تحميل كتاِب ياسين التهامي كروان الصعيد وعميد الإنشاد الديني pdf رابط مباشر

تنزيل وتحميل كتاِب ياسين التهامي كروان الصعيد وعميد الإنشاد الديني pdf برابط مباشر مجاناً

وصف ياسين التهامي كروان الصعيد وعميد الإنشاد الديني pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةلا شك في أن صعيد مصر يمثل بيئة ذات طبيعة خاصة، حيث خرج من أحضانه عباقرة في جميع المجالات السياسية والثقافية والدينية أمثال العقاد ، وطه حسين، ورفاعة الطهطاوي، وأئمة الجامع الأزهر، مثل الشيخ المراغي، والشيخ محمد سيد طنطاوي، وفى التلاوة أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ أحمد الرزيقى، وفى فن الإنشاد كانت هناك شخصيات لها مآثر كبرى تربعت على عرش هذا اللون من المديح، وعلى رأسهم يأتي الشيخ ياسين التهامي كروان الصعيد وشيخ المنشدين، والذي علمنا أن دولة المنشدين مليئة بالمداحين الذين يصدحون ويغردون بأصواتهم فيطربون سامعيهم بأجمل الكلمات، ولكن هناك منهم من إذا أنشد حرك الأرواح ورقاها بل وجعلها تسبح في الملكوت.
يعد الشيخ ياسين التهامي ظاهرة فريدة من نوعها في عالم الإنشاد الديني، وخصوصاً بعدما أطلقت عنه الصحافة الإسبانية عدة ألقاب مثل: “ظاهرة الشرق ياسين العظيم”، “شيخ المنشدين، كروان الصعيد، وبلبل الصعيد”، ألقاب كثيرة ارتبطت به، كأشهر منشد في مصر خلال العقود الماضية، وأكثرهم تجديدا، وذلك لكونه نجح خلال السنوات الماضية من أن ينقل الانشاد الديني من ساحات الصوفية وسرادقات الموالد إلى دور الأوبرا، وأكبر مسارح أوروبا، ومن سمعته من المتصوفين، إلى طبقة المثقفين؛ نظرًا لعمق الكلمات التي يستعين بها وشجن الموسيقى الصوفية التي تلمس القلوب.
وقد بزغ نجم الشيخ ياسين منذ منتصف السبعينيات كمنشد ديني، منافساً بذلك الشيخ “أحمد التوني”- سيد هذا الفن حينئذ، واستطاع التربع على عرش الإنشاد، والارتقاء به من الأسلوب الدارج والكلمات العامية إلى تطعيمه بأرقى وأجمل ألوان الشعر الصوفي الفصيح، كما يتمتع بمعرفة موسيقية عالية، وتنقل مرن وسلس جداً بين المقامات.. ويمتلك طاقة ومساحة صوتية هائلة أغرت باحثًا أمريكيًا مثل “مايكل فروشكوف” بتخصيص دراسة كاملة عن أدائه الصوتي، ودفعت المستشرق الألماني “كولن” إلى أن يفرد له قسما مستقلا فى كتابه عن الموسيقى الشرقية؛ باعتباره مرتجلا لنغم صوفي جديد من دون تعليم أو دراسة أكاديمية.
وياسين التهامي رغم ارتجاله، ورغم أنه لم يحصل على دراسات أكاديمية أو علمية يمكن اعتباره أفضل منشد عربي في علاقته مع الموسيقى وتوظيفه لها في الإنشاد؛ فهو يتعامل مع المقامات الموسيقية بحساسية نادرة، يتنقل فيها، ويزاوج بينها بمهارة لم يعرفها المنشدون الدينيون، وربما لا يوازيه في هذه الموهبة سوى المطرب العملاق صباح فخري.
وقد أبدع ياسين بهذه الموهبة لونًا جديدًا في الإنشاد الديني لم يكن موجودًا من قبل، يزاوج فيه بين إيقاعات النغم الشرقي الأصيل والنغم الشعبي، وأدخل فيه الآلات الموسيقية على اختلاف أنواعها، ونوّع من المقامات الموسيقية المتعارف عليها؛ فطوّر بذلك في الإنشاد الديني، وميزه عن أنواع مختلفة قد تتداخل معه؛ مثل الابتهال الديني الذي قدمه كبار المنشدين من أمثال النقشبندي، ونصر الدين طوبار ،وطه الفشني، ليس على مستوى الكلمة فقط.. بل وكذلك اللحن وشكل الأداء؛ فقد ظل الابتهال أقرب للدعاء والمناجاة، ولا يرتبط فيه المبتهل بإيقاع بعينه.. بل هو حر في أغلب الأحيان، وتصاحبه دائمًا بطانة تردد خلفه من دون موسيقى غالبا. بينما طور ياسين لونا من الإنشاد يعتمد على إدخال المقامات الشرقية -بما فيها المقامات المهجورة- على القصائد الدينية والتنويع بينها، وكذلك الآلات الموسيقية على اختلافها من كمان وناي وقانون وأكورديون… ومزج بين إيقاعات النغم الصعيدي وإيقاعات النغم الشرقي الأصيل.
كما اختلف ياسين التهامي أيضا في طريقة الأداء التي تعتمد أساسا على العلاقة مع الجمهور وتقوم على التفاعل والتأثير المتبادل، خاصة أنه يقدم في الميادين والموالد والشوارع مباشرة إلى الجمهور. رغم جمال موسيقاه تبدو وكأنها تسير على غير قاعدة، وأحيانا متشابهة في أغلب ما ينشده؛ فإن هذا يصدق فقط على الاستهلال، أما فيما بعد الاستهلال تكون أكثر انتظاما، ولكل قصيدة موسيقاها الخاصة بها، حتى إن بدت للوهلة الأولى متشابهة، وفي معظم الأحيان تفرض القصيدة المقام الموسيقي الخاص بها، والذي قد يتغير في القصيدة الواحدة. فهناك قصائد تغير مقامها ولحنها الآن من مرحلة عمرية لأخرى ومن مكان لآخر، وكثيرا ما يدخل تغييرًا ليس على المقام الموسيقي فقط بل وعلى كلمات وأبيات القصيدة نفسها.

قراءة وتنزيل ياسين التهامي كروان الصعيد وعميد الإنشاد الديني pdf من موقع مكتبه إستفادة.