Close

Istefada

تحميل كتاِب الصراع الجيوسياسي بين الأوراسية والأطلسية pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب الصراع الجيوسياسي بين الأوراسية والأطلسية pdf برابط مباشر مجاناً

وصف الصراع الجيوسياسي بين الأوراسية والأطلسية pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةالأوراسية والأطلسية .. مصطلحان يوجدان في العلوم السياسية والاستراتيجية ، فمصطلح الأوراسية تشير إلى أوربا وآسيا ، وأما مصطلح الأطلسية ويقصد بها أوربا الغربية بالأساس والولايات المتحدة الأمريكية .. والصراع بين الأوراسية والأطلسية يتجسد في الصراع على أوربا ، فلو آسيا نجحت وفي قلبها روسيا في أن تستطيع أن تستحوذ على أوربا نجحت الأوراسية ومن ثم تحكم العالم، ولو حدث العكس نجحت الأطلسية ومن ثم تحكم العالم وهذا هو جوهر الصراع بينهما!
والسؤال : هل يمكن أن يؤسس لتقارب أعمق بين روسيا من جانب وتركيا وإيران وبلدان آسيا الوسطى من جانب آخر ؟ وهل لفكرة قيام اتحاد أخوي يجمع السولاف والتُرْك والفُرْس أن تجتذب المنطقة السوفيتية السابقة ؟
وفي الإجابة عن هذه التساؤلات يمكن القول بأن المشروع الأوراسي يمثل أحد اتجاهات الفكر الاجتماعي والسياسي في روسيا. وقد ظهرت الفكرة الأوراسية Eurasia في مطلع القرن العشرين، صنعت المدرسة الجيوبوليتيكية، منطق الدولة الروسية، وألكسندر دوغين هو أبرز أقطابها؛ فهو العقل الجيوبوليتيكي الأكبر الذي حدد مسارات الإستراتيجية الكبرى لروسيا المعاصرة في العالم حتى اليوم. قول واحد “الجغرافيا” كلمة السر الدائمة في الاستراتيجيات الروسية؛ فلا يستطيع أي حاكم التغاضي عن ضرورات تأمين أراضيها الشاسعة؛ لهذا آمن “القياصرة” في كل العهود بالتفكير الإمبريالي؛ لتحييد التهديدات عن الحدود أو القضاء عليها، ونظروا إلى الديموقراطية والليبرالية والاقتصاد المفتوح بوصفها خطراً؛ وذلك انبثاقاً من دافعين أساسيين: الحمائية والاستثنائية: تأسيس نظام اجتماعي وسياسي داخلي تكون فيه روسيا علمانية قوية، يمنح الدولة قدرة الدفاع عن مصالحها وكبح العدائيات خارجياً؛ هكذا ظل “الجيوبوليتيك الدفاعي” استراتيجية مؤطّرة لموقع روسيا في النظام الدولي (1).
وجوهر الجيوبوليتيكا هو تحليل العلاقات السياسية الدولية في ضوء التركيب الجغرافي؛ لذا تختلف الآراء الجيوبوليتيكية باختلاف أوضاع الجغرافيا التي تتغير بتغير تكنولوجيا الإنسان. يقول الجغرافي البريطاني الأشهر هالفورد ماكيندر: “لكل قرن جيوبوليتيكيته”. تحت حكم فلاديمير بوتين ينصب اهتمام الدب الروسي على “أوراسيا” التي وصفها ماكيندر بأنها “قلب العالم”، وهي المنطقة الممتدة من أوروبا وآسيا وحافتها الأفريقية، بما يشمل الشرق الأوسط، 56 % من مساحة اليابسة، و 85 % من سكان العالم، وتحيط بها مسطحات مائية، تتجاوز ثلاثة أضعاف اليابسة، قدرات زراعية وصناعية هائلة وممرات اتصال وتجارة برية وبحرية وجوية، فالقوة التي تتموضع في مفاصل “أوراسيا” براً وبحراً وجواً، تضمن الهيمنة عالمياً، ومن ثم يمكن فهم الصراع الرهيب بين مشاريع الهيمنة في العصر الحديث، من “مشروع مارشال” وحلف “الناتو” الأميركي – الغربي، إلى مشروع “الطريق والحزام” الصيني، إلى “الأوراسية الجديدة” المشروع الروسي الذي يربط موسكو عبر دوائر متداخلة بالدول الآسيوية والأوروبية والشرق الأوسطية والأفريقية، أولى حلقاتها دول الاتحاد السوفياتي السابق؛ بوصفها منطقة نفوذ خالصة لروسيا، أمام التمدد الغربي، من خلال عقد شراكات وتقارب اقتصادي وسياسي مع الدول التي تشاركها الحدود، أو التدخل عسكرياً عند اللزوم، كما حدث في القرم وأوكرانيا وجورجيا، أو أبعد في سوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى…إلخ (2).
ومن هنا أضحت الأوراسيا كناية عن المنطقة الجغرافية التي تجمع جزءً من آسيا وجزء من أوروبا دون أن تكون آسيوية أو أوربية ، وهذا هو حال روسيا ، وإحياء هذا المفهوم الرائج في أدبيات الجغراسياسيين ، من خلال الأعمال الفكرية الرائدة ، ملأ بعض الفراغ الهائل الذي خلفه الاتحاد السوفيتي وراءه ؛ فالروس الذين عاشوا في إمبراطورية شاسعة قرابة سبعين عام ، باسم العقيدة الشيوعية ، وسيطروا فيها على مصائر شعوب وأمم طيلة الحرب الباردة ، ووقفوا فيها موقف الخصم الموازي أمام القطب الآخر ، وهو الولايات المتحدة ، أصيبوا بالإحباط الشديد لدي أفول كل شئ فجأة ، بل شعروا بتهديد الهوية الذاتية حين تقلصت الحدود وتداخل السكان ، فأصبحوا غرباء غير مرغوب فيهم في أصقاع كثيرة من هذا المدي الأوراسي الواسع الذي هيمن عليه الاتحاد السوفيتي، وفي محاولة استكشاف أسباب هزيمة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة ، يعتبر دوغين في البداية أن المواجهة ما بين المعسكر السوفيتي وحلف الأطلسي كانت الصيغة الصافية من صيغ المواجهة بين قوي الأرض والبحر في التاريخ (3).
ولهذا يؤكد انصار الفكر الأوراسي أن الحضارة الغربية راكدة متعثرة ولا تمثل الحضارة البشرية المشتركة، بل هي تقود البشرية إلى طريق مسدود. ومن وجهة نظرهم كل محاولات التجديد والتحديث وفق السيناريوهات الأوروبية الغربية كانت وستبقى مدمرة فتاكة بالنسبة للشعوب الأوروبية الآسيوية، كما يعارض الأوراسيون النظريات الغربية اللبرالية التي تعتبر روسيا جزءاً من اوروبا ملزما بالتوجه نحو الغرب ، مشددين على ان رسالة روسيا كنواة ومركز للعالم الأوراسي تتلخص أيضا في التصدي لتوسع الحضارة الغربية عالميا، وفي مواجهة هذا التوسع يطرحون مشروع إئتلاف للشعوب الأوراسية بوصفه ضمانة للأمن الجماعي لروسيا وباقي دول أوراسيا.
ومن ثم يمثل المشروع الأوراسي اليوم ايديولوجية للتكامل الجديد في المجال ما بعد السوفيتي، وخصوصا في آسيا الوسطى والمركزية، ولتطوير علاقات روسيا مع إيران وتركيا، والاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان ، وكذلك أنشطة هيئات دولية مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون يعتبرها الأوراسيون خطوات واقعية على طريق التكامل. واللافت أن أفكار المشروع الأوراسي تلقى اليوم انتشارا بهذا القدر أو ذاك لدى الأوساط السياسية في روسيا، وكذلك في عدد من دول المجال ما بعد السوفيتي، إلا أن الأوراسيين يتعرضون في الوقت ذاته إلى انتقادات ليست قليلة. فالمتشككون، ورغم اعترافهم ببعض مسلمات وأطروحات الأوراسيين، إنما يعتبرون فكرة تأسيس ائتلاف أخوي من الصقالبة والترك والفرس على أراضي ما يسمى أوراسيا انما هي مجرد فكرة جميلة غير قابلة للتنفيذ.

مؤلف:
قسم: السياسة المعاصرة
اللغة: العربية
الصفحات: 27
حجم الملف: 3.34 ميجا بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 28 فبراير 2022

قراءة وتنزيل الصراع الجيوسياسي بين الأوراسية والأطلسية pdf من موقع مكتبه إستفادة.