Close

Istefada

تحميل كتاِب فكرة التنوير عند المعتزلة pdf رابط مباشر

 


تنزيل وتحميل كتاِب فكرة التنوير عند المعتزلة pdf برابط مباشر مجاناً

وصف فكرة التنوير عند المعتزلة pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةأنا من المؤمنين بأن فكرة التنوير- قضية أوروبيةٌ محضة، انبثقت في المحيط الأوروبي، نتيجة ظروف كانت تسود المجتمعات الأوروبية، وكردّ فعل لهيمنة الكنيسة الغربية على الحياة العقلية والفكرية والثقافية في أوروبا. ولذلك فإن قيام مفهوم التنوير الأوروبي على إلغاء دور الدين في الحياة، مسألةٌ طبيعية، إذا نظرنا إليها من زاوية ما كانت تمارسه الكنيسة الغربية من ضروب الاستبداد وألوان القهر، وما كانت تُشيعه من أباطيل وخرافات، وبحكم أن أوروبا كانت منذ ذاك، تعيش العصور المظلمة، في حين كان العالم العربي الإسلامي يعيش ازدهاراً حضارياً واسع الإشعاع.
ومصطلح التنوير يعني الاستخدام العام لعقل الإنسان في جميع القضايا، وتبني شعار “لا سلطان على العقل إلا للعقل ،” وهو شجاعة استخدام العقل ولو كان ذلك ضد الدين وضد النص، والدعوة إلى تجاوز العقائد الغيبية، والإيمان بقدرة الإنسان الذاتية على الفهم والتحليل والتشريع، والدعوة إلى الدولة العلمانية، وتجاوز النص الديني أو إهماله أو تفسيره تفسيرات بعيدة عن سياقه وعن قواعد التفسير الموضوعي ، وهو الدعوة إلى المنهج التجريبي الحسي المادي واعتباره المنهج الوحيد الجدير بالثقة والاتباع.
والسؤال الآن : هل هناك تنوير عند المعتزلة؟.. وهل أشعلوا قلق البدايات التنويرية في الفكر الإسلامي ، فكانوا كما يري الكثير من الباحثين بأنهم يمثلون مشعل التنوير في الفكر الكلامي الإسلامي؟
اعتقد أن مصطلح التنوير لم يرد عند المعتزلة ولا عند كثير من الفرق الكلامية ، ولكن بدائله قد وردت مثل، التقدم، والتمدن، والتحضر وغير ذلك من معاني تعبر عن التنوير بشكل مضمر وليس ضريح ، وهنا في هذه الورقة أحاول أن أتلمس بعض مظاهر التنوير عند المعتزلة ، ففي نهاية القرن الأول الهجري، توسعت الفتوحات الإسلامية ، ودخلت شعوب كثيرة الإسلام ، لذلك حدث اختلاط بين المسلمين ، والثقافات الأخرى . وبدأت الفلسفة تطرق عالم العقل الإسلامي، وكان ذلك أول استفزاز ، لبعثه للتفكر، والدخول إلى منطقة السؤال ، والجدل، فلم يعد المنهج النصوصى النقلي ، كافي ليروي ظمأ أسئلته، أصبح قاصر عن الرد على شطحات العقل ، جداليته , أسئلته ، وحده منهج العقل ، هو السيد في هذه الحالة ، هو القادر على إخماد ثورة السؤال , بدخول السؤال ، والجدل ، عالم العقل الإسلامي ظهرت لنا المعتزلة ، سيدة الفرق الإسلامية بامتياز فهم أول اتجاه فلسفي حقيقي في الإسلام ، وإن ظل في منطقة علم الكلام ، ولم يتعمق أكثر فلسفيا، إلا أنهم رغم ذلك أهم المذاهب الكلامية، لأنهم أكثرهم عقلنة .
ومن مظاهر فكرة التنوير عند المعتزلة كلامهم فيما يخص نظرية الإمامة ، فقد كانت لهم أفكارا تنويرية مثل ، دعواتهم للثورة علي الحاكم في حالة إن بغي وتجبر ، إذ يرتبط الموقف من الثورة في فكر المعتزلة بواحد من أصولهم العقائدية وهو (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فما دامت الأمة عندهم هي التي اختارت الإمام وتعاقدت معه عبر ممثليها أو نوابها من أهل الحل والعقد. فهي وحدها إذا صاحبة الحق في خلع الإمام إذا ما أحدث أمرا أو حدث له أمر يوجب خلعه، وبذلك فقد جعل المعتزلة خلع الإمام حقا من حقوق الأمة؛ لأن اختياره يستند إلى إجماعها الذي يكسبها الحق في خلعه كما كان لها الحق في تنصيبه، ولهذا فالإمامة عند المعتزلة كما أكد القاضي عبد الجبار الهمذاني في المعني بأنها عقد يجوز فسخه إذا ما فقد أطرافه شرطا أو عنصرا من شروطه أو عناصره الأساسية أو أخل أحد الأطراف بشروط التعاقد وخرج عنها، واعتبروا (فسق) الإمام سببا كافيا يجيز للأمة خلعه، بل إنهم جعلوا الخروج على أئمة الضلال وولاة الجور أمرا واجبا، ورأوا وجوب نصرة الخارجين عليهم فلا يحل لمسلم أن يخلي أئمة الجور إذا ما وجد أعوانا وغلب في ظنه أنه يتمكن من منعهم من الجور، يعكس هذا الموقف وجهة نظر المعتزلة المتفقة خطوطها العامة على حرية الإنسان وقدرته على اختيار أفعاله ومن ثم مسئوليته عنها وتحمله لعواقبها خيرا وشرا، ويستتبع ذلك أن يكون الإمام قادرا على أفعاله متحملا لمسئوليتها والرعية قادرة على أفعالها مسئولة عنها.
ومن مظاهر التنوير أيضا عند المعتزلة ، انفتاحهم علي التراث اليوناني في آخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي حيث تواردت على العقل العربي الفلسفة الهندية والفلسفة اليونانية، عن طريق الفرس؛ لأن الثقافة الفارسية قبيل الإسلام كانت متأثرة بالفلسفة اليونانية، كما جاءت عن طريق السريان، لأنهم قد ورثوا الفلسفة اليونانية، وألبسوها لباسهم الديني، ومسوحهم اللاهوتية، عن طريق اليونانيين أنفسهم؛ لأن بعض الموالي من المسلمين كان يجيد اليونانية.
وقد تأثر المعتزلة بهذه الفلسفة في آرائهم، وأخذوا عنها كثيرا في استدلالهم فظهرت في أدلتهم ومقدمات أقيستهم، وقد دفعهم إلى دراسة هذه الفلسفة، هو أنهم وجدوا فيها ما يرضي نهمهم العقلي وشغفهم الفكري، وجعلوا فيها مرانا عقليا جعلهم يلحنون بالحجة في القوة، وأن الفلاسفة وغيرهم لما هاجموا بعض المبادئ الإسلامية، تصدى للرد عليهم، واستخدموا بعض طرقهم في النظر والجدل، وتعلموا كثيرا منها ليستطيعوا أن ينالوا الفوز عليهم، فكانوا بحق فلاسفة المسلمين، وبفضل تسلّح المعتزلة بسلاح الفلسفة، والمنطق، وعلم الكلام، وأساليب الجدال والمناظرة فإنهم قد أدّوا دوراً كبيراً وبارزاً في الدفاع عن العقيدة الإسلامية إزاء المعتقدات والديانات الأخرى السماوية المحرّفة منها كالمسيحية واليهودية، والمشركة والإلحادية كالمجوسية، والثنوية، والمانويّة، وقد تمثّل هذا الدور إما في مناقشة وإبطال حجج أصحاب تلك المعتقدات والديانات أو في دعوة غير المسلمين الطالبين للحقيقة إلى الإيمان بالعقيدة الإسلامية.
أيضا من مظاهر التنوير عند المعتزلة هو إرسائهم لدعائم حركة عقليّة واسعة كان لها أكبر الأثر في صياغة الحضارة الإسلامية؛ نظراً إلى أن مذهبهم كان يقوم في الأساس على احترام العقل وتمجيده، والتعويل عليه في استنباط واستنتاج الكثير من الأحكام الشرعية من جهة، وأساليب التفكير السليم من جهة أخرى.
ولهذا نجد يقول جولد تسيهر في هذا الصدد: “نحن لا نستطيع نكران أنه كان لنشاط المعتزلة نتيجة نافعة، فقد ساعدوا في جعل العقل ذا قيمة حتى في مسألة الإيمان، وهذا هو الفضل الذي لا يجحد والذي له اعتباره وقيمته، والذي جعل لهم مكاناً في تاريخ الدين والثقافة الإسلامية” .
وعلى أثر اعتماد المعتزلة على العقل كمرجع أساس في استنباطاتهم، وتقريراتهم، ونتيجة لعدم جمودهم على النصوص، وتعبّدهم بها بشكل مبالغ فيه، فقد كان لهم دور كبير في إشاعة أجواء حريّة التفكير، والعقل، ونحن نلاحظ هذا الاتجاه بشكل واضح في عصر المأمون، وفي القرن الرابع الهجري.

مؤلف:
قسم: أصول الدين
اللغة: العربية
الصفحات: 28
حجم الملف: 399.77 كيلو بايت
نوع الملف: PDF
تاريخ الإنشاء: 16 مارس 2022

قراءة وتنزيل فكرة التنوير عند المعتزلة pdf من موقع مكتبه إستفادة.