تنزيل وتحميل كتاِب شبلي شميِّل رائد نظرية التطور في عصر النهضة العربية pdf برابط مباشر مجاناً
وصف شبلي شميِّل رائد نظرية التطور في عصر النهضة العربية pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةفي نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تحولت مصر ، إلى متنفس رحب لزعماء الفكر والإصلاح العرب، فهي “دار العلم والحرية” بتعبير عبد الرحمن الكواكبي، والتي لولاها ما كان خرج إلى النور كتابه “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد”، فمصر المحتلة في ذلك الوقت كانت حرة بمستنيريها من قادة الفكر وزعماء الإصلاح، وعلى قدر ما كان يمارسه الاحتلال والقصر من حصار لحرية الرأي والتعبير في ذلك الوقت، فقد استطاع رواد النهضة العربية الذين شدوا الرحال إلى مصر، من تحويلها إلى حاضنة لكل صاحب رأي ،حتى وإن كان مخالفاً للموروث الثقافي والديني، ففتحت القاهرة آنذاك أبوابها أمام الأفغاني والكواكبي وأديب إسحق وسليم النقاش ورشيد رضا وشبلي شميل وغيرهم من زعماء النهضة، ومكّنتهم من نشر أدبهم وعلمهم وفنهم وأفكارهم ،حتى الغريب منها، وكان أغرب ما طُرح في تلك الفترة من نظريات تعارضت مع ما هو سائد، سلسلة مقالات نشرها الطبيب والأديب اللبناني شبلي شميل “-1269 –1335- هـ / 1853 – 1917 م ” في مجلة “المقتطف” عن نظرية النشوء والارتقاء والتي جمعها بعد ذلك في كتاب أحدث ضجة غير مسبوقة بعنوان «فلسفة النشوء والارتقاء» نشر عام 1910، والذي ألفه مدافعاً عن نظرية داروين في التطور وأصل الأنواع، ولم يكتفِ بالدفاع عنها في شقها البيولوجي، بل يبدو من كتاباته أنه حاول إسقاطها على الشق الإنساني/الاجتماعي أيضاً، فيرى أنّ مبدأ البقاء للأصلح ليس مقتصراً على التكيّف البيولوجي وتجنب نقائص المراحل السابقة في التطور الجسدي، بل يرى كذلك أنّ المجتمعات تمرّ بعملية مشابهة من التطور . وقد تمّ توجيه العديد من الانتقادات لشميل بسبب موقفه الذي يراه البعض ـ انتقاصياً- من المرأة، والذي استند في هذه الرؤية إلى بعض الفوارق البيولوجية المشتهرة بين الأطباء آنذاك .
صدّر شميل كتابه المثير للجدل بالدعوة إلى التسامح مع المخالفين وإطلاق حرية الفكر، «كن شديد التسامح مع من يخالفك في رأيك ،فإن يكن رأيه كل الصواب، فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك، وأقل ما في إطلاق حرية الفكر والقول تربية الطبع على الشجاعة والصدق وبئس الناس إذا قسروا على الجبن والكذب”.
يُعدّ شبلي شميّل أحد روّاد النهضة في العالَم العربيّ، الذين أخذوا من المَذهب العِلميّ التطوريّ مَنهجاً لهم في دراسة مشكلات الوطن العربيّ في عصرهم. فقد أخذ شبلي شميّل على عاتقه مهمّة تغيير العالَم العربيّ من خلال أعماله المنشورة، سواء أكانت كُتباً أم مقالاتٍ في مجلّات أو يوميّات. ومن هنا حاولَ تنوير العقول الشرقيّة (العربيّة) من خلال طرْح أهمّ مشكلات عصره، مُتجاوِزاً العقبات بتسليط الضوء عليها والعمل على إزالتها.
وفي هذا السياق نُشير إلى أنّ شبلي شميّل قد اجتهد في فهْم المجتمع العربي من خلال المنهَج التطوّري الذي تبنّاه وطبَّقه على جميع الموضوعات المطروحة للنقاش. ولعلّ من أهمّ الموضوعات التي عالَجها شميّل: التربية، والمرأة، والدّين، وحريّة التعبير، وإصلاح القضاء، والاشتراكيّة. وبناءً على ذلك، رأى أنّ الحلّ الأمثل والعلاج الأنجع لمعظم قضايا الوطن العربي يكونان بتبنّي رؤية تطوريّة. ولمّا كان التطوّر في المجتمع شيئاً حتميّاً، فإنّ ذلك لا يمنع من تسريع وتيرة التغيير، وعدم جعْل الحتميّة البيولوجيّة والجدليّة التاريخيّة تعملان لوحدهما.
ولهذا السبب نُظر لشبلي شميل بأنه أول دعاة الإلحاد في الفكر العربي على الإطلاق، كما رأى جورج هارون في “شبلي الشميل”.. رائد نظرية التطور في عصر النهضة” ، وأول داعية للداروينية والمادية في الشرق العربي، وفق المستشرق الروسي ز.ل.ليفين، وقد نجح شبلي شميل في أن يباغت الجماهير بفلسفته التي زحزحت الأفكار عن مألوفها، ودفعت المعتقدات الى الأمام بقوله إن الفلسفة الحقيقية هي الفلسفة الطبيعية، على حد تعبير كمال الحاج الذي اعتبر الشميل ذلك المجهول في بني قومه ومن بني قومه، وما ذلك إلا لأنه تفلسف، والفلسفة بضاعة غير مطلوبة تحت سمائنا. وعلى عكس مارون عبود الذي اعتبره أديباً قبل كل شيء، رأى إليه الحاج على أنه فيلسوف مئة في المئة، بل إنه أحد جهابذة الفلسفة اللبنانية الحديثة وأئمتها نظراً إلى أصالته الفكرية وضخامة النتاج الذي تركه.
وقد ولد بقرية كفر شيما اللبنانيّة سنة 1860. تلقّى تعليمه الابتدائي بقريته قبل الالتحاق بالمدرسة اليسوعيّة بعينطورة فالمدرسة البطريركية ببيروت. وأتقن الفرنسية والأنجليزية إلى جانب العربيّة. وكان أقرانه يلقبونه بـ “الأستاذ الفيلسوف”. عرف بشغفه بدراسة الأدب العربي. درس الطب بالكلية الأميركية في بيروت انطلاقا من سنة 1866، قبل أن يسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، وفيها أتيحت له الفرصة ليطلع على آثار مختلف الاتجاهات الفلسفية والعلمية التي طبعت الحياة الثقافية والسياسية بأوروبا آنذاك. فتأثر بفلسفة فولتير ومونتيسكيو وباخ ومواقفهم النقدية من الكتاب المقدس وتعاليمه، والدين ووجود الإنسان، والأسطورة، مثلما تأثر بأنصار الاتجاه المادي من أتباع أوغست كونت، وخاصة آرائهم حول نشأة الأديان وتطورها فضلا عن نظرية التطور عند داروين.. وأعجب بتعاليم سان سيمون عن الإخاء والمساواة ودعوته إلى النظام الاشتراكي ولغة عالمية تجعل العالم كيانا واحدا وتزول بموجبه الفواصل والحدود بين الدول والبشر. وجّه شبلي شميل سنة 1869 خطابا إلى السلطان عبد الحميد بعنوان “شكوى وآمال” أبرز فيه قيمة الحرية والعدالة والعلم في نهضة الأمم.
وفي سنة 1873 عاد شبلي شميل إلى لبنان ولم يرقه حجم التخلف الذي لقيه ولا سلطة رجال الدين فاختار الانتقال إلى مصر حيث حصل على الجنسيّة المصريّة سنة 1882 واشتغل بالطب، واستطاع سنة 1885 افتتاح مركز طبي مجاني رفقة عدد من أصحابه وأصدر مع الدكتور خليل سعادة وبشارة زلزل مجلة تعنى بالثقافة الطبية اختاروا لها عنوانا “الشفاء”. اجتمع بجمال الدين الأفغاني وحاوره. وأسس مع حفني ناصف جمعية “الاعتدال” التي اعتنت بنشر الآداب العصرية.. وكتب سنة 1908 رسالة إلى رشيد رضا مدافعا عن وجهة نظره حول نظرية النشوء والارتقاء دافعا عن نفسه تهمة الاستهزاء بالأنبياء والكفر بالقيم الروحية.
ومن أبرز الأفكار التي دافع عنها شبلي شميل من الضروري، ، أن يُسهِم الفرد العربي في دفْع عجلة التغيير والتحديث، مع التشديد على أنّ ذلك لن يحدث إلّا إذا وعى الفرد العربي أسباب التخلُّف والتقهقر، والعوائق التي وقفت حجر عثرة أمام التطوّر. لذلك كان شميّل حريصاً على ذكر كلّ العوائق التي تسبَّبت في تقهقر الشرق بعامّة والعرب بخاصّة؛ حيث كان ينقص الفرد الشرقي التعلُّم بالدرجة الأولى، وحتّى إذا توافَر ذلك، فقد كانت العقول الجامدة والمُقلِّدة تُهَيمِن على المناهِج رافِضةً كلّ تغيير. كما كانت تركِّز على الموضوعات الدينيّة وتُحاوِل شرح العلوم الطبيعيّة الوضعيّة بمنظور العلوم الدينيّة، في مُحاولةٍ للتوفيق بينهما. وقد ترتَّب عن ذلك أمرٌ خطير هو أنّ المعرفة أصبحت تدور في فضاءٍ فارغ بسبب ركود العقل واتّباع الأوهام، والابتعاد عن المعرفة الموضوعيّة والعلوم التجريبيّة المستقلِّة عن العقائد القديمة الضارّة بكلّ تقدّم. ومن هنا حاولَ شميّل أن يُلقي الضوء على أهمّ العقبات والعوائق المسؤولة عن تخلُّف الشرق والعرب على وجه الخصوص. فكانت الأسباب مُتعدِّدة برأيه ومتنوِّعة، ولعلّ أهمّها انتشار الأميّة والاستعمار، والاستبداد السياسي، وتكاسُل المثقّفين وتقاعسهم عن القيام بالدَّور المنوط بهم. ولقد أشار إلى تلك الأسباب مجتمعةً في مقالةٍ له في جريدة “البصير”، حيث لخَّص الوضعيّة بعبارة موجَزة بليغة وصفَ بها المشرق العربي بأنّه “ميّت في صورة حيّ”، وعدَّد الأسباب المحوريّة في تأخُّر الشرق وتخلّفه وعدم أخْذه بأسباب الحداثة والتنوير، آخذاً بعَين الاعتبار طبيعة البلد وأثرها في الإنسان، وفي مسألتَيْ التقدُّم أو التخلُّف. فخصوبة الأرض برأيه هي من العوامل المُشجِّعة على الخمول والكسل وحُبّ الملذّات، وهذا الواقع هو عكس المناطق التي يعيش أهلها في قسوة الطبيعة، حيث تُساعدهم هذة القسوة ليكونوا أقوياء وأشدّاء، ولكي يعملوا بجدّ ومن دون تراخٍ.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | سير وتراجم وحياة الأعلام من الناس |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 27 |
حجم الملف: | 3.52 ميجا بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 11 أبريل 2022 |
قراءة وتنزيل شبلي شميِّل رائد نظرية التطور في عصر النهضة العربية pdf من موقع مكتبه إستفادة.