تنزيل وتحميل كتاِب نقد العقل الراكد قراءة في مشروع مسعود محمد الفكري برابط مباشر مجاناً
وصف نقد العقل الراكد قراءة في مشروع مسعود محمد الفكري
الأستاذ الدكتور يادكار لطيف الشهرزوري، أستاذ النقد الحديث والسرديات في قسم اللغة العربية – كلية اللغات – جامعة صلاح الدين – أربيل. إقليم كردستان – العراق
المؤلفات:
– له ثلاثة عشر كتاباً باللغة العربية والكردية، فضلاً عن ثلاثة كتب مشتركة، منها:
– 1-جماليات التلقي في السرد القرآني. دار الزمان. دمشق. 2010.
– 2-المفاتيح الشعرية – قراءة أسلوبية في شعر بشار بن برد. دار الزمان. دمشق. 2012.
– 3-الظاهراتية والنقد الأدبي – الأصول المعرفية للمناهج النقدية – قصيدة جذر السوسن لأدونيس ميداناً تطبيقياً. دار الزمان. دمشق. 2015.
– 4-السرديات المعاصرة من قبل الحداثة إلى بعد ما بعد الحداثة – ثورة الخيال السردي. دار الزمان.
– دمشق. 2018.
– 5-الإنسان الفاعل في القرآن. باللغة الكردية، دار محوي، أربيل، إقليم كردستان العراق. 2018.
– 6-العرفان والحياة – منظور تأويلي لشعر محوي. (باللغة الكردية)، دار ريدار، أربيل، إقليم كردستان العراق. 2020.
– 7- نظريات التلقي من جمالية التلقي إلى نقد استجابة القارئ. (باللغة الكردية)، مؤسسة كلاويز، إقليم كردستان العراق، 2010.
– 8- كتاب جماعي بعنوان: روايات تحسين كرمياني من غواية القراءة إلى تجليات المنهج، دار السطور، بغداد، 2018.
– 9- كتاب جماعي بعنوان: فتنة السرد وحضور المسرود – قراءات في رواية سعد محمد رحيم (ظلال جسد ضفاف الرغبة)، دار نينوى، دمشق، 2019.
– 10- المصطلح في العربية: القضايا والآفاق، دار كنوز المعرفة – الأردن، 2020.
11-نقد العقل الراكد – قراءة في مشروع مسعود محمّد الفكري دار الابتكار – الأردن 2021
12-من الغياب إلى الاغتراب – دراسات نقدية داخل كثافات نصية. دار الابتكار – الأردن 2021تتسم كتابات مسعود محمد بالعمق المعرفي والثراء الثقافي، إذ نشّط الكاتب فكره وقلمه في مجالات معرفية متعدّدة، كاللغة والأدب والفكر والسياسة والتاريخ، ويغلب على جميع هذه المجالات التي اشتغل عليها تفكير عميق، ووضوح الرؤية، وعدم الانجرار وراء التيار السائد، ونقد العقل الراكد المتحجّر على الرغم من علوّ صوته، وامتلاكه لأدوات الإقصاء والتهميش. ويمتدّ هذا المسار النقدي عنده إلى معظم نتاجاته الفكرية والأدبية بدءاً بـ(حاجي قادری كۆیی) و(مرۆڤ و دهروبهر – الإنسان وما حوله) (إعادة التوازن إلی میزان مختل) و(إلى الأمير حسن پور حيثما يكون)، وانتهاء بـ(إلى العظيم غورباتشوف) و(بيروسترويكا غورباتشوف – نقد وتحليل) و(من هموم الحياة) و(المجتمع البشري ..؟ لماذا يشبه مستشفى المجانين).
هناك تقاطب فكري كبير بين مسار مسعود محمّد الفكري في كتاباته مع مسار مفكرين وفلاسفة بارزين، أمثال أبي حامد الغزالي في الفلسفة الإسلامية، والفيلسوف المثالي الألماني (أمّانوئيل كانط) في الفلسفة الغربية الحديثة. وكثمرة من ثمرات اطّلاعي على نتاجات هؤلاء الفلاسفة الثلاث الكبار، اهتديت إلى هذا التلاقي في توجههم الفكري وفي وقوفهم جميعاً في وجه الانغلاق الفكري، والتعصّب الآيدلوجي الذي يؤدّي إلى التخلّف ووأد الفاعلية لدى الفرد والمجتمع.
استوحيت عنوان هذه الدراسة من منهج أبي حامد الغزالي في كتبه، ولاسيما من كتابه (تهافت الفلاسفة) و(ميزان العمل)، ومن نهج الفيلسوف الألماني (أمانؤيل كانط) الفكري، وتحديداً من كتابه (نقد العقل المحض)، إذ وجدت المسار الفكري العام لدى مسعود محمد، قريباً من مسار الغزالي ومن مسار كانط الفكري، اللذين يعتمدان على العقل، ويعوّلان عليه في بناء الوعي الإنساني، مع عدم الانحسار – في الوقت نفسه – في البعد المادي المحسوس، وإخضاع العقل نفسه للنقد والتدقيق. إذ ركّز الغزالي كثيراً على رؤية الواقع الفكري والمعيشي كما هو، دون التقيّد بمنظورات لا تستطيع انعكاس الواقع وحقائقه لارتباطها بأشخاص آخرين، وبزمان ومكان مغاير لزماننا ومكاننا. أمّا كانط، فقد جعل من العقل وتحديد حدود قدرته منطلقاً لمشروعه التنويري الكبير، الذي جعل من الفلسفة الألمانية فلسفة فاعلة في خارطة الفلسفة العالمية، وجعل من ألمانيا دولة متماسكة قوية، وتعدّ مسائل العقل، والمطلق، والمعرفة، والدراية، والعلم، والطبيعة، والتاريخ، والفن، والدين، والأخلاق، والقانون، والدولة، والدفاع عن كرامة الإنسان، وحريته، من أهم المسائل المركزية للمثالية الألمانية. وهي مسائل وجدت طريقها في المسار الفكري لدى مسعود محمد، وتفرّغ للدفاع عنها طيلة حياته.
تنبع أهمية هذه الدراسة من مشروع مسعود محمد الفكري ذاته، ومن عمقه، ورؤيته الدقيقة، وطول نظره، فعلى الرغم من أنّ الاتجاه الفكري النقدي التأملي لديه جاء معظمه في سياق نقده للفكر المادي الماركسي، ودكتاتورية ستالين، وتبعية سقيمة للماركسي المحلّي للماركسي الدولي، إلاّ أن سعة اطلاع الكاتب، وتنوّعه، وتجاربه السياسية والإدارية والاجتماعية، وإخلاصه للمعرفة، وللإنسان، جعل من مشروعه غير مرتبط بهذا المسار وحده، بل يمكننا القول إنّ مشروعه الفكري تأملٌ معرفيّ في الوجود والإنسان، ونقد للتخلّف، والاستغلال، وغياب الرؤية والمنهج، والاستبداد ومطلق الدكتاتورية حيثما يكون، وأنّى يكون، كما يشير إلى ذلك هو نفسه في كتابه إلى العظيم غورباتشوف. كلّ ذلك فضلاً عن خلفيته المعرفية، وانتمائه الأصيل لأرضه وشعبه، فحركة لسانه، ونشاط قلمه، ونقاوة فكره، كانت كلها نابعة من حبّه لأرضه ووطنه ومواطنيه، فلم يكن نقده للفكر المادي، وللشيوعية الكردية بدافع الكراهية، فهو يُبدي استعداده التوقف عن النقد والانتقاد، “إذا استطاعت الشيوعية الكردية أن تخفّف تشدّدها في التعصب المغالي للأممية، وتقف منها مثل موقف الأحزاب الشيوعية في فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، كي تمثّل إزاءها خاصة مصلحة الشعب الكردي، استخلاصاً لها من ذوبانها الحالي في لجّة القضايا العالمية التي ليس فيها حيّز لذكر الـ(كرد)، ولا أشترط عليها بعد ذلك شروطاً صعبة تأباها طبيعتها الطبقية أو يستثقلها ضعفها النسبي، أو يعاكسها فيها ظروف لا تدفع، فإني أقطع على نفسي عهداً منذ الآن بألاّ يتحرّك لساني أو قلمي في غير حمدها”( ).
تمكّن كتابات مسعود محمد القارئَ من الوقوف على الأحداث الداخلية والخارجية للعراق والمنطقة، وتجعله قادراً على فهم حركة التاريخ، وطبيعة البشر والجماعات والأمم، وتوسع مداركه لفهم لعبة السياسات المحلية والعالمية، إذ إنّ قربه من المجتمع، وإخلاصه له، وإحاطاته العلمية، وإتقانه للغات عديدة كالكردية والعربية والفارسية والانكليزية، والسعة الثقافية التي انطلق منها؛ جعلت من مؤلّفاته موسوعة معرفية مركزة، ولصيقة – في الوقت نفسه – بالواقع، وقوية في الإقناع، وقريبة مع التجربة الحياتية الحيّة للقارئ، وكلّ ذلك بسبب كثرة الاستشهادات المستنبطة من واقع تجربته المتنوعة الثرية، ومن تأملاته الفكرية العميقة، ووفرة المعلومات المأخوذة من المصادر العلمية المتعدّدة المتنوعة. أمّا أسلوبه، فإنّه على الرغم من عمقه، وبلاغته التعبيرية الكبيرة، وكثرة الأسلوب الحجاجي، ومتانة الأداء، فإنّها تمتاز بالعمق، وتعدد المستوى الأدائي، وبجمال الصياغة، وذلك بفعل تمكنّه اللغوي الراسخ من اللغتين التي كتب بهما؛ وهما اللسان الكوردي واللسان العربي.
تندرج كتابات مسعود محمد ضمن ما يمكن تسميته بمشروع خلق الذاكرة القومية والوطنية لجيلنا الحالي وللأجيال اللاحقة، لأنّ كثرة الأحداث المسرودة، والأسماء المذكورة، والوقائع المعروضة التي تضمنتها كتاباته، عبر حضور قوي للوعي، والشعور بالمسؤولية، لثروة وطنية، ومادة طيّعة لبناء مجتمعاتنا على نحو سليم، ومدّ جسر التواصل بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وتمثل رصيداً معرفياً لذاكرتنا التي أصابها الهرم والتشتت والضياع.
تتألف الدراسة من أربعة فصول رئيسة؛ يتطرق الباحث في الفصل الأول (مفاهيم تأسيسية) إلى بيان القصد من النقد والعقل الراكد، ويتألف من ثلاثة محاور: النقد والمسار الفكري النقدي، ومفهوم العقل الراكد، والعقل ونقد العقل الراكد عند مسعود محمد. ويأتي الفصل الثاني تحت عنوان: (تجليات العقل الراكد وتفكيكه)، وهو يتكون من محورين أيضاً هما: تجليات العقد السياسي الراكد، وتفكيك العقل الراكد. ويتضمن الفصل الثالث المعنون (نقد العقل التمثيلي الراكد) ثلاثة محاور: العقل الثوري المطلق، والعقل التمثيلي الراكد وغياب الرؤية، ودحض العقل الإنشائي). وربط الفصل الرابع: (نقد العقل الراكد والمجال العام)، الذي يتضمّن محورين (مفهوم المجال العام) و(المجال العام في مشروع مسعود محمد الفكري) مسعى الكاتب في نظرته الواقعية الفكرية، بالمسعى الفكري عند فلاسفة معاصرين ركّزوا على الجانب نفسه من خلال حديثهم عن المجال العام ودور الوعي والتجربة اليومية في صياغة هذا المجال الحيوي.
إنّ تصدّي مسعود محمد للعقل الراكد في عصره، ومناهضته للمسار الانخداعي التمثيلي، مشروع طويل المدى، وغير مرتبط بعصره وزمانه، إذ نجد فاعلية رؤيته النقدية، وعقله الواعي مفيدة في واقعنا الراهن الذي ابتلى بالعقل الاستبدادي والاحتكاري والآيدولوجي والطائفي والحزبي الضيّق، وقد تحوّل عالمنا المعاصر بفعل هذا الواقع السياسي والآيولوجي المتردّي إلى عالم مشتّت يعيش على صفيح من النار، وهو يطفح بتوترات جعلت منه غير مستقر اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فالأمن الغذائي والنفسي مفقود، ويجد المواطن نفسه في دوامة الخوف المستمر، فأصبحت الفوضى وغياب الرؤية، ووضع الخطط المعلم البارز لوجودنا المحلّي والإقليمي.. .
مؤلف: | أ. د. يادكار لطيف الشهرزوري |
قسم: | الفلسفة المعاصرة |
اللغة: | العربية |
قراءة وتنزيل نقد العقل الراكد قراءة في مشروع مسعود محمد الفكري من موقع مكتبه إستفادة.