تنزيل وتحميل كتاِب حسين مروة الشهيد العاشق للمادية الجدلية pdf برابط مباشر مجاناً
وصف حسين مروة الشهيد العاشق للمادية الجدلية pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيقال أنّ النسر إذا بلغ أربعين عاماً، فإنه يطير إلى قمة عالية، ثم ينتف ريشه، ويضرب منقاره بصخرة صلبة حتى يكسره، وكذلك يفعل بمخالبه، ثم يمكث في عزلته شهوراً، فإذا بمنقار جديد أكثر حدة يخرج مكان القديم، ومخالب أشدّ قوة تنبت بدلاً من تلك التي أصابها الزمن بالوهن، بينما يكسو الجسدَ ريشٌ جديد، أكثر بريقاً، فيعود النسر شاباً ليعيش بعدها أربعين سنة أخرى .
ولقد حسين مروة (1910-1987)، نسرا عملاقا حمل في يديه رمحين ، الأول رمح في يد الأدب ، والثاني رمح في يد الفكر يخترق بهما السحب والآفاق الممتدة، ولهذا ُعد حسين مروة بشهادة كثير من الباحثين بأنه يمثل أحد نماذج المفكرين والمثقفين التنويرين والنهضويين العرب، الذين امتازوا باستيعاب التراث العربي الإسلامي بمختلف أوجهه من طرف ، والثقافة الحديثة من طرف آخر ، ليوالفوا ما بين التليد والحديث ، ولكن يظل حسين مروة مع ذلك حالة مميزة من بين المفكرين التنويرين العرب وذلك لسببين : الأول : إنه كان في الأصل رجل دين تتلمذ في حوزات النجف الدينية متشربا بطبيعة الحال ثقافة عربية –إسلامية بنكهة تقليدية شيعية ، والثاني إنه استطاع في الوقت نفسه أن يتزود من معين الثقافة عموماً ؛ والعلمانية خصوصاً ووجها اليساري وبشكل أخص بوجهها الماركسي – الاشتراكي يضاف إلى دراسته الدينية ، ليقدم من خلال هذه التوليفة المركبة والمعقدة شيئا جديدا يتناسب والمنطق الديالكتيكي المتشبع بالعلم الذي تبناه حسين مروة منذ تعرفه على الفكر الحديث ، في مجال القراءة المختلفة للتراث العربي الإسلامي ، وخاصة الفلسفة .
وهذا ما تجلي في كتابه ” النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ( الجاهلية – نشأة وصدر الإسلام )” ، والذي صدر عام 1987م وهو يضم أربعة مجلدات صدرت تحت عنوان عام للسلسلة “النزعات المادية في الفلسفة العربية” غير أن كل مجلد حمل عنواناً خاصاً وعالج موضوعاً واحداً، المجلد الأول: “النزوعات المادية في الفلسفة العربية-الإسلامية الجاهلية- نشأة وصدر الإسلام” هذا هو عنوان المجلد أما محتواه فهو عبارة عن مقدمة منهجية للكتاب ودراسة مرحلتي الجاهلية وصدر الإسلام. المجلد الثاني جاء تحت عنوان: “النزوعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية المعتزلة-الأشعرية-المنطق” وعالج موضوع علم الكلام عند المعتزلة والأشعرية، ثم علم المنطق الصوري الأسطاطاليسي لكون المعتزلة أول من استخدمه. أما المجلد الثالث فجاء تحت عنوان “النزعات المادية في الفلسفة العربية-الإسلامية تبلور الفلسفة-التصوف-إخوان الصفا”، وفيه تحدث المؤلف عن التصوف وذلك عبر مثاليين فقط هما ابن عربي والسهروردي، ورسائل إخوان الصفا، وقدم نبذة عن تطور العلوم عند العرب، وأخيراً حمل المجلد الرابع عنوان “النزعات المادية في الفلسفة العربية-الإسلامية الكندي-الفارابي-ابن سينا” وفيه تحدث المؤلف عن مرحلة نضخ الفلسفة عند كل من الكندي، الفارابي، ابن سينا.. ويبقى كتاب النزعات المادّيّة أحد العناصر الثقافية المهمّة التي يمثابة مرجع قويّ وأساسيّ في العصر الحديث.
وبذلك يعتبر حسين مروة أحد أهم الرواد في قراءة التراث العربي – الإسلامي قراءة مادية جدلية، وذلك انطلاقا من “أن التراث موضوع معرفة، وان المعرفة هذه تُنتَج، وان سيرورة انتاج المعرفة سيروة معقدة تتمفصل فيها عناصر متعددة من اهمها، إن لم نقل اهمها على الاطلاق، هو عنصر ادوات الانتاج” ، وهنا تكمن شرعية المنهج الماركسي، في هذه الضرورة الموضوعية في استخدام المفاهيم النظرية كأدوات لإنتاج المعرفة العلمية بالتراث.. إنه، بتعبير آخر ، يسمح للفكر المعلّق في سماء تصوراته وتجريداته بان يعيد اكتشاف القاعدة المادية التي منها انطلق، فيتعرّف نفسه بعد ان كان ينسى نفسه، او ينسيه إياها فكر مثالي.. لماذا لا يكون لفكر التوحيد قاعدته المادية؟ من الارض يخرج هذا الفكر، لا من السماء، برغم ان السماء هي، لوعيه وفي وعيه، أصل له. لذا كان الوجود الاجتماعي المادي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي واشكاله، وليس العكس.
من هذا الفكر الماركسي انطلقَ، إذن، المفكر الماركسي الشهيد حسين مروة ، في محاولته انتاج معرفة التراث، ومنه انطلق ليؤكد ، في ملموس بحثه ، ان الفكر الثوري للطبقة العاملة هو القادر على التملك المعرفي للتراث، من موقع اختلافه مع ما سبقه من أفكار، لأنه هذا الاختلاف نفسه، أساسي لذلك التملك المعرفي، ولأن الطبقة العاملة وريثة كل ما هو ثوري في التاريخ.
ولهذا يقال إن حسين مروة عمل على إنجاز نزعاته المادية قرابة خمسة عشر عاما من البحث والجهد والتنقيب والدراسة ، لكن قبل هذا مثل حسين مروة قلعة ثقافية شامخة في المعمار الثقافي العربي الحديث ، فهو بالإضافة إلى كونه فيلسوفا كان أديبا ، وسياسيا، وناقدا ، وشيخا، ؛ فعلى امتداد أكثر من خمسين عاما كان له حضوره في الساحة الثقافية العربية ، وهو الذي بدا بصفحة الأدب متمردا على أجواء النجف المتزمتة ، ليصبح أحد أعمدة الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين الذين نادوا بتثوير التراث.
ولقد درس مروة التراث، ووضع يده على الكيفية التي بات يُقرأ بها على عواهنه، ليقرر كسر حلقة السرد والتكرار الرتيبة، ومضى يمارس نوعاً من التفكيك المفاهيمي لمعطياته، واضعاً يده على مكامن الفكر الثوري في ثناياه، وفي أحيان كثيرة كان يقوم بتثوير هذا الفكر العربي القديم لغة ومضموناً، فالتصوف مثلاً -في ظنه- لم يكن مجرد حالة إنعزالية يصاحبها الزهد، وإنما يرمز إلى حركة ثورية يكشف عنها المحتوى الأيديولوجي للفكر الصوفي نفسه، والذي ينطوي، وفق مروّة، على نظرية ثورية بوضعها التاريخي، فحركة الزهد في مراحلها الأولى، وفي تطوراتها اللاحقة، تكشف عن كونها موقفا ثورياً يرفض في جوهره ما ذهب إليه أطراف النزاع السياسي المتأجج منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان، قبل أنْ تتحول بنية هذا السلوك الانعزالي إلى رؤية فلسفية أكثر شمولاً، يراها أصبحت تمثل مرجعية فكرية لقوى المعارضة منذ العصر العباسي، وهو ما يفسّر قيام السلطة بملاحقة المتصوفة ومحاكمتهم، وإنزال أشدّ العقاب بهم، وقد بلغ الأمر ذروته بصلب الحلاج، قبل أنْ يتم إفراغ التّصوف من مضمونه بتحوله (الطرقي)، ليصبح وسيلة لتخدير الجماهير، وتثبيط كل جنوح نحو التمرد والثورة.
وفي معالجته لمسألة القوانين الموضوعية في الطبيعة، مضى مروة يتتبع النزعات المادية، مؤكداً أنّ المعتزلة استشرفوا وجود تلك القوانين التى تجري وفقها الظاهرات الطبيعية كلها، مدللاً على ذلك بالرجوع إلى مبحث “الجزء الذي لا يتجزأ” وإلى مختلف آراء المعتزلة في مسألة الجوهر والعرض، متتبعاً ما أسماه بمحاولات معتزلية لتصور هذه القوانين، مستخرجاً ومحللاً المقاربات التى ترجح ذلك، مثل مقولات الشهرستاني حول خضوع كل جسم طبيعي لقوانين ثابتة: “إذا دفع الحجر اندفع، وإذا بلغت قوة الدفع مبلغها عاد الحجر إلى مكانه بمقتضى الطبيعة”، وهو ما يجد فيه محاولات لتلمس الوجود الموضوعي لقوانين الطبيعة، والتي تتلاقي في الوقت نفسه مع طروحات معمر بن عباد السلمي: “الحياة فعل الحي، القدرة فعل القادر، الموت فعل الميت”، ويتجلى كل ذلك في قوله الصريح إنّ “حركات الفلك وكل ما اشتمل عليه الفلك من ذي حركة أو سكون، وتأليف وافتراق ومماسة ومباينة، فعل غير الله”، اتفاقاً مع كلام الجاحظ الوارد في قوله: “إنّ للأجسام طبائع وأفعالاً مخصوصة بها”.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | سير وتراجم وحياة الأعلام من الناس |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 28 |
حجم الملف: | 3.51 ميجا بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 07 أبريل 2022 |
قراءة وتنزيل حسين مروة الشهيد العاشق للمادية الجدلية pdf من موقع مكتبه إستفادة.