لكنك تبقين فردا .. في العصور الوسطي ، إن قلت إن هذا الرجل ليس لديه روح ، أو تعتقدين بأنه لا يمتلك روحا فسيُنبذ من المجتمع – سيجري التخلص منه – تماما ! – ليس يُعترف به كإنسان – لقد فقد روحه ، كما نقول .. لقد فقد روحه وحقوقه مع روحه .. الأمر ذاته باعتقادي ، ولكن على نحو أكثر تعقيدا في الثقافة الإسلامية ، لا يمكن تصور الإنسان في الثقافة الإسلامية من دون علاقته مع الله .. ليس المُسلم وحسب ، بل الإنسان ، من دون تلك العلاقة الشخصية مع الله ، مثل العلاقة ما بين الأرض والسماء – بالتأكيد ، تماما – لا بد أن توجد .. محور الإنسان وقلبه والله .. هذا هو تعريف الإنسان .. ليس الجسد المادي المتحرك ، ليس الجسد الحيواني .. إن اعتبرنا علي سبيل المثال نظرية ” حقوق الإنسان” في السياق الإسلامي ، فعلينا أن نضع الله في المركز ، أو علاقة الإنسان بالله ، والأمر يختلف أيضا في ” الصين” و” روسيا” .. هذا مثال على مدي اختلاف الحضارات .. مدي اختلاف تعريفاتهم للمادة نفسها .. المادة نفسها ، أو العالم ، أو الموت ، أو الروح ، أو الجسد ، ، أو العلاقة ما بين الأجناس .. كل شئ يجري تعريفه من قبل ” الحضارة” .. لا من قبل قاعدة عالمية ، لكن عندما تحدثنا عن القاعدة العالمية ، فإننا نتعامل فقط مع الغرب الليبرالي الحديث – الذي تبغضه – إنني أبغضه بالتأكيد .
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | الفلسفة المعاصرة |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 35 |
حجم الملف: | 489.52 كيلو بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 12 مارس 2022 |
قراءة وتنزيل فلسفة النوماخيا عند ألكسندر دوغين pdf من موقع مكتبه إستفادة.