تنزيل وتحميل كتاِب مارون عَبُّود ناقداً سياسياً وأديبا متسامحاً pdf برابط مباشر مجاناً
وصف مارون عَبُّود ناقداً سياسياً وأديبا متسامحاً pdf
مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةيعد ” مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود ” (1886-1962م) واحدا من كبار الأدباء والنقاد اللبنانيين المعاصرين الذين يمتلكون مؤهلات وحنكة وخبرة وبراعة في التحليل ، فهو ناقد قبل عنه بأنه يجرح أحيانا ولكنه لا يدمي ، ولا يسعي إلا لإرضاء الحقيقة ، ولذلك يهتز هلعا أمام قلمه معظم المبدعين ، أما المبدعون الحقيقيون فقد وقفوا أمام قلمه وقفة احترام كبير لأحد أهم النقاد في العصر الحديث ، وذلك لكونه يمثل الأديب المتسامح، المنفتح، الثائر على الطائفية، وهو الذي تنقل بين الأجناس الأدبية بعفوية ومهارة. من يومها لم نر شبيهاً لأسلوبه الساخر، وصوره الكاريكاتورية، وشخصياته القروية ولغته المرصعة بما تظنه عامية، لكنك تبهر حين تعرف أنه كان ينقي ويغربل، ويصغي لمن حوله، حتى يصل إلى نص أقرب ما يكون إلى الذائقة العامة. واستحق لذلك أن يكرس بين الكلاسيكيين الكبار عن جداره، وأن يصبح جزءاً أساسياً من المنهاج المدرسي الأدبي اللبناني. كان موهوباً، متنوعاً، وفناناً بحق، وكاتباً غزيراً ترك ما يناهز ستين كتاباً، فيها إضافة إلى فيض سلاسته، عمقه الإنساني، وانغماسه الأصيل في بيئته.
وقد قال عنه نزار قباني :” كتبنا شعرا في عصر مارون عبود ، وعلى محك هذه السنديانة الماردة ، برينا أقلامنا وتركنا أسماعنا ” ، كما وصفه البعض بأنه “رائِدُ النَّهْضةِ الأَدَبيَّةِ الحَدِيثةِ في لبنان، وهُوَ الكاتِبُ الصَّحفِي، والرِّوائيُّ الساخِر، والقَصَّاصُ البارِع، والشاعِرُ الَّذي نَظَمَ الشِّعرَ عَلى اسْتِحْياء؛ فلَمْ يَرِثِ الأَدبُ منهُ سِوى القَلِيل، وهوَ الناقِدُ الَّذي فُلَّتْ سِهامُ النُّقَّادِ أَمامَهُ إِجْلَالًا واحْتِرامًا، والمُؤرِّخُ والمَسرَحِي، وزَعِيمٌ مِن زُعَماءِ الفِكْرِ والفنِّ في العَصْرِ الحَدِيث.
كما شهد له البعض بأنه كان:” صديقا نزيها وموضوعيا بالإضافة إلى سرعة بديهيته وثقافته العالية ، وهو صاحب طرفة مميزة ، كان خالص العروبة قولا وفعلا ، وقد سخر علمه أدبه لهذه القضية ، هذا بالإضافة إلى أنه قد أغنى المكتبة العربية بدراساته التى بلغت اثنين وخمسين مؤلفًا، ترجم بعضها إلى أكثر من لغة.. منها في النقدِ: على المحك، ومجددون ومجترّون، وجدد وقدماء. ومنها دراسات أدبية: الرؤوس، زوبعة الدهور، وصقر لبنان، وأمين الريحاني. ومنها في القصة: فارس آغا، والعجول المسمنة، ووجوه وحكايات. ومنها في النقد السياسي: كتاب الشعب، سبل ومناهج، حبر على ورق. ومنها في الشعر: زوابع”.
وما أدق قول الزركلي في ترجمته: “وكان خالص العروبة”؛ فالعروبة عند أبى محمد لم تكن عِرقاً فقط، بل عقيدة وفكر ولغة. وما أصدق أحمد الجندي في رثائه له بمجلةِ المجمع العلمي العربي: “كان عربياً في تفكيره، عربياً في عقيدته، تخطّى في خياله التخوم والمعالم فكانت حريّته أثمن شيء عنده، وآراؤه أغلى شيء لديه؛ ينطق بالرأي فلا تأخذه فيه لومة لائم، ويدلى بالفكرة فلا يعوقه عنها عائق”.
وكان مذهب مارون عَبُّود هو العمل الدائم، وعدم التراخي والرِّضا بالقليل، قال مرة موضِّحاً شعاره في حياته ومذهبه: «مذهب غيرى القناعة غِنى، أما أنا فشعاري الطمع في هذه الحياة، وأرى القناعة من طباع البهائم. مذهبي في هذه الحياة أن أعمل دائمًا، وهمّتي أن أسبق من قبلي، وأن أعجز من بعدى». ومن أقواله فى آخر حياته: «إن كان لابد من عمرٍ طويل؛ فأرضى أن أعيش ما ظللت قادرا على العمل، فالعمر الذى لا يملأه العمل هو عمر أجوف كالقصبة. ولا أشغل نفسى بإصلاح ما بعد عنى إلا بعد أن أصلح ما قرُب منى، وأبدأ بنفسي..”.
وقد نالَ مارون عَبُّود العَدِيدَ مِنَ الأَوْسِمة؛ مِنْها: وِسامُ المَعارِفِ مِنَ الدَّرَجةِ الأُولى، ووِسامُ الاسْتِقلالِ مِنَ الدَّرجةِ الثَّانِية، وأَثْرى المَكْتبةَ العَرَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ المُؤلَّفاتِ الأَدَبيَّةِ والشِّعْريَّةِ والنَّقْديَّة؛ مِنْها: «نَقدات عابِر»، و”تَذْكار الصبا”، و”زَوَابِع”.
ولد بقرية “عين كفاع” بلبنان. تعلم بها، وتخرج بمدرسة “الحكمة” في بيروت. عمل في التدريس والصحافة “بين 1906 و1914″، شارك في إنشاء “جريدة الحكمة” “1910”. كما كان من أعضاء المجمع العلمي العربيّ بدمشق؛ وهو الذي سمى ابنه محمداً، غير آبه بالاعتراض والاستهزاء، مواجهاً غضب الناس، كانت عائلته تؤهله ليصبح كاهناً، وأدخل المدارس الدينية الواحدة تلو الأخرى ليصل إلى هذه النتيجة المرجوة لكنه تمرد، بعد أن تعرف في “مدرسة الحكمة” على أصدقاء من ديانات ومذاهب متعددة.
وعند بدء الحرب العالمية الأولى، وكان حينها صحافياً، توقف عن الكتابة وانكفأ في قريته عين كفاع، ليعود في تلك الفترة الصعبة مزارعاً، جل ما يطمح إليه، هو الحفاظ على عائلته، ومساعدة أهالي قريته. ومارون عبود الذي عرف بعلبة عطوس ترافقه، ما كان يفعل ذلك، إلا ليتمكن من إيقاف تدخين السجائر بعد أن تقدم في السن، وبدأ الجفاف يزحف إلى دماغه، ويتسبب له بحالات دوار وإرهاق يمنعانه من الكتابة. ذاك كان ألماً شديداً للرجل الذي اعتاد الكدح والتعب، وهو يجد نفسه عاجزاً، عن إتمام صفحات أراد إنجازها من كتابه الأخير “فارس آغا” وكأنه في سباق مع الموت. كواليس مارون عبود رواها حفيده الإعلامي وليد عبود، الذي استضافه «المركز اللبناني للتراث» في “الجامعة اللبنانية الأميركية” في ندوة حملت عنوان “ورقة من سنديانة مارون عبود”، بمناسبة مرور ستين سنة على رحيل الكاتب الكبير، حاوره خلالها مدير المركز الشاعر اللبناني هنري زغيب، وبثت على “زوم”.
لقد حارب مارون عَبُّود التعصُّب الديني قولاً وعملا، فأسمى ابنه محمدا، فقامت قيامة الناس عليه، فريق يستهجن ويكفّر، وفريق يوالى وينتصر، وله قصيدة عصماء في النبي محمد ذكر فيها أحداث كثيرة من السيرة النبوية، وقد بلغ عدد أبياتها 109، نشرتها الصحف وتناقلتها المجلات في وقتها 1934م، ويمكن أن نذكر بعض أجزائها حيث يقول:” طبعتك كف الله سيف أمان..كمن الرّدى في حده للجاني.. العدل قائمه وفي افرنده.. سور الهدى نزلّن سحر بيان..وعليك أملى الله من آياته.. شهباً هتكن مدارع البهتان.. لولا كتابك ما رأينا معجزاً.. في أمةٍ مرصوصة البنيان.. حملت إلى الأقطار من صحرائها.. قبس الهدى ومطارف العمران.. هادٍ يصوّر لي كأنّ قوامه.. متجسّدٌ من عنصر الإيمان.. وأراه يغضب للإله موحداً.. من نخلةٍ في عرقها صنوان.. لم يزهه بدرٌ ولا أحدٌ ثنى.. عزماته عن خطة العرفان.. فهو اليقين يصارع الدنيا ومن.. جاز اليقين يعود بالخذلان .. وكذا النبوّة حكمةٌ وصرامةٌ.. وتقى وإلهام وفرط حنان.. لك في السماء منصةٌ قدسيةٌ.. قامت على التوحيد والميزان.. ما كنت سفاحا ولم تسفك دماً.. إلا بحق العادل الديان.. الخ
كذلك من روائعه قوله لابنه في أبياته الشهيرة: إذا ما متُّ يا بْنى فى غدٍ.. فاتّبع خطوى تفُز بالأدبِ.. وعلى لحديَ لا تندب وقُل.. آية تزرى بأغلى الخُطَبِ.. “عاشَ حرّاً عربياً صادقاً.. وطواه اللحد حرّاً عربيا”.
مؤلف: | محمود علي |
قسم: | سير وتراجم وحياة الأعلام من الناس |
اللغة: | العربية |
الصفحات: | 22 |
حجم الملف: | 398.5 كيلو بايت |
نوع الملف: | |
تاريخ الإنشاء: | 05 أبريل 2022 |
قراءة وتنزيل مارون عَبُّود ناقداً سياسياً وأديبا متسامحاً pdf من موقع مكتبه إستفادة.