تنزيل وتحميل كتاِب الإنترنت المظلم ونظرية الابتزاز الجنسي pdf برابط مباشر مجاناً
وصف الإنترنت المظلم ونظرية الابتزاز الجنسي pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةلا يمكن لأي إنسان مهما يكن علي هذه الأرض أن ينكر الإنترنت الذي أضحي لنا اليوم يمثل شئ مهم جدا في حياتنا كلها ، واعتقد أن كل الناس قد أدركت أهمية الإنترنت ، لا سيما بعد انتشار جائحة كورونا ، التي كانت سببا مهما في زيادة عدد الإنترنت حول العالم بشكل كبير جدا ، حيث تجاوز إلى أكثر من 4 مليار حتى يناير 2022 ، ويكفي أن نعرف أن عدد مستخدمي الإنترنت قد زاد تقريبا 800 مليون مستخدم خلال السنتين الماضيتين ، وكما قلنا لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الإنترنت في حياتنا ، وكذلك لا يستطيع أحد أن ينكر تأثير الإنترنت على حياتنا وتغييره للمجتمع ، وتأثيره على أفكارنا وعاداتنا .
علاوة علي أن الإنترنت قد كشف كثير من عيوب المجتمعات التي كنا لا يعرف عنها شئ وليست معروف على الملأ ، وواحدة من أهم المشاكل التي بدأت تنتشر مع انتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم كله ، ألا وهي ” الابتزاز الإلكتروني”.
والابتزاز الإلكتروني هي عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين كالإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية. وعادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيس بوك، تويتر، وإنستغرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع. وتتزايد عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة.
وغالبًا تبدأ العملية عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التواصل عن طريق برامج المحادثات المرئية (Video conferencing)، ليقوم بعد ذلك المبتز بإستدراج الضحية وتسجيل المحادثة التي تحتوي على محتوى مسيء وفاضح للضحية. ثم يقوم أخيرا بتهديده وابتزازه بطلب تحويل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز في بعض الحالات إلى إسناد أوامر مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد مستغلًا بذلك استسلام الضحية وجهلة بالأساليب المتبعة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
وتعد جريمة الابتزاز الإلكتروني من الجرائم المستحدثة بفعل التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات، مما جعل من العالم قرية صغيرة، وسهل الكثير من أمور الحياة، ولا يخفى ما لهذا التطور من فوائد في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية إلا أنه لم يخلو من مواطن خلل، فقد سهلت لظهور نوع من المجرمين يستخدمون هذه التقنيات لتنفيذ جرائمهم بواسطتها، الابتزاز الإلكتروني هو الابتزاز الذي يتم باستخدام الإمكانيات التكنولوجية الحديثة ضد ضحايا أغلبهم من النساء ويقع فيها الرجال ويكون اغلبها الابتزاز ماديا.
للأسف فقد أصبح الابتزاز عبر الإنترنت من أكثر الجرائم التي تتناولها أخبار الحوادث في مصر والعالم العربي ، الأمر الذي يتمثل في صور وفيديوهات فاضحة لاستغلال فتاة بهدف الحصول على مكسب مادي، وأحياناً جنسي، وغالباً ما تكون تلك الوقائع بين من ربطت بينهما سابقاً علاقة عاطفية أو خطبة، وأحياناً زواج، لكن هناك أساليب أخرى يصل بها أحياناً المبتز للوسيلة التي يهدد بها ضحيته بالفضيحة.
والابتزاز الجنسي هو نوع من أنواع الابتزاز الإلكتروني ، فهو أسلوب يتّبعه بعض الناس، لإزعاج وإيذاء وإلحاق الضرر أو الفائدة المادية، من شخص ما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك والتويتر والواتس اب والسكايب وتطبيقات أخرى، ومن أبرز الأساليب المتبعة في هذه العملية، نشر مقاطع فيديو في وضعيات محرجة للضحية أو صور أو محادثات جنسية، وغيرها من الأمور التي يتلاعبون بها بحياة ومشاعر الشخص المستهدف.
ويعرف الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت بمجموعة من السلوكيات التي تستخدم المحتوى الرقمي (الصور، ومقاطع الفيديو، والمشاركات، والرسائل، … وغيرها) على مجموعة متنوعة من المنصات الخاصة أو العامة، والتي تجعل الشخص يشعر بالتهديد، أو الاستغلال، أو الإكراه، أو الإذلال، أو الانزعاج، أو التحيز الجنسي، أو التمييز ضده، ويمكن تصنيفه إلى أربعة سلوكيّات هي: المشاركة غير التوافقية للصور ومقاطع الفيديو الجنسية، الاستغلال والإكراه والتهديد، التنمر الجنسي، محاولة إنشاء تواصل جنسيّ غير مرغوب فيه.
ولا تقتصر تلك الجرائم على حصول مرتكبيها على صور خاصة بأوضاع مثيرة جنسيًا للضحايا بشكل مباشر، بل قد تتعدى ذلك بحصولهم على مقاطع فيديو مصورة وغيرها من الأمور الشخصية، عن طريق قرصنة الهواتف، وقد يحدث ذلك من خلال بيع الضحية لجهازه من دون أن يتأكد من فعالية تطبيقات إعادة الصور المحذوفة.
وتتعرض المرأة للابتزاز الجنسي الالكتروني أكثر من الرجل، وهذا يرتبط بشكل كبير بذهنية المجتمع الذي ربط شرف العائلة وسمعتها بالفتاة، ووجود ما يسمى بجرائم الشرف، فيتم استغلال هذه النقطة وخداع الفتيات والحصول على صورهن أو مقاطع فيديو لهن، سواء عن طريق قصص الحب أو سرقة محتوى الجوالات أو تهكير الصفحات وتهديدهن فيما بعد لأغراض جنسية أو مالية أو انتقامية، وبسبب الخوف من المجتمع والفضيحة وردة فعل الأهل، ربما يتم معالجة المشكلة بمشكلة أكبر، لأن الذهنية السائدة بالمجتمع هو لوم الضحية وإلقاء مسؤولية ما حصل عليها.
وفي السنوات الماضية بعد تطور مواقع التواصل الاجتماعي تزايدت جرائم الابتزاز الإلكتروني سواء كانت عاطفية أو مادية مُوقعةً في شراكها الأبناء والفتيات ضحايا مكبلين بالخوف والارتباك والانعزال ويقع شريحة كبيرة من الأطفال لعمليات ابتزاز جنسي عبر الإنترنت من خلال “الشات”، واستقطباهم في أحاديث جنسية، حيث يتقمص خارجون عن القانون شخصيات سيدات لابتزاز المراهقين جنسياً، وتبادل إرسال الصور، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة المساومات والابتزاز المادي، حيث لا يجد المراهقون مفراً من سداد الأموال المطلوبة منهم، خوفاً من الفضيحة، ولا يلجأ الضحايا لمباحث الإنترنت، إلا عندما تضيق عليهم الدنيا، وقتها فقط يقررون اللجوء للشرطة لتحرير بلاغات ضد هؤلاء الأشخاص، بينما يفضل البعض الاستمرار في دور الضحية، خوفاً من الفضيحة، في ظل تهديد المتهمين له بنشر صوره العارية التى أرسلها لهم على الشات، بعدما أوهموه أنهم سيدات. وصولاً للإرهاب الإلكتروني، الأمر الذي جعل وزارة الداخلية تكافح هذه الجرائم من خلال مباحث الانترنت.
وكنسبة تقديرية كل 100 شخص يستخدم الانترنت هناك شخص واحد تعرض للابتزاز الإلكتروني بعدة طرق سواء عبر تسجيل صوتي، أو فيديو، أو صور، أو حتى شات أحيانا ويعتبر هذا الرقم ضخم جدا ونسبة كبيرة جدا منهم لا يلجئون لطلب المساعدة خوفا من الفضيحة، وغالبا من يقع في هذا الاحتيال هم أشخاص ليسوا ذو خبرة جيدة في استخدام الإنترنت أو وسائل التواصل من برامج أو مواقع دعتهم شهوتهم أو فضولهم للتواصل مع شخص من أجل تبادل العرض أو التواصل المباشر وتراهم ما يلبس أن يقوم احد المجرمين بالاحتيال عليهم بغية طلب أموال أو حتى تصل طلباتهم أحيانا للمزيد لحد لا يمكن تصوره كالابتزاز الجنسي.
والشخص الذي يقوم بهذا العمل من الابتزاز يعد مجرم وعمله يعد جريمة تكافحها مختلف الدول وتقوم الحكومات بمساعدة الاشخاص وإخفاء هويتهم لكي لا يتعرضوا للفضيحة أو لضرر نفسي جراء شهوة، أو غيرها استغلها مجرم قام بالنصب، أو الاحتيال إلكترونيا، ليحصل على المال، أو غيره وقد تصل في بعض الاشخاص المجني عليهم أحيانا إلى الإنتحار.
وقد شهدت الفترة الأخيرة حالة من الجدل بعد أن أنهت فتاة حياتها بمنطقة الهرم، لابتزاز شخص لها عبر “فيس بوك”، إذ طلب الشاب من الفتاة إرسال صورا عارية لها، إلا أنها رفضت طلبه، وعلى إثر ذلك هددها بإبلاغ أهلها بأنه يمتلك صورًا جنسية لها، ما دفع الفتاة على إنهاء حياتها خوفًا من الفضيحة.
ولا ننسي كيف أثارت قضية بسنت التي تبلغ 16 عاما جدلا واسعا بعد تعرضها للابتزاز الجنسي بتركيب صور لها لا تخصها من قبل شباب ساهموا أيضا في نشرها، الأمر الذي أودى بالفتاة إلى الاكتئاب والانتحار في نهاية المطاف بعد ترك رسالة مؤثرة.
ولا شك في أن عدم وجود وعي كاف وثقافة معاصرة تواكب وتسلط الضوء على خطورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي اقتحمت حياتنا وخصوصياتنا بشكل فجائي ودون سابق انذار كان سبباً رئيسياً في انتشار هذه الظاهرة، حتى إننا لا نبالغ إذا قلنا بأنها هذه الوسائل أصبحت اليوم تحتل شيئا فشيئا محل وسائل الإعلام ( تلفزيون وراديو وصحف ..الخ..).. فسهولة ارتكاب الجريمة هنا وبساطتها من استخدام أسماء وهمية أو حسابات الكترونية مزورة تساعد في ازدياد عدد الجرائم دون أن يدرك فاعلها العواقب الوخيمة التي تترتب على ارتكابه للجرم ، وهذا يحتم على الجهات الرقابية والتربوية نشر الوعي وثقافة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ولا بأس من قيام وزارة التربية من تخصيص مادة تعنى بتوعية الأطفال وتوجهيهم للاستخدام الآمن لتلك المواقع إسوة بنشر الثقافة المرورية.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | قضايا مجتمعية |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 35 |
حجم الملف: | 453.66 كيلو بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 30 يناير 2022 |
قراءة وتنزيل الإنترنت المظلم ونظرية الابتزاز الجنسي pdf من موقع مكتبه إستفادة.