تحميل كتاِب الضباب pdf رابط مباشر

تنزيل وتحميل كتاِب الضباب pdf برابط مباشر مجاناً

وصف الضباب pdf

عبـــــــدالله خلـــــــيفة
‏‏‏‏‏‏كاتب وروائي
الضباب لـ عبـــــــدالله خلــــــــيفة، بحث في أزمة المثقف والهاجس الداخلي
في رواية (الضباب) لم يشغل عبـــــــدالله خلــــــــيفة ‏‏‏‏‏بهاجس موضوعي خارجي على نحو ما عودنا في رواياته السابقة, وإنما شغل بهاجس ذاتي داخلي يتصل بموقع المثقف في مجتمع استهلاكي متغير, انطلاقاً من التجربة الفردية الذاتية, وهو ما يعد أمراً طارئاً في عالم عبـــــــدالله خلــــــــيفة ‏‏‏‏‏‏الروائي، الذي كان يغلب عليه الاهتمام بالهواجس الاجتماعية الموضوعية. إن (أحمد ناصر) بطل الرواية الكاتب الصحفي المثقف كان يعيش حياة الطبقة الوسطى في المجتمع, ولكن الأيام ما تلبث أن تعصف بحياته عندما يجد نفسه مفصولاً من عمله, ويبحث عن عمل آخر فلا يجد, ومن هنا يتعرض للضياع والتشرد والإدمان. ويغتال أحد الأشخاص المهمين في المدينة, فيعتقل (أحمد ناصر) ورفيقه سعيد بتهمة تدبير ذلك الاغتيال, ويلقى في غياهب السجن طوال عشر سنوات, فيعاني من التعذيب ويفقد رجولته ويودع في مستشفى الأمراض العقلية, ثم يفرج عنه أخيراً, بينما يموت رفيقه (سعيد) تحت وطأة التنكيل. وعندما يخرج من السجن يجد الحياة قد تغيرت كثيراً, ويلجأ إلى جده المسن الذي يموت فيصبح (أحمد ناصر) مضطراً إلى العيش في خرابة مشرداً لا يؤنسه سوى (خاتون) المومس التي كانت تحمل إليه شيئا مما يسد به رمقه. وتغتصب فتاة صغيرة عند شاطئ البحر فينقذها (أحمد ناصر) ويحملها إلى المستشفى, ولكنهم يعتقلونه ويعيدونه إلى السجن بتهمة اغتصابها, ويحكم عليه بالإعدام. وإذا كان عبـــــــدالله خلــــــــيفة ‏‏‏‏‏‏قد ركز على مصير المثقف في هذه الرواية, فإنه لم يتجاهل المجتمع الذي أفرز مأساة ذلك المثقف, إن (أحمد ناصر) الذي يفقد وظيفته في المجتمع يتخلى عنه أشقاؤه وأقاربه ورفاقه ويعاملونه بوصفه مشرداً غريباً. إن شقيقه (خالد) أثرى وأصبح صاحب معمل, يتنكر له ويتبرأ منه عند فصله من عمله فينظر إليه بوصفه (عار العائلة) أما شقيقه الآخر (عمر) فإنه هو الآخر يعامله معاملة الغريب أما أصدقاؤه القدامى فإن رياح التغيير تصيبهم جميعاً فيصبحون تجاراً كباراً. وإذا كان المجتمع قد تغير في نظر (أحمد ناصر) فإن المكان قد تغير أيضاً, ولذلك فإننا نراه يبحث عن الأمكنة الحميمة, فالمكان الذي كان يقبع فيه بيئة العتيق بنيت فيه (عمارة حديثة مليئة بالشقق والمحلات التجارية) أما البحر الذي كان يشكل مساحة للرؤى الجميلة والأحلام والرزق, فقد يغير هو الآخر. ويعد في الرواية رمزاً لآخر قشة يمكن أن يتشبث بها (أحمد ناصر) المثقف المنهار في عالم متغير, وكأنه يريد أن يعود إلى البدائية التي تعيد إليه معنى الحياة, ويفر من لفح الحضارة التي يومأ إليها بالمكيفات الصناعية. وإذا كان المجتمع متغيراً, وإذا كان المكان متغيراً في هذه الرواية, فإن (أحمد ناصر) كان متغيراً كذلك. وهو نفسه ينكر ذاته ويظل يتساءل على امتداد فصول الرواية: من أنا؟ ولعلنا نستطيع أن نتخذ هذا السؤال ذاته مدخلا إلى التثمين الفني لهذه الرواية, ذلك أن عبـــــــدالله خلــــــــيفة كان همه في أعماله السابقة التي كتبها قبل هذه الرواية أن يطرح أسئلة استفهام حول ذات البطل, ومن هنا كان إغراق عبدالله خليفة في اصطناع الأساليب التي وظفها من قبل يتفاوت في أعماله السابقة. ومنها الاسترجاع: وقد استخدم كثيراً في الرواية, بالرغم من أن (أحمد ناصر) كان يريد أن يهرب من ماضيه الحافل بالأسى والعذاب عن طريق الإدمان, فإن ذلك الماضي كان يطارده ويفرض نفسه عليه متجلياً في أسلوب الاسترجاع الذي تبنى الرواية برمتها على تقنياته, ولكن الاسترجاع في هذه الرواية يختلف عن الاسترجاع في روايات الكاتب الأخرى, لأنه كان استرجاعاً قسرياً أحياناً. البناء: وهو في هذه الرواية يعتمد على الاسترجاع تحديداً, فالكاتب لم يبدأ روايته من أول حدث غير مجرى حياة (أحمد ناصر) , وإنما بدأها بآخر حدث في حياته, ثم أخذ يسترجع الأحداث الأخرى اعتماداً على الذاكرة. وهكذا فإننا لسنا أمام حدث له بداية وعقدة ونهاية, ولسنا أمام زمن تصاعدي يسلك الأحداث, وانما نحن أمام أمشاج ذكريات وتداع حر لأحداث ووقائع جرت بين طيات الماضي.
توظيف الأشياء والأحياء: ذلك ان الكاتب في هذه الرواية خاصة يوظف البحر بأسلوب فني غير مباشر. إنه لم يلجأ إلى الخطاب التقريري الذي يؤكد أهمية البحر بالنسبة إلى (أحمد ناصر) أو بالنسبة إليه بوصفه كاتباً. كما ان الكاتب في هذه الرواية يوظف الكلاب توظيفاً ذكياً, فيجعل لوجودها في حياة (أحمد ناصر) المشرد دلالة إنشائية بعد ان هجره أقاربه وأصدقاؤه, وكأنه وجد في الكلاب صفة الوفاء التي افتقدها في البشر. ومهما يكن من أمر, فإن عبـــــــدالله خلــــــــيفة في هذه الرواية لم يدر ظهره لطروحاته المعروفة التي رأيناها في أعماله السابقة, ولكنه ركز على المثقف ومعاناته, محاولاً أن يحطم بنية الحدث التقليدية, وهو ما فتح أمامه الباب واسعاً أمام توظيف أساليبه وتقنياته المعهودة, وخاصة أسلوب الاسترجاع.

قراءة وتنزيل الضباب pdf من موقع مكتبه إستفادة.