Close

Istefada

تحميل كتاِب خير الدين التونسي منارة الإصلاح والتنوير في تونس pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب خير الدين التونسي منارة الإصلاح والتنوير في تونس pdf برابط مباشر مجاناً

وصف خير الدين التونسي منارة الإصلاح والتنوير في تونس pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد القرن الثالث عشر الهجري منعطفًا خطيرًا في التاريخ الإسلامي؛ فدولة الخلافة العثمانية قد دبَّ في أوصالها التعب، وحل بها الوهن، وأصبحت كيانًا ضخمًا ضعيف البنية، كليل البصر، تتناوشه سهام الأعداء من كل جانب، وتُقتطع أجزاء غالية من أرضه، وتُغلُّ يده في ممارسة حكمه، وتُعرض عليه معاهدات جائرة تحدُّ من نفوذه وسلطانه، ولم تنسَ الدول الأوروبية ما كانت عليه الدولة العثمانية من قوة وجاه، وما قامت به من فتوح في قلب أوروبا، وظل حقدها الأسود يعمل في قلبها حتى وجدت فرصتها، فنفّست عما فيه من ضغينة وكراهية، ولم تكن هناك فرصة أسنح من حالة الضعف التي عليها الدولة العثمانية في القرن الثالث عشر الهجري.
وفي وسط هذه الأجواء الحالكة تداعت صيحات المصلحين للخروج من هذا النفق المظلم، والتطلع إلى بشائر الصباح، وكانت تركيا ومصر وتونس ملتقى تلك الصيحات التي تصارع الفناء والضياع، وتدعو إلى اليقظة وإصلاح التعليم، والمطالبة بالشورى ومقاومة الاستبداد. وكانت قد أقيمت في مصر تجربة إصلاحية قام بهامحمد علي، غير أن معاهدة لندن في سنة (1256هـ= 1840م) وَأَدَتْها، غير أن آثار تلك الحركة الإصلاحية دفعت بمصر خطوات قليلة إلى الإمام، بفضل بعض مفكريها ومصلحيها مثل: علي مبارك، ورفاعة رافع الطهطاوي ومحمد عبده، وشهدت تونس في هذه الفترة نهضة مماثلة، في عهد الباي أحمد (1253 ـ 1276هـ = 1837ـ1859م)، وكان معجبًا بمحمد علي ومتأثرًا به؛ فبدأ بإصلاح الجيش وبنائه على النمط الفرنسي مثلما فعل، وسار خلفاؤه من بعده على هذا النهج، وكان لخير الدين التونسي (1820 – 1889) يد في حركة الإصلاح التي شهدتها البلاد ، حيث عُرف ﺑ “أبو النهضة” نتيجة لما حققه، وكان الحامي الأول للأراضي التونسية من الأطماع الفرنسية في عهده.
كما شكَّل نموذجاً حيّاً للمصلح السياسي والاجتماعي، الذي سعى لتغيير البلاد التونسية في محاولة للرقي بها، حيث ناهض الحكم الاستبدادي القائم على الحكم الفردي، سواء في تونس أم في الأستانة، من خلال سعيه للحدِّ من سلطات الباي والسلطان عبد الحميد، كما حاول النقل عن الغرب مستفيداً من رحلاته الدبلوماسية واحتكاكه بالتجربة الحضارية الأوروبية، ضمن ما يسمح به الوضع في تونس خلال القرن التاسع عشر، وهو ما جعله رائد الإصلاح في البلاد التونسية خلال هذه الحقبة التاريخية. إلا أن تجربته الإصلاحية واجهت مقاومة داخلية وخارجية من قوى الفساد وهو ما أدى إلى فشلها.
كما ساهمت زيارات خير الدين باشا باعتباره مبعوثاً للباي إلى أكثر من اثني عشر بلداً أوروبياً (فرنسا وإنجلترا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وهولندا والسويد والدنمارك وبلجيكا… إلخ) في بلورة حسه الإصلاحي؛ فقد انبهر خلالها بمظاهر التقدم الأوروبي في مختلف الميادين (سياسياً وثقافياً واقتصادياً وعمرانياً)، وتعرَّف على نُظُمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ليس هذا فقط بل لعبت السنوات الأربع التي أمضاها في باريس لمعالجة الدعوى القضائية التي رفعها الوزير السابق في الحكومة محمود بن عياد ضد تونس، دوراً مهمّاً في تعرُّفه على المجتمع الفرنسي والثقافة والحضارة الفرنسية التي كان متأثراً بها، وفي احتكاكه برجال السياسة وفهمه لأغراضهم، ووضع عينه على أسباب رقي الأمم، وحاول المقارنة بينها وبين أوضاع تونس، ووقف على البون الكبير بينهما.
ولعل الشيء الأبرز الذي لفت نظره في المدنية الحديثة هو نزعتها الديمقراطية، ومن هنا كان دأبه أن تتمثل تونس في البلدان التي زارها واطلع على أحوالها خاصة فرنسا، التي كانت في ذلك الحين بلغت شوطاً مهمّاً في هذا المجال، لذلك حاول معرفة أسباب تأخُّر تونس، وكيف لها أن ترتقي؟ وهو ما كان له أثر كبير على حياته المستقبلية وبرنامجه الإصلاحي، الذي ركز فيه على دعائم التقدم الأوروبي المتمثلة في التربية والتعليم والقوانين التنظيمية والنهضة الاقتصادية.
ولم يكن أحد يعلم أن الطفل خير الدين التونسي الذي وقع في الأسر وفقد والديه ثم بيع في سوق الرقيق، سيشق طريقه بكفاح وجد واجتهاد، بعلم وعمل وفكر مستنير، ليصبح مصلحاً ووزيراً بل وكاتباً ترك بصمات شاهدة على عظمة ما صنع وما خطط وما درس وما نفذ، ولم يرتض يوماً الذل والهوان لأمته، شأنه في ذلك شأن العظماء يرحلون وتبقى سيرهم خالدة، تتوارثها الأجيال، وتستخلص منها الحكم والعبر، والدروس الراقية، وتعرف البشرية جمعاء بأن العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
هكذا سار التونسي مرفوع الرأس يرفض الجهل بل ويحاربه، ويبحث عن سر تطور الدول الأوروبية ونهضتها ليقتدي بمسيرتها ويتجنب نواقصها، من دون أن يمس بمبادئ دينه وشريعته الإسلامية السمحاء.
من أهم مؤلفاته “أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك”، و”دراسة الأسس التي قامت عليها المدنية الغربية”، وكتب سيرته الذاتية تحت عنوان “إلى أولادي.. مذكرات حياتي الخاصة والسياسية”.
ولد سنة 1820 في قرية بجبال القوقاز وكل ما يعرفه عن نفسه أنه عبد مملوك ينتمي إلى قبيلة ” أباظه ” ببلاد الشركس بالجنوب الشرقي من جبال القوقاز وأن والده توفي في إحدى الوقائع العثمانية ضد روسيا، فأسر وهو طفل على اثر غارة، ثم بيع في سوق العبيد بإسطنبول، فتربى في بيت نقيب الأشراف تحسين بك، وانتهى به المطاف إلى قصر باي تونس عندما اشتراه رجال الباي من سيده.. وجيئ بخير الدين إلى تونس وهو في السابعة عشر من عمره سنة 1837، وأصبح مملوكا لأحمد باشا باي الذي قربه وحرص على تربيته وتعليمه. ولحدة ذهنه أقبل على تحصيل الفنون العسكرية و السياسية والتاريخ . عين مشرفا على مكتب العلوم الحربية، اتضحت خصاله الحربية جلية وفاز بالمراتب العسكرية عن جدارة فولاه أحمد باي أميرا للواء الخيالة سنة 1849.
وفي 1854 أرسله أحمد باشا باي إلى فرنسا لبيع مجوهرات لصرف ثمنها لإعانة تركيا في حربها ضد روسيا؛ وفي سنة 1857 عين وزير للبحر فقام بالعديد من الإصلاحات من أهمها تحسين ميناء حلق الوادي وتنظيم إدارة الوزارة وإصلاح لباس الجيش البحري وضبط اتفاقيات وقوانين مع الأجانب لحفظ الأراضي التونسية .

مؤلف:
قسم: أصول الأفكار
اللغة: العربية
الصفحات: 27
حجم الملف: 3.35 ميجا بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 26 مارس 2022

قراءة وتنزيل خير الدين التونسي منارة الإصلاح والتنوير في تونس pdf من موقع مكتبه إستفادة.